كلما ضاقت بنا الدنيا ضاقت بي أنا شخصيا وأينما كنت هنا في قلب القاهرة والأحداث المؤسفة في مصر ومدنها جميعا.. عمليات الكرّ والفرّ.. عمليات عدوان الشرطة علي المتظاهرين وعمليات المتظاهرين الذين اندس فيهم الكثير جدا من البلطجية وزجاجات المولوتوف التي تحرق الأرض والحرث والأشخاص أيضا نفسي تضيق بكل مايحدث أمامي.. من أجل هذا، فأنا أفرّ سريعا وابتعد بعيدا بنفسي بفكري بعقلي وقلبي إلي ماض قد يكون بالنسبة لأناس كثيرين ماضيا بعيدا بعيدا بعيد.. نعم.. أنا أعود إلي حياتي طفولتي.. نشأتي في حي العباسية أو في محيط ميدان »فاروق« »الجيش« منذ زمن بعيد حيث ينفتح هذا الميدان علي شوارع عدة قد تقودك إلي كل نواحي القاهرة الكبري كما كانت في أعيننا في ذلك الوقت. شارع فاروق »الجيش« الذي يصل إلي باب الشعرية ومنه إلي ميدان العتبة الخضراء وأسمها كذلك لأنها هي المحطة الأخيرة قبل الوصول إلي القصر الملكي قصر عابدين عبر شارع عبدالعزيز.. وإلي يساره شارع الحسينية وهو واحد من أقدم الشوارع يقودك إلي المشهد الحسيني بعد الوصول إلي الصاغة والنحاسين وبعض من مساجد مصر القديمة كلها بنيت في العصر الفاطمي الذي تم فيه بناء الأزهر الشريف وحي الحسين وكل أو أهم البيوت الفاطمية والمملوكية والأسبلة الرائعة. وإلي يمين شارع فاروق شارع الفجالة ويصل بك أولا إلي حديقة الظاهر بيبرس (قلب حي الظاهر) ومن ناحية مسجد الظاهر بيبرس تستطيع أن تصل إلي ميدان قشتمر أشهر ميادين مصر إبان الحرب العالمية الثانية 9391 5491 حيث سقطت أشهر القنابل والتوربيدات الألمانية حيث إن الألمان كانوا يتصورون أن الانجليز مازالوا يسكنون أو يعكسرون هناك كما كانوا يفعلون إبان الحرب العالمية الأولي 4191 8191.. وإلي اليمين من شارع الفجالة والذي يصل إلي حي الفجالة حي المكتبات المدرسية في ذلك الوقت يوجد شارع السكاكيني وهو الذي يحتل قلبه قصر سكاكيني باشا وهو القصر الأشهر في المنطقة جميعا وحوله تدور العديد من الحكايات وبعد ميدان سكاكيني باشا يواصل الشارع طريقه حتي يصل إلي شارع الملكة نازلي شارع رمسيس حاليا. ثم شارع النزهة إلي يمين شارع السكاكيني ويقودك أيضا عبر شارع الشرفا في نهايته إلي شارع الملكة نازلي وهو الانفتاح علي شارع الملك إلي حي قصر القبة أو شارع الملكة نازلي الذي يصل بك إلي بداية حي مصر الجديدة وهو الحي الجديد تماما الذي بدأه أحد بارونات بلچيكا واسمه البارون دتشه الذي وضع خارطة الحي الجديد أمام حكومة قصر.. وهذه قصة أخري..