لا أحد ينكر ما يحيط بالأمة من أخطار وأعداء من كل مكان من الداخل ومن الخارج. ولما يمتلك العدو من الأسلحة الهائلة المخيفة. ترسانات عظيمة من قنابل محرقة وطائرات مقاتلة وصواريخ ومدمرات. فكيف يمكن للأمة المسلمة أن ترد عدوان هذا الثور الهائج صاحب القرون النووية الفتاكة؟! هزيمة نفسية أوقعها العدو بنا. حل بنا ضعف اليقين بالله في الأزمات والفتن. فطغي علينا الخوف وتنازعتنا الهواجس. هذه فترات الضعف والهزيمة تمر بأمتنا. تراكمت عليها المحن والأزمات التي قادها أصحاب الشهوات والمصالح الخاصة فأضعفوها وأفرغوها من قواها حتي أصبحت أشباحاً أمام أعدائها. إن الأمة الإسلامية تعيش هذه الأيام حالة من الاستنفار: لم يسبق أن عاشتها في أزمنتها الأخيرة. كرد فعل علي ما يمارس في حقها تحت شعارات تعددت أسماؤها وتلونت راياتها واتحدت أهدافها وغاياتها مثل الحرية والديمقراطية. ولكن تمتلك الأمة المسلمة من الأسلحة الفتاكة التي تختص بها ولا يستطيع عدوها كائناً من كان أن ينتزعها منها إلا أن توافق هي يإرادتها فتتخلي عنها عجزاً وكسلاً وخذلاناً: السلاح الأول الإيمان بالله سبحانه: والإيمان بالله له شأن عظيم. فهو يزرع اليقين والثقة بوعد الله ونصره. وهو من أعظم أسباب الثبات في المعارك مع الأعداء. فالمؤمن لديه قوة وشجاعة وإقدام. وتوكل علي الله سبحانه. ولديه يقين بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال الله تعالي: "ولما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيماناً وتسليماً" الأحزاب:22 فمن لديه الإيمان بقوة الله المطلقة فلن يخاف إلا الله مهما امتلك الأعداد من الطائرات المدمرة والسفن الهائلة والمدرعات المحرقة وصواريخ عابرات القارات فهي تحت قدرة الله وملكه. فلو شاء لعطلها جميعاً فالسماء سماؤه والأرض أرضه وكلهم جنوده قال تعالي: "ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً" الفتح: 7 فأين يذهبون؟! السلاح الثاني ذكر الله الدائم: وهذا له أثر عظيم في صلة المؤمنين بربهم وثباتهم. ولذلك أوصي الله عباده المؤمنين بذلك قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون" الأنفال: 45 فسبحان من أمره بين الكاف والنون. وما أعظم ذكر الله والتكبير بكلمة "الله أكبر" هذه الكلمة لو وعاها المسلمون. فلها وقع عظيم في نفوس الكافرين. بل إنها سرعان ما تزلزل قلوبهم فلا يلوون علي شيء إذا قرعت آذانهم. لقد كان التكبير شعار المسلمين المقاتلين في القادسية واليرموك ونهاوند وغيرها من معارك الإسلام الكبري فعملت عملها بإذن الله في نفوس المسلمين. وألقت الرعب في قلوب الكافرين وجاء نصر الله. السلاح الثالث الدعاء: وهو سلاح عظيم به يتنزل النصر. وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يبدأ معاركه بالدعاء وما قصته يوم بدر إذ سقط عنه رداؤه من شدة مناشدته ربه في الدعاء إلا دليل علي أهمية الدعاء في ساحات المعارك وفي مقارعة أعداء الله ورب دعوة ضعيف من المسلمين كانت سبباً في نصرهم. فلابد من تحقيق أسباب استجابة الدعاة. السلاح الرابع.. الصبر: قال تعالي: "الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين".. الأنفال. فلابد من الصبر علي ما أصابنا من الأعداء من أهل الباطل والصبر علي طاعة الله والصبر علي ترك ماحرم الله.