* يسأل إسلام محمد من طنطا: سمعنا أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اذكروا محاسن موتاكم فكيف يستقيم هذا مع ذكر مساوئ الآخرين في كتب التاريخ؟ * * يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: روي البخاري وغيره من عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قالك "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلي ما قدموا" وروي أحمد والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا" وروي البخاري ومسلم أن جنازة مرت علي النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه فاثنوا عليها خيرا فقال "وجبت" ولما سألوه عن معني ما قال قال: "ما أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة. أنتم شهداء الله في الأرض". ومن المشاهد انه عندما يموت انسان له شأن في الدنيا يتحدث الناس عنه. أما بالخير وأما بالشر. والحديث بالخير اشادة بذكره وتكريم له وتعزيه لاهله أن الناس راضون عنه. والحديث بالشر تشويه لسمعته واهانة له وزيادة ألم علي أهله وقد يقصد به التشفي الذي يورث الاحقاد التي ربما تؤدي إلي نزاع يحتدم ويشتد وتكون له أثاره السيئة. والحديث عن الميت لا أثر له عند الله سبحانه وتعالي فهو العليم بما يستحقه من تكريم له أو اهانة. وقد يكون حديث الناس عنه دليلا ولو ظنيا علي منزلته عند ربه. لكن ذلك لا يكون إلا من أناس علي طراز معين من الصلاح والانصاف والتقوي وقول الحق لوجه كالصحابة الذين قال النبي فيهم "انتم شهداء الله في الأرض" ومع ذلك نهي النبي صلي الله عليه وسلم ان يذكر الاموات بالسوء إذا كان ذلك للتشفي من أهله. فذلك يغيظهم ويؤذيهم. والإسلام ينهي عن الإيذاء لغير ذنب جناه الإنسان. ولا يؤثر علي منزلة عند الله الذي يحاسبه علي عمله وقد قال صلي الله عليه وسلم في قتلي بدر من المشركين "لا تسبوا هؤلاء فانه لا يخلص اليهم شيء مما تقولون. وتؤذون الاحياء" وعندما سب رجل ابا للعباس كان في الجاهلية كادت تقوم فتنة فنهي عن ذلك. ودراسة التاريخ ان كانت لغرض الاعتبار والاقتداء بالصالحين وللتحذير من تقليد غير الصالحين. دون قصد للتشهير والتعبير الذي يظهر أثره علي ذويهم من الاحياء فلا مانع منها أبدا بديل أن الله سبحانه قص علينا في القرآن الكريم أخبار المكذبين كما قص أخبار الرسول والصالحين وقال في حكمة ذلك "وكلا نقص عليك من انباء الرسول ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكر للمؤمنين "سورة هود: 120" وقال تعالي: "لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الألباب ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدي ورحمة لقوم ويؤمنون" سورة يوسف .111 يقول بعض العلماء: إن سب الموتي يكون في حق الكافر وفي فيمتنع إذا تأذي به الحي المسلم أو ترتب عليه ضرر واما في المسلم فحيث تدعو الضرورة إلي ذلك كان يصبر من قبيل الشهادة عليه وقد يجب في بعض المواضع وقد تكون مصلحة للميت كمن علم أنه أخذه مالا بشهادة زور ومات الشاهد فإن ذكر ذلك ينفع الميت ان علم أن من بيده المال يرده إلي صاحب. والثناء علي الميت بالخير والشر من باب الشهادة لا من باب السب. ومن الجائز تجريح الرواة للحديث أحياء وأمواتا وذلك لاجماع العلماء علي جوازه. وذكر مساوئ الكفار والفساق للتحذير منهم والتنفير عنهم. قال ابن بطال: سب الأموات يجري مجري الغيبة. فإن كان اغلب احوال المرء الخير وقد تكون منه الفتنة فالاغتياب له ممنوع وان كان فاسقا معلنا فلا غيبة له وكذلك الميت ومع ذلك فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه والاولي ان ينشغل المرء بعيوب نفسه ولا يتورط في سب انسان قد يكون بريئا عند الله إلا إذا دعت إلي ذلك حاجة أو ضرورة وهي تقدر بقدرها والاعمال بالنيات ولنقبل علي عمل الخير حتي يكون لنا ذكر حسن علي عمل الخير حتي يكون لنا ذكر حسن علي السنة الناس بعد أن نفارقهم فيدعوا لنا بخير.