لايمكن لقانون المرور الجديد وقد مر عليه حوالي سنتين أن يؤتي ثماره إلا إذا قام بتطبيقه ضباط علي أعلي مستوي من الكفاءة وحسن الخلق وأن تتولي الجهات الرقابية في وزارة الداخلية تقييمهم باستمرار.. أكتب هذه السطور بعد تجربة غريبة خضتها منذ عشرة أيام. فقد قصدت أحد مراكز العلاج الطبيعي بشارع الكامل محمد بالزمالك، وركنت سيارتي علي مقربة من أحد البنوك المغلقة فقد كان اليوم »سبت«، وبعد نصف ساعة من الجلسة الطبية فوجئت بأن السيارة في »الكلبشات«، ولأنني أول مرة أتعرض لهذه التجربة فقد سألت من حولي عن الحل فأجمعوا بأن أمامي حلين لا ثالث لهما: إما أن تذهب لمقابلة »الباشا« وذكروا »اسمه« وستجده داخل هذه الكافيتريا المكيفة بشارع 26 يوليو، أو تدفع الغرامة بكشك المرور أسفل كوبري 15 مايو.. فاخترت الحل الثاني. وصلت المكان في عز الحر بعد معاناة العثور علي تاكسي، ولم أجد أي ضابط مسئول داخل »الكشك« الذي خاصمته النظافة والنظام وساده الارتجال، فأنت أمامك أمين شرطة وجندي طلب مني أحدهما سداد الغرامة فدفعت 140 جنيها واستلمت الإيصال بلا تأفف لأنني »مخالف« وطلبت نزع الكلبشات، لكنه أخبرني أن الجندي المكلف بفكها غير موجود ومطلوب مني الانتظار عