يعشق المصريون، لاسيما من كبار السن، كل ما يمت بصلة لعالم الأبيض والأسود، ذلك الذي يسمونه الماضي الجميل.. فيرددون أغانيه ويحفظون ألحانه وأفلامه عن ظهر قلب، ولا يتركون مناسبة إلا ويتحسرون علي فقدان حياتهم الآنية لكافة ملامح الزمن الحالم، من شوارع متسعة لم تعرف الزحام قط، وحدائق مترامية الأطراف، وعربات تجرها الخيول، وأفندية تزين رءوسهم طرابيش حمراء، وبنت البلد التي تتمايل في دلال في ملايتها اللف فيما يكشف يشمكها عن حسن لا يقاوم.. ناهيك عن الترام، أو "التروماي أبو سنجة" الذي مثل اختراقه لشوارع القاهرة قبيل بزوغ فجر القرن العشرين، قبل أن يصل بعد ذلك بسنوات لمدينة الإسكندرية، انعكاساً حياً للتقدم التكنولوجي، وما ترتب عليه من تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية، في مصر المحروسة آنذاك..