* في رسالة من أحد الاطباء يقول فيها: نرجو التكرم بافادتنا عن وجود أي مانع ديني أو أخلاقي في استخدام مادتي: USB Urinary Bladder Martix sis small intestine sbmucosa وهما عبارة عن ألياف من النسيج الضام بعد نزع الخلايا منها من مصدر حيوان الخنزير علي حيوانات التجارب "الارنب" حتي يتسني لنا دراسة تأثير هذه المواد من ناحية تجديد الانسجة الحية. علماً بأن هذه التجارب تجري كخطوة أولي لاستخدام مثل هذه المواد من مصدر حيواني آخر "غير الخنزير" لعلاج الانسان بدلاً من مصدر الخنزير المتاح حاليا في الاسواق الامريكية. ** يجيب د. علي جمعة مفتي مصر: يقول الله تعالي: "وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" "الجاثية:13" . يقول عز من قائل كريم: "هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعاً" "البقرة:29". فهاتان الآيتان وغيرهما من النصوص الشرعية تبينان ضمن ما تبينان أن الله تعالي الذي خلق الانسان لعبادته وعمارة أرضه وأكرمه بأن خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته قد سخر لهذا المخلوق الفريد من أجل هذه المهمة النبيلة والوظيفة الخطيرة كل ما في السموات وما في الارض. أي ذللها وطوعها وقادها له بإذنه سبحانه وتعالي. سواء في ذلك الحيوان والجماد وغيرهما. وإذا كان الامر كذلك فإن الخسيس من مخلوقات الله تعالي تكون أولي في التسخير والتذليل لابن آدم من غيرها من المخلوقات. ومن ذلك الخنزير الذي هو نجس كله عند جماهير العلماء. فإذا كانت هناك فائدة مرجوة لعموم البشرية من عمل تجارب معملية عليه أو علي انسجته. وهذه الفائدة غير متوفرة في غيره. أو متوفرة ولكن درجة اقل من تلك المحصلة من التجارب علي الخنزير فإن هذا قد يرقي بالجواز إلي الاستحباب أو الوجوب. والاسلام قد حض علي العلم ومدح العلماء في غر ما آية وحديث. منها قوله تعالي: "إنما يخشي الله من عباده العلماء" "فاطر:28". وقوله سبحانه: "إن في ذلك لآيات للعالمين" "الروم:22" وقوله عز من قائل كريم: "قل انظروا ماذا في السموات والارض" "يونس:101" وقوله صلي الله تعالي عليه وآله وسلم: من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة. وإن الملائكة لتضع اجنحتها رضي لطالب العلم. وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الارض والحيتان في جوف الماء. وإن فضل العالم علي العابد كفضل القمر ليلة البدر علي سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الانبياء. وإن الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً. ورثوا العلم. فمن آخذه أخذ بحظ وافر" رواه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء رضي الله تعالي عنه. ولا يتصور الحكم علي الشيء إلا بعد تصوره. وهذا لايكون إلا بالعلم. فمعرفة هذا الحيوان وغيره للاستفادة منه في بعض الاوجه. أو للحذر في بعضها الآخر لايكون إلا بالاحتكاك به ومباشرته. ولو لم تكن هناك غاية من التعامل مع الخنزير في المعمل سوي معرفة بعض حكم تحريمه من قبل الشرع الشريف لكفت غاية نبيلة تجعل اخضاعه للمعمل وتجاربه مشروعا. وعليه وفي واقعة السؤال لا مانع شرعا من اجراء التجارب المذكورة في السؤال للغرض المنوه عنه. مع البعد ما أمكن عن ملامسته مباشرة حال رطوبته أو رطوبة اللامس بغير حائل. وذلك لكونه نجسا عند جماهير العلماء كما سبق ذكره. والتضمخ بالنجاسة بدون حاجة غير جائز. فإئا لزم الامر بملامسته فليقلد مذهب الامام مالك في طهارته. خروجاً من الحرج والضيق. والله سبحانه وتعالي أعلمے