الحدود المصرىة خط أحمر« تضاربت الأنباء يوم الجمعة الماضية بشأن حقيقة تفجيرات رفح التي استهدفت مسلحين في سيناء، ففي حين ذكرت وكالات أنباء عالمية أبرزها "رويترز" أن إسرائيل شنت هجوماً علي منطقة رفح المصرية أسفر عن مقتل أربعة مسلحين كانوا يتأهبون للقيام بهجوم صاروخي علي إسرائيل، نفي الجيش المصري علي لسان متحدثه الرسمي هذه الرواية، في حين أصدرت مجموعة مسلحة في سيناء بياناً نعت فيه قتلاهم مؤكدة أنهم قضوا جراء غارة نفذتها إسرائيل بطائرة بدون طيار. الحادثة أعادت إلي الشارع المصري مخاوف تكرار سيناريوهات الجدل التي سرت في رمضان العام الماضي حين تم استهداف عدد من الجنود المصريين في رفح، ومالت ترجيحات بعض المحللين الاستراتيجيين إلي نسبة العملية إلي إسرائيل، وهو ما عززه نقل التلفزيون المصري الرسمي عن مراسله في شمال سيناء – عبر مداخلة هاتفية - أن طائرة إسرائيلية هي التي نفذت العملية بحسب شهود عيان قبل قطع الاتصال معه بحجة رداءة الصوت! وفتحت وكالات أنباء عالمية أبرزها "رويترز" أبواب الجدل بشأن حقيقة الهجوم الجديد، حيث ذكرت الجمعة الماضية، أن إسرائيل هي التي شنت الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 مسلحين في رفح، كانوا يستعدون للقيام بهجوم صاروخي علي إسرائيل، وأن الطائرة الإسرائيلية التي نفذت الهجوم رصدت المتشددين وهم يجهزون ثلاث منصات للصواريخ لضرب إسرائيل، وأطلقت الطائرة صاروخاً قتل رجلين ثم قتلت اثنين آخرين صعدا إلي منصات إطلاق الصواريخ بعد الضربة الأولي. وقد نفي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، أي دور إسرائيلي في الواقعة، وقال في بيان له: "لا صحة شكلاً وموضوعاً لوجود أي هجمات من الجانب الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية"، وتابع: "كما أن الادعاء بوجود تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي بهذا الشأن هو أمر عار تماماً من الصحة ويخالف العقل والمنطق"، مؤكداً أن "الحدود المصرية خط أحمر لم ولن يسمح بالمساس بها". وزاد من حدة الغموض، ما تناقلته وسائل إعلامية نقلاً عن مصدر أمني رفيع مطلع، حيث أشار إلي رواية أخري، مؤكداً أن التفجيرات التي وقعت كانت نتيجة لاستهداف طائرة أباتشي مصرية ترافقها طائرة أخري طراز "جازيل" مجموعة مسلحة مكونة من أربعة أفراد كانت تحاول نصب منصة إطلاق صواريخ بالموقع، مشيراً إلي أن شهود العيان أكدوا مشاهدتهم للطائرتين المصريتين، نافياً ما تردد عن اختراق إحدي الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري، أو وجود أي تنسيقات بينها وبين الجيش المصري، مشيراً إلي أن المجال الجوي المصري مؤمن تماماً ضد أي اختراقات. نعي الجهاديين وأكدت مجموعة مسلحة في سيناء أن أربعة من عناصرها قتلوا الجمعة الماضية، في غارة إسرائيلية اخترقت المجال الجوي المصري عدة كيلو مترات وأن أحد قادتها الميدانيين نجا من القصف. وقالت جماعة "أنصار بيت المقدس" في سيناء في بيان لها إن طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار استهدفت مجموعة من أعضائها في جبال سيناء، مؤكدةً نجاة قائد المجموعة من القصف ومقتل بقية عناصرها، لافتة إلي أن الطائرة الإسرائيلية استهدفت المجموعة أثناء محاولتها إطلاق عدد من الصواريخ تجاه المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح البيان: "انطلق لتلك العملية خمسة من رجال أنصار بيت المقدس الضحايا الأربعة ومعهم قائدهم ونصبوا الصواريخ استعداداً لإطلاقها باتجاه البلدات الصهيونية، حيث تم رصدهم جواً وقامت طائرة الاستطلاع بدون طيار باختراق الأجواء المصرية لمسافة تزيد علي خمسة كيلو مترات وإطلاق صواريخها، ما أدي إلي مقتل الأربعة ونجاة قائد المجموعة". ونعت الجماعة المسلحة ضحايا العملية والذين حددهم البيان بالاسم وهم حسين التيهي، ويسري السواركة، وإبراهيم المنيعي، ومحمد المنيعي، وهم جميعاً مصريون، متوعدة الدولة العبرية بالرد الموجع علي اغتيال عناصرها. بيان التحالف الوطني وتلقف أنصار محمد مرسي، وناشطون إخوان الخبر علي مواقع التواصل الاجتماعي، واستثمروه في الهجوم علي الجيش، وأبرز موقع "الإخوان المسلمون" علي الإنترنت إدانة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد لمرسي، ما أسماه ب"العملية الصهيونية بسيناء"، غير ملتفت لنفي القوات المسلحة لذلك. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية قد أدان ما وصفه ب"اختراق الطائرات الصهيونية المجال الجوي المصري والقيام بعملية إرهابية راح ضحيتها مصريون علي أرض سيناء"، وقال في بيانٍ له إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من أن هذه العملية الصهيونية الإرهابية التي تمت بتنسيق كامل بين قادة الانقلاب والجيش الصهيوني، يؤكد أن ما حدث تطور خطير يهدد الأمن القومي المصري. وأكد التحالف الوطني تمسكه برفض مخططات قادة الانقلاب والتي تستهدف شغل الجيش المصري بدهاليز السياسة وما يترتب علي ذلك من آثار سلبية خطيرة علي كفاءة الجيش وتركيزه في مهمته الأساسية بحماية حدود مصر من أي عدوان خارجي. وكشف عضو المكتب التنفيذي للجنة الحريات بنقابة المحامين ناصر العسقلاني، عن تقديمه بلاغا إلي النائب العام، يطالب فيه بالتحقيق حول الحادث. وأضاف أن البلاغ يطالب النائب العام بالكشف عن حقيقة وملابسات الحادث وطرحها بشفافية علي الشعب المصري، وبخاصة بعد تضارب التصريحات من قبل المسؤولين والسياسيين في الدولة. وقال الناشط السيناوي أشرف الحفني، إن التعليق علي الحادث يحتاج إلي توافر معلومات، لكنه أكد أنه في حال صحة الرواية فهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً. فض الاعتصام يتواكب مع ذلك استمرار اعتصام أنصار الرئيس السابق محمد مرسي في ساحة "رابعة العدوية" (شرق القاهرة)، وميدان "نهضة مصر" قُرب جامعة القاهرة، وسط تنامي توقعات مراقبين بقُرب فض هذه الاعتصامات، وبخاصة في ضوء التصريحات الرسمية التي أدلي بها رئيس الوزراء حازم الببلاوي، بإن قرار فض الاعتصام نهائي توافق عليه الجميع ولا رجعة عنه، وأن مراعاة حرمة شهر رمضان والعشر الأواخر حال دون تنفيذ القرار، بالإضافة إلي إعطاء فرصة لكل الأطراف لمراجعة أنفسهم والوصول إلي حل سلمي للخروج من الأزمة. وأكد الببلاوي أن المجلس لاحظ أن المعتصمين تجاوزوا كل حدود السلمية بقطع الطرق والمرور واستخدام السلاح واستغلال الأطفال، وكلها أفعال يحرمها القانون وقارب صبر الحكومة علي النفاد، مضيفاً: "نحذر من تجاوز حدود السلمية، وأن استخدام السلاح ضد المواطنين أو رجال الشرطة سيواجه بكل حزم"، مطالباً المعتصمين بسرعة الانصراف من أماكنهم دون ملاحقة لمن لم تتلوث يداه بالدماء، كما حذر من التصعيد الخطير والمحرضين والمغرر بهم في هذه الاعتصامات، علي حد قوله. كما أعلنت مؤسسة الرئاسة الأسبوع الماضي، انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة مع الإخوان المسلمين وتحملهم المسئولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود وتبعات ذلك، حيث أصدرت الرئاسة بياناً استعرضت فيه المحاولات الدبلوماسية المستمرة خلال عشرة أيام لاحتواء الأزمة في البلاد، والتعامل مع اعتصامي "رابعة" و"النهضة" بشكل سلمي وهو ما رفض الإخوان أن ينفذوه. ووسط تخوفات من وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومعتصمي الإخوان قد تسفر عن سقوط عدد كبير من القتلي والمصابين، أكد رئيس هيئة الإسعاف محمد سلطان ، أن هناك نحو 50 سيارة إسعاف متمركزة بشكل دائم في المناطق المحيطة بمنطقة "رابعة العدوية"، وأبرزها مناطق الحي السابع بمدينة نصر والعباسية ومصر الجديدة، وأن هذه السيارات متأهبة بشكل دائم للتدخل، لافتاً إلي أنه في حال فض الاعتصام، سيتم الاستعانة بسيارات إضافية لنقل المصابين إلي المستشفيات.