يقول الرسول عليه الصلاه والسلام "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" الفتن لفظة كبيرة، تسمع لها صوتاً مزعجاً، وترى لها لهباً ورائحة منكرة، هي كشجرة كبيرة فظيعة لها جذع وجذور ضاربة، وأوراق وغصون متشابكة، وأشواك وثمار مرة تقتل من استظل بظلها . لقد وردت لفظه الفتنه فى سياق الايات القرانيه تحت معانى عديده ومتنوعه .ولابد لنا أن نعرف المعنى اللغوي لها قبل الشروع في البحث عن الفتنه والفتن) جمع فتنة ، وأصل الفتن إدخال الذهب في النار لتظهر جودته من رداءته. ( - والفتنة تكون من الأفعال الصادرة فإن كانت من الله سبحانه فهي على وجه الحكمة، وإن كانت من الإنسان بغير أمر الله تعالى فهي مذمومة. وقيل: أصل الفتنة الاختبار، ثم استعملت فيما أخرجته المحنة والاختبار إلى المكروه والفتنه سنة إلهية جارية جرت على الأمم السالفة وتجري على الأمم المتعا قبة فهي سنّة ابتلاء ثابتة لايجري عليها تحويلٌ أو تبديلٌ لقوله تعالى في الأية (ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا) وليعلمنّ الكاذبين" . والفتنه فى عهدالخليفة العدل أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، ومن بعده توالت الفتن على الأمة الإسلامية تعصف بها عصفاً، وتفرقها أحزاباً وشيعاً حتى عهدنا هذا وستظل ما دامت الدنيا، ولو كانت الفتن يمكن الاحاطة بها، والتوقي منها كلها؛ لهان الأمر، لكنها مختلفة الأحجام، ومتعددة الأنواع، متباينة المشارب، فمنها الكبير الذي يخلع القلوب، ومنها الصغير الذي يمر مر السحاب، ومنها فتن الدنيا، والشهوات، والأهواء، والشبهات، ومنها فتن الحياة، وفتن الممات إلى غير ذلك، وموضوع كهذا لا تستوعبه وريقات، ولا تحيط به كلمات معدودات ، ولا يجيد الكتابة فيها فرد مثلي قليل الخبره ضعيف الكتابة لكنها محاولة للمساهمة في توضيح بعض الجوانب. خطر الفتنة: الفتن أمرها خطير، وشررها مستطير فهى كالنار تمسك بالقش فتشعله وتلحق الكبير والصغير، العادل والظالم، ولا تترك شئ بل تحرق كل ما تطوله الفتن الطائفية والمذهبية من اخطرها فإذا كشفت عن وجهها القبيح لا تلبث أن تشتعل في جسد الأمة اشتعال النار في الهشيم، وما لم يسارع العقلاء إلى درء أخطارها بالقضاء على بوادرها، فإنها لن تلبث أن تأتي على الأخضر واليابس، وأول ضحاياها هم أولئك الذين يثيرونها جريا على عادة الاستحواذ والاستعلاء التي تتحكم في تصرفات بعض ضعاف النفوس الذين لا تهمهم سوى مكاسبهم الشخصية، ممن وجدوا أنفسهم في مراكز تؤهلهم للعب بعقول بعض البسطاء من عامة الناس، فتصدروا منابر الإعلام هذه الخلافات الطائفية أينما وجدت هي معول هدم في الكيان الوطني، يرفضه العقلاء لأنه سلاح في يد الأعداء يمكن توجيهه ليس لأي منجز وطني فقط، بل وللمواطنين أنفسهم على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، وهو سلاح خطير لابد من السيطرة عليه بقوة القانون، ويقول الله سبحان هو تعال (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ( 25 ){الأنفال: 25}. بل من شدة بعض الفتن والبلايا يتمنى المرء إذا مر بقبر أن يكون هو صاحب هذا القبر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا، حتى يمر الرجل على قبر الرجل فيتمرغ عليه، ويقول: ياليتني كنت مكان صاحب هذا القبر ، وليس به الدين ، إلا البلاء" متفق عليه(1). فدل هذا الحديث على أن هذا التمني لا يكون من جهة الدين؛ بل من جهة الدنيا، كالمصيبة في النفس أو الأهل أو المال، وفى رواية: "ما به حب لقاء الله عز وجل"(2). ومن ظلمة الفتن واسودادها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع الليل المظلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال، فتناً، كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا من أنواع الفتن: الفتن لا يمكن حصرها، أو الإحاطة بأنواعها فهي أنواع كثيرة، وفي كل عصر تظهر أنواع جديدة، وفي كل مصر تنتشر أقسام عديدة، فمن أنواعها المشهورة المعروفة: فتنة الكفر والشرك، وفتنة البدع والأهواء، وفتنة الموبقات والسيئات، وفتنة المال والمناصب، وفتنة النساء والأولاد، وفتنة الملك والرئاسة، وفتنة الظلم والاعتداء والفتن الطائفيه وغيرها . - ويجمع هذه الأنواع وغيرها قسمان رئيسان هما: الأول : فتنة الشبهات . الأخرى : فتنة الشهوات . فكل فتنة لها علاقة بالدين كالتشكيك فيه، أو الكفر، أو الشرك، أو البدع........الخ، فهي من فتنة الشبهات، وكل فتنة تتعلق بحظوظ النفس وملذاتها مثل: فتنة المال، أو المناصب، أو النساء، أو الملك والرئاسة أو الظلم والبغي.... الخ، فهي من فتنة الشهوات، ونحن اليوم في زمن كثرت فيه الفتن وعمت ، وكل فتنة مما سبق تحتاج إلى كشف الضوء عليها لتجليتها وبيان خطرها ولكن ساعرض بعض الاحاديث التى تمثلها لانها تحتاج الى صحف لتوضيحها :-- الاحاديث 1- فتنة البغي والاعتداء، فقد ساق البخاري في صحيحه في كتاب الفتن عن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله وعليه وسلم قال: "يتقارب الزمان وينقص العمل ، ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج". قالوا : يا رسول الله ، أيم هو ؟ قال: "القتل القتل"(5) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"(6) لأن من اعتاد الهجوم على كبار المعاصي جره شؤم ذلك إلى أشد منها فيخشى أن لا يختم له بخاتمة الإسلام . وقال ابن عمر رضى الله عنهما: "إن من ورطات الأمور التى لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله"(7). 2- فتنة الدعاية إلى الأهواء والبدع، فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .."(.والأئمة المضلون هم الداعون إلى البدع والفسق والفجور. 3- فتنة المال فعن كعب بن عباض رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي : المال" (9). - وفي هذا بيان أن أكثر ضلال الأمة وعصيانها وطغيانها هو بسبب المال . فإن الحرص على المال؛ والطمع والجشع في جمعه، وعدم القيام بحقه ، وإنفاقه في الشهوات.. من أكثر الفتن في هذه الأمة . 4- فتنة النساء؛ كما جاء في الحديث عن النبي {: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"(10). أسباب الفتن :-- هذه الفتن والبلايا لها أسباب وقعت كثيراً من الناس فيها، فمن هذه الأسباب . 1- نقص العلم الشرعي وضعفه : وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : "لا تقوم الساعة ... - وذكر - حتى يقبض العلم .."(11) والمقصود بالعلم هنا: العلم بالله عز وجل، وكمال صفاته، وما أعد لمن أطاعه من رضوانه، وما أعد لمن عصاه من غضبه وناره ، والعلم بأحكام الشرع، وحقوق العباد بعضهم على بعض، وغير ذلك . 2- انتشار المعاصي والسيئات، وضعف التمسك بالدين . فمتى ما انتشرت المعاصى والسيئات في مجتمع، وقل المحتسبون على أهلها، وترك المصلحون أمرها ظهرت الفتن وعمت، قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ففي هذه الآية أمر الله تعالى المؤمنين أن لا يقروا المنكر فيما بينهم فيعمهم الله بالعذاب . وقال سبحانه ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) ففي هذه الآية أمر الله تعالى المؤمنين أن لا يقروا المنكر فيما بينهم فيعمهم الله بالعذاب . وقال سبحانه: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم 3- موالاة الكافرين، والركون إلى الظالمين 4 - الصحبة السيئة، والأصدقاء الضالون، 5 - الكلام بلا علم، أو بغرض البغي والعدوان واختلاف المصالح والعمل من اجل الفرد او طائفه ما، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمام الدجال سنين خداعة يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال ؟