الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. حكمة قديمة من المأثورات الشعبية البليغة, نحن في أشد الحاجة إلي الأخذ بها في هذه الأيام التي تحاول الفتنة أن تستيقظ فيها من سباتها. فجأة أطلت علينا الفتنة الطائفية برأسها بعد أن حاول إيقاظها للأسف الشديد. اثنان من كبار القوم.. الأول الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للمجلس العالمي لعلماء المسلمين, والثاني الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للأقباط. فقد اتهم الأول الأخوة الأقباط بأنهم يخزنون الأسلحة والذخائر في الأديرة والكنائس!!.. وبعدها ببضعة أيام شكك الثاني في بعض الآيات القرآنية.. وتساءل إن كانت هذه الآيات قد نزلت في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم أم بعد وفاته؟! لقد كانت بوادر الفتنة هذه المرة من العيار الثقيل لكن الله سلم. لكن الدرس المستفاد من هذه الأزمة ضرورة المقاطعة الإعلامية تماما لكل ما يمت للفتنة الطائفية بصلة.. سواء كانت أخبارا أو تصريحات أو حوارات في ندوات أو مؤتمرات. وهذا في الأساس مهمة الأخوة الزملاء الصحفيين في الصحف الخاصة والمستقلة. ونحن علي ثقة تامة في وطنية هؤلاء الزملاء, وإنهم سوف يراعون هذا البعد الوطني ويعطون له الأولوية علي الانفرادات الصحفية أيا كانت. وهذا النهج الصحفي يحض عليه بشدة ميثاق الشرف الصحفي الذي يهدف في الأساس إلي الحفاظ علي وحدة الأمة التي هي الهدف الأسمي لنا جميعا نحن الصحفيين. وأتوجه من هنا بدعوة الزميل نقيب الصحفيين والزملاء أعضاء مجلس نقابة الصحفيين لعقد اجتماع عاجل مع كل رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة, للتأكيد علي مقاطعة كل ما يمت بصلة للفتنة الطائفية, عملا بميثاق الشرف الصحفي, الذي اقسمنا جميعا نحن الصحفيين علي احترام وتطبيق ما جاء به من التزامات ومبادئ.