معجزة مصرية يشهد لها العالم، تربط شرق مصر بغربها، إنه محور روض الفرج الذي يعد أحد أكبر المشروعات القومية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتنفذه شركة المقاولون العرب بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث إن جميع العاملين به من مهندسين وفنيين وعمال مصريون، ويحتوي المحور علي أعرض كوبري ملجم (معلق) في العالم بعرض 64.5 متر، وسيتم تسجيله في موسوعة »جينيس» للأرقام القياسية.. »آخرساعة» التقطت أول صور له عقب الانتهاء من تنفيذ الكوبري المعلق وتركيب كل القطع المعدنية. في مشهد أشبه بخلية نحل، يواصل المهندسون والعمال والفنيون العمل علي مدار الساعة لوضع اللمسات النهائية الخاصة بمحور روض الفرج، تمهيداً لافتتاحه المتوقع له أواخر مايو المقبل. اقتربنا من أحد العمال وسألناه عن آلية العمل فقال: »العمل بالمشروع يجري علي مدار اليوم من خلال ثلاث ورديات وطوال أيام الأسبوع دون عطلات، ونعمل بأقصي جهد نابع من حبنا لوطننا والرئيس عبدالفتاح السيسي، صانع المعجزات»، مضيفاً: »المحور هيرحم الناس من تعب السفر وهيوفر وقت كبير، وهيفيد المواطنين اللي مش بيسافروا من خلال تخفيف الزحام علي الطرق والحفاظ علي شبكة الطرق بعد تخفيف الأحمال من عليها». أحد المهندسين المشرفين علي المشروع تحدث إلينا وزودنا ببعض المعلومات العامة عن المشروع، حيث قال: محور روض الفرج يمتد بطول 600 كيلومتر، ويشارك في إنجازه أربعة آلاف مهندس وفني وعامل، ويتكون المحور من ست حارات مرورية في كل اتجاه، أربع منها للسيارات الملاكي وحارتان للأتوبيسات، وعرضه نحو 64.5 متر، وبهذا يكون أعرض جسر في العالم. وتابع: المحور سيكون موازياً لمحور 26 يوليو، ويتكون عند بدايته في الخلفاوي من ثلاثة مطالع بينها مطلعان من كورنيش النيل وآخر من شارع سعد سليم بشبرا وثلاث منازل، أحدها يؤدي إلي ترعة الإسماعيلية حتي محطة الكهرباء، ومنزلان لشارع دولتيان حتي كوبري أبو وافية، وفي نهاية المحور عند الطريق الدائري هناك أربعة منازل وأربعة مطالع من الطريق الزراعي والجيزة وإمبابة، كما يوجد منزل عند تقاطع المحور بطريق الإسكندرية الصحراوي ومطلع بطريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي عند الكيلو 39، وحالياً تم الانتهاء من تركيب جميع القطع المعدنية التي يتكون منها الكوبري (السيجمنت)، وكذلك الانتهاء من تركيب كل الكابلات المعدنية، وبذلك يكون تم تنفيذ الكوبري المعلق بالمحور بنسبة 100% وجارٍ الانتهاء من التشطيبات الخارجية وتعبيد الكوبري. حول أهمية المحور الجديد، استطلعنا آراء عدد من خبراء الطرق والكباري، حيث قال أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة بجامعة عين شمس الدكتور حسن مهدي: محور روض الفرج من محاور النقل المهمة، حيث يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط من خلال طريق الجلالة ومحور الفنجري ومحور روض الفرج فطريق الضبعة، وينقسم المحور إلي جزء من كورنيش النيل للدائري، ويشمل أكبر كوبري معلق علي النيل ويعرف بكوبري روض الفرج، وجزء من الدائري إلي طريق الإسكندرية الصحراوي، وجزء من طريق الإسكندرية الصحراوي إلي الضبعة، ويعد محور نقل حيوياً ومحوراً تنموياً. وتابع مهدي: إنشاء محور روض الفرج يسهم في إحداث تنمية مستدامة، تتمثل في تنمية زراعية من خلال عمل مزارع بأحدث أساليب الري علي جانبي طريق الضبعة وهو جزء من المحور، بالإضافة إلي تنمية عمرانية للساحل الشمالي منها إنشاء مدينة العلمين الجديدة وما بها من مناطق سكنية وجامعات تعليمية ومناطق سياحية.. إلخ، وللمحور أيضاً تأثير إيجابي في مجال النقل يتمثل في تخفيف الكثافات علي طريق الإسكندرية الصحراوي وطريق العلمين، خاصة للمتجه إلي غرب الجمهورية والمنفذ الحدودي مع ليبيا. ولفت مهدي إلي أنه لم يكن الهدف الأساسي لكوبري روض الفرج علي النيل أن يدخل موسوعة »جينيس» ولكن عند تصميمه وبدء تنفيذه وُجد أنه بالمقارنة بنظائره علي مستوي العالم هو الأطول عرضاً وفتحته الملاحية هي الأوسع، وبالتالي كان هناك توثيق لذلك لدخوله »جينيس»، وأيضاً لم يكن الهدف الأساسي من تنفيذ المشروع أن يذكر تقرير التنافسية العالمية ارتفاع جودة الطرق بمصر من المرتبة 118 إلي 75، لكن الهدف الأساسي خدمة مشاريع التنمية المستدامة، وبالتبعية أثرت علي مرتبة مصر في جودة الطرق، وهناك أوجه استفادة اقتصادية من محور روض الفرج تتمثل في أنه محور نقل مهم جداً يخفف الكثافات والحمولات في طريق الإسكندرية الصحراوي، وطريق وادي النطرون العلمين، كما يساعد في الإسراع في التنمية العمرانية لمدينة العلمين الجديدة وأيضاً التنمية الزراعية علي جانب طريقي الضبعة. في السياق، يري خبير السيارات وهندسة الطرق المهندس جمال عسكر، أن أهمية محور روض الفرج الضبعة تكمن في أنه طريق يربط البحر الأحمر من الزعفرانة والسخنة وطريق السخنة إلي القطامية ومدينة نصر، وكوبري الفنجري إلي كوبري القبة ثم الأميرية والسواح إلي عبود والخلفاوي والمظلات، وكذلك الإعجاز المتمثل في الكوبري المعلق الذي يصل بين النيل الشرقي والغربي بطول 120 متراً شرقاً ومثلها غرباً، والفتحة الملاحية التي تمثل 300 متر بارتفاع يصل إلي 96 متراً وعرض يصل إلي 68 متراً بعدد ست حارات مرورية يميناً ويساراً، والأروع هو وجود ممشي للتنزه عرضه ثلاثة أمتار في كل اتجاه، ويتم تجهيز الكوبري بالكامل بإضاءة ليلية، ويتم عمل إعلانات بأشكال وألوان مختلفة ستمثل طفرة غير مسبوقة في مجال إعلانات الطرق، ويعد الكوبري المعلق نفسه صرحاً سيكون بمثابة فخر للمقاولون العرب إدارة ومهندسين واستشاريين، الذين صمموا ونفذوا الكوبري بهذا الشكل متناهي الدقة والجودة. وبحسب عسكر فإن الكابلات المعلقة تحتوي كل ماسورة منها علي نحو 48 كابلاً إلي 60 إلي 80 إلي 120 كابلاً علي الترتيب في الماسورة الواحدة، والأروع أن لدينا مادة خاصة تعمل علي الحماية من الحريق لفترة تصل إلي أربع ساعات إذا اشتعلت أو أصابها حريق، بما يسهم في تأمين المشروعات الحيوية الكبري، حيث تمتد هذه الكابلات من روض الفرج إلي المنطقة الموجود فيها مفاعل الضبعة النووي. وأضاف: محور روض الفرج الضبعة يعمل علي خفض معدلات التكدس المروري بشكل جيد جداً، كما يعمل علي خفض زمن الرحلات، ويعمل علي خفض الانبعاثات الكربونية التي تصل معدلاتها إلي الذروة في محافظة القاهرة، وهنا يجب أن نشير إلي أن الشبكة القومية للطرق الجديدة تم إنشاؤها علي مواصفات الاشتو الأمريكي (ASHTO) وهي الأفضل علي مستوي العالم، وعلي مفهوم الطرق الحرة التي تعمل علي سيولة وراحة حركة المرور في الشرايين والمحاور الجديدة والتي تنعكس إيجابياً علي وسط البلد، وهنا تجدر الإشارة إلي أن محور الضبعة يمر علي عدد ستة تقاطعات، منها كرداسة وإمبابة والوراق والكيت كات وهي تقاطعات مكتظة بالسكان وشديدة الازدحام ومنها يصعد المواطن ليجد أن له حارة مرورية مميزة وأتوبيس نقل جماعي يعمل علي نقله إلي مدينة 6 أكتوبر 35 كيلومتراً خلال 18 دقيقة بسهولة ويسر، وهذا قليل من كثير مما تمثله الشبكة القومية للطرق في طفرة غير مسبوقة.