تحت هذا العنوان صدرت الطبعة الثانية من هذا الكتاب الذي يتضمن دراسات وقصائد من شعر المفكر الفيلسوف الباكستاني محمد إقبال، من تأليف الطبيب الباكستاني الدكتور خالد عباس أسدي، عن مكتبة مدبولي. والمؤلف درس الطب في جامعة القاهرة، وكتبت مقدمة الكتاب السفيرة الباكستانية في القاهرة السيدة سيما نقوري، والتي تري أن هذا الكتاب يشكل إسهاما هاما في الأدب المتعلق بشاعر وفيلسوف باكستان محمد إقبال صاحب نظرية القومية الثنائية التي كانت أساس نشأة جمهورية باكستان الإسلامية. والكتاب يضم دراسات هامة عن هذا الشاعر الفيلسوف بجانب ما كتبه المؤلف مثل توفيق الحكيم، وفاروق شوشة، والدكتور جمال الدين محمود، والدكتور عاطف العراقي، والدكتور محمد كمال جعفر، والدكتور عبدالودود شلبي، ود.حسين مجيب المصري ومحمد شلبي.. وفي هذا الكتاب نري المؤلف الدكتور خالد عباس أسدي يتحدث عن حبه الشديد لفكر وشعر الدكتور إقبال، ويتذكر أنه لم ينس قط ما كان يردده هو وأقرانه من نظم إقبال في المدرسة الابتدائية.. كانوا يتغنون به ممتلئين بالحماس والشوق.. يقول إقبال: »أدعو الله بشوق وأمل.. اللهم اجعل حياتي كالشموع المضيئة، تزيل من أمامي ظلمات الدنيا، ونور لي كل بقعة من بقاع العالم، وهب لي القدرة علي مساعدة الفقراء والمساكين والعطف علي المحتاجين والضعفاء«. ويقول المولف: عندما أصبحت يافعا كنت أفكر وأتأمل: هناك طيور كثيرة في السماء، ولكن لماذا اختار إقبال العقاب المرهف طائرا أثيرا لديه، فوجدت أنه أدرك بإحساسه المرهف أن هناك نسرا وعقابا، لكن عالم العقاب غير عالم النسر، فالعقاب لا يرضي إلا بما يصيبه بنفسه، بينما النسر يملأ بطنه من صيد غيره. ويشرح المؤلف وجهة نظر الشاعر الفيلسوف في مختلف القضايا، ويقارن بين الإسلام والنظريات الغربية في السياسة والاقتصاد وكل نواحي الحياة، ويري أن الإسلام هو وحده القادر علي أن يخرج الأمة الإسلامية من سباتها وتخلفها إلي واقع مزدهر، وحضارة سامقة، وبالتالي فإن رسالة محمد إقبال إلي الأمة الإسلامية عربا وعجما هي أن تكسر أصنام القومية والوطنية، وألا يفتخر المسلمون في بقاع الأرض كلها إلا بانتمائهم إلي الأمة الإسلامية، وعليهم أن يتمسكوا بالعقيدة الإسلامية، ولا يتخذون نظاما للحياة إلا نظام الإسلام، وأنه لابد أن يتحد المسلمون فكريا ونظريا.. ويختم المؤلف دراسته ببيت من شعر إقبال ترجمته: يجب علي المسلمين أن يتحدوا من النيل إلي كاشغر لحماية بيت الله الحرام. ومن منا يذكر الدكتور إقبال، ولا يتذكر قصيدته التي تشدو بها أم كلثوم من ترجمة الصاوي شعلان: حديث الروح للأرواح يسري/ وتدركه القلوب بلا عناء /هتفت به فطار بلا جناح/ وشق أنينه صدر السماء.. وفي هذه القصيدة يقول إقبال أيضا: إذا الإيمان ضاع فلا أمان/ ولا دينا لمن لم يحي دينا..