كم هو جميل مواكبة الأحداث ومشاكل المجتمع في الأعمال الدرامية التي يشاهدها الملايين علي شاشات الفضائيات، لكن ليس بتلك الطريقة التي تحمل بين نسيج أحداثها الفن الهابط بدعوي حرية التعبير.. فبكل أسف تابعنا في رمضان العام الماضي ظاهرة الخروج عن المألوف في مسلسلات كثيرة حتي في الفكر والأدب والموسيقي والملابس وحتي في الآداب العامة ولغة الحوار وخاصة في الدراما التي تدور داخل الحارة الشعبية حيث خرجت علينا بألفاظ وعبارات سوقية بذيئة لا يصح ترديدها ومنها علي سبيل المثال »ياسافلة يابنت.. ياصايعة.. وغيرها«.. والغريب أن هذا الأمر يعتمد في المقام الأول علي مؤلف وسيناريست العمل، وبالطبع المخرج مسئول مسئولية كاملة عن تقديم هذه الكارثة الأخلاقية لملايين المشاهدين في وجبة درامية لا يصح أن يطلق عليها سوي وجبة الإسفاف الأخلاقي وقلة الذوق.. والأكثر إثارة أن البعض منهم يقولون إنها مرحلة جديدة من الإبداع.. فهل معني أن هناك بذاءات في السلوكيات أن نساعد علي نشرها وتسليط الضوء عليها لتشويه صورتنا في كثير من البلدان العربية والأفريقية التي تتابع أعمالنا الدرامية بشغف وحب.. أم يجب معالجتها بطريقة تربوية صحيحة.. والآن مع بدء العد التنازلي للانتهاء من تصوير الأعمال الرمضانية ومنها »العقرب الصقر شاهين مزاج الخير نكدب لو قلنا ما بنحبش سلسال الدم الركين حكاية حياة ميراث الريح الزوجة الثانية«.. أتساءل أين وعي مؤلفي ومخرجي الدراما؟ وما هو دور الرقابة؟ وهل ستسمح بخروج الأعمال الجديدة وهي تحمل الجديد من الألفاظ السوقية للمشاهدين؟، وهل استوعب النجوم الذين سمحوا بتداول هذه الألفاظ في أعمالهم.. وجرحوا مشاعر المشاهدين حتي لا يكرروا ذلك في الأعمال الجديدة خاصة أنهم يعتبرون مثلا أعلي لدي المشاهدين ولذلك أقول للمؤلفين وكتاب السيناريو والمخرجين والنجوم وأيضا المنتجين الذين يقدمون هذه النوعية: إن الفن الحقيقي يسمو بالنفس ويرتفع بالقيم، وما نراه اليوم من هذه النوعية فهو فن تجاري ومن الجريمة أن يستغل الفن في طرح الدمار الأخلاقي من أجل تحقيق المكاسب المادية.. كفاكم إسفافا ولابد من تدخل عقلاء الفكر والإبداع من المؤلفين والمخرجين وكذلك النجوم لمعالجة هذا الخلل ووضع الأمور في نصابها.. وإبعاد أدعياء الإبداع في هوجة الفوضي الفنية التي أصابتنا بالتخلف والعبث والترويج للفاشلين.