رسالة حب وتحذير أبعثها إلي السودان الشقيق توأم مصر حيث يرتبطان بحبل سري واحد هو نهر النيل العظيم. حيث أتوسل إلي شعب السودان في شماله أن يتوحد علي قلب رجل واحد فليس أمامهم سوي ذلك حيث إن الخطر الداهم قادم لا محالة من دول الغرب في شمال الدنيا عن طريق جنوب السودان والانفصال رغم مرارته فهو هين. لكن الأمر أكبر من ذلك وأخطر. لأن هناك مخططا شيطانيا بزعامة امريكا وإسرائيل لجعل جنوب السودان شوكة موجعة في ظهر شمال السودان وبالتالي في ظهر مصر. ومقدمة سيئة للانفصاليين سواء في السودان أو في مصر وكما صرح الصادق المهدي فان جنوب السودان يعتبر أمريكا ولي أمره. وهذه النيات المبيتة اصبحت الآن علانية. وها هو السيناتور الامريكي الذي زار السودان قريبا يحذر الحكومة السودانية من عرقلة انفصال الجنوب. والا ستوقع عليها عقوبات أشد من المفترض أن انفصال اقليم أو بقائه في أي دولة هو شأن داخلي فلماذا تهتم أمريكا بانفصال جنوب السودان إلا إذا كانت تريد هي ودول اخري ان يجعلوه اسرائيلا اخري في وسط القارة الافريقية كشوكة مقلقة يصلون عن طريقه إلي ما يريدون كما هو الحال الآن بالنسبة لاسرائيل في قلب العالم العربي وجنوب السودان مؤهل لذلك تماما وعلي رأسه رئيس حكومته الحالية بقبعته الغربية التي تعلن عن توجهه. وهذه حقيقة لا تخفي علي أحد. الآن لم يعد أمام الاخوة في شمال السودان إلا أن ينسوا خلافاتهم تماما ويقفوا في صف واحد لصد هذه المؤامرات وهذا الشر القادم. فلا حزب مؤتمر وطني ولا حزب مؤتمر شعبي ولا حزب أمة ولا حزب تحرير ولا حزب عدالة إلي غير ذلك من الاسماء المصطنعة التي تؤدي إلي تفكك السودان بعد ان انشطر نصفين وهذا ما تريده دول الغرب حتي يتحول السودان إلي عراق آخر. فليس أخطر علي أي شعب من التفرق والتشرذم. وكما هو معروف فان العصا الواحدة تكسر بسهولة. أما حزمة العصي فلا يستطيع احد كسرها. علي الاخوة في السودان ان يعوا ذلك جيدا ومن يساعد علي التفرق أيا كان انتماؤه فهو خائن لوطنه وأمته ولا يجوز لأي شخص ان يضع مبررا لنفسه ضد الآخر كما يحدث الآن في الصومال الذي اصبح خرابا تلفه التعاسة من كل مكان بعد ان كان بلدا سعيدا حتي في ظل حكم الديكتاتور سياد بري يجب علي الاخوة في السودان ان يعوا الدرس جيدا وألا يشهر أحدهم السلاح في وجه الآخر وان يوفروا سلاحهم لعدوهم فهو قادم لا محالة سواء كان من بني جلدتهم أو من الكلاب الضالة التي تريد أن تنهش ما تبقي لهم من لحم متمثلا في البترول الواعد والثروة المعدنية المؤكدة من النحاس وحتي اليورانيوم. يجب علي الرئيس عمر البشير والشيخ حسن الترابي والسيد الصادق المهدي ورؤساء الفصائل الاخري ان يعلموا انه لا بقاء للسودان العريق إلا بوقوفهم صفا واحدا علي قلب رجل واحد ولا شك ان كلا منهم يريد مصلحة السودان لكنه قد يخطئ الطريق. والطريق طريق واحد لا بديل عنه وهو نسيان الماضي والتفكير في الحاضر والمستقبل وعدم التشبث بكرسي الحكم فهو زائل والسودان باق بإذن الله مع امتداد وادي النيل حتي البحر الابيض موحدا متحابا. حتي يندحر أعداؤنا وهم يجرون أذيال الخيبة.