الولي هو من اجتمع فيه وصفان هما الإيمان والتقوي. قال تعالي: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون, وبحسب إيمان العبد وتقواه تكون ولايته مع الله, فالناس يتفاضلون في ولايتهم مع الله بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوي هذا ما ذكره د. محمد أحمد عمارة مدرس الفقه بجامعة الأزهر,مضيفا: أولياء الله لا يتميزون عن غيرهم من الناس بلباس ولا بهيئة فهم ليسوا معصومين ولا يعلمون الغيب وليس لهم القدرة علي التصرف في الخلق والرزق ولا يدعون الناس إلي تعظيمهم أو صرف شيء من العطايا أو الأموال لهم ومن فعل ذلك فليس بولي بل كذاب أفاك ولي للشيطان. ويشير د. عمارة إلي أن الأولياء لا ينتفع بهم الناس بعد موتهم بسؤالهم والاستعانة بهم لأنهم لا يملكون لغيرهم فضلا عن أنفسهم شيئا وإنما هم واقعون تحت حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له, وقد وردت آثار كثيرة تدل علي انقطاع الحس والحركة عن الأموات وأن أرواحهم ممسكة وأعمالهم منقطعة عن زيادة ونقصان وأن روحه كذلك محبوسة مرهونة بعملها من خير وشر, ولم يثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم شرع لأمته أن يدعوا أحدا من الأموات لا من الأنبياء أو الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها. ولا خلاف بين العلماء في أن من دعا ميتا أو غائبا فقال يا سيدي فلان أغثني أو انصرني أو ارحمني أو اكشف عني شدتي ونحو ذلك فهذا شرك بالله, ومن قال إن الميت يسمع ويستجيب فقد كذب علي الله, إذ يقول تعالي: ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلي يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. أما ما يتمسك به البعض من الحياة البرزخية للشهداء والحياة البرزخية للمصطفي صلي الله عليه وسلم فهي حياة برزخية الله أعلم بحقيقتها والنبي صلي الله عليه وسلم مات بنص القرآن والسنة إنك ميت وإنهم ميتون, وكثير من الناس خصوصا في هذه الأزمنة يدعون أنه صلي الله عليه وسلم حي كحياته كما كان علي وجه الأرض بين أصحابه وهذا غلط عظيم لأن الله سبحانه أخبر بأنه ميت وهل جاء أثر صحيح أنه باعثه لنا في قبره مثل حياته علي وجه الأرض يسأله أصحابه من الاختلاف العظيم ولم يجئ أحد إلي قبره صلي الله عليه وسلم يسأل عما اختفلوا فيه, وفي الحديث المشهور: ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتي أرد عليه السلام, فهذا يدل علي أن روحه صلي الله عليه وسلم ليست دائمة في قبره. وخلاصة القول ان الولي ينتفع به من خلال علم نافع تركه لنا وينتفع به في حياته بأن يدعو لنا أو يعلمنا شيئا من أمور ديننا, وأمر الله تعالي نبيه ببيان ذلك تجليته فقال تعالي: قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله, وقال: قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا, وهذا في حال حياته صلي الله عليه وسلم, فكيف الحال بعد الممات.