: الفويسق يتكلم فى أمر العامة وهذه فتنة أصابت فئاماً كثيرة من الناس، فمنهم من يتكلم في المسلمين بالتكفير والتفسيق والتجريح بلا أثارة من علم، أو فضلة من ورع وعقل، ومنهم من يصنف المسلمين، ويبدع المخالفين له، ويتكلم بمنطق الكفر والجاهلية القائل: "من لم يكن معي فهو ضدي، ومن لم يكن في حزبي فهو عدوي"!! ويزعم أن طريقه الحق، وطريق غيره من الباطل والبهتان ، فيبيح لنفسه تبديع المخالف، وأذية المعتزل للفتن والوشاية بأهل الفضل والصلاح لا لسبب؛ بل لأنهم لم يجاروه في جهله، ولم يوافقوه على ضلاله وظلمه. ومن الرويبضة من تولى شؤون الناس، وصار يؤخذ بقوله، وينظر أمره وهو التافه الحقير، الفاتن المفتون. المخرج من الفتن : إذا كانت الفتن بهذه النكارة فما المخرج منها؟! وما الحصن الذى يحمي المسلم من آفاتها؟ أولاً: معرفة الله عز وجل واللجوء إليه وتعوذ به من الفتن ما ظهر منها وما بطن أعاذه الله وحماه وحفظه ورعاه سبحانه وتعالى . ففي الصحيح عن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"(13). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "عائذاً بالله من سوء الفتن أو قال: أعوذ بالله من سوء الفتن" قال أنس: وعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم التعوذ من الفتن دبر كل صلاة ثانياً: العلم الشرعي : ف بالعلم يزول الجهل، وتبين الأمور، ويكشف الخدع والغرور، بالعلم النافع يعرف المرء طريقه، وتستبين سبيله، ويقوم بحقوقه على الخالق العظيم، ويؤدي ما عليه لأخيه ، فالعلم عاصم بإذن الله من كل زلل. ثالثاً: المبادرة بالأعمال الصالحة: وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق قوله صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم .." (15). فالأعمال الصالحة سواءً أعمال القلوب من: الإخلاص، والخشية، والخوف من الله عز وجل وغيرها ، أو أعمال الأعضاء من الصلاة، والصيام، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذكر الله عز وجل، والإكثار منها، والاشتغال بها وغيرها من الأعمال الصالحة؛ حافظ وعاصم بإذن الله رابعاً : اعتزال الفتنة والبعد عنها: فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه ، فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليعذبه"(18). قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وفيه التحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعليق بها"(19). وفي الحديث : "إن السعيد لمن جنب الفتن ..." (20). خامساً: التوبة إلى الله تعالى وترك المعاصي والسيئات ، والأخذ على أيدي السفهاء وفي تبكيت المؤمنين للذين فتنوا أنفسهم، وانساقوا وراء ملذاتهم أكبر عبرة ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ( ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى" ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى" جاء أمر الله وغركم بالله الغرور) علينا بتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن والعمل على محاربتها بكل انواعها والصبر عليها حيث ان الفتن بلاء ..................... والتعاون للقضاء عليها والتكاتف بين الشعب المصرى والعوده الى روح الجماعه الروح التى احيتهاالثوره وخلقتها فى الجميع الحب الحقيقى بين اهل الوطن الواحد والوحده الوطنيه بين الطوائف المختلفه من اجل مصر من اجل المستقبل لاولادنا والامن والامان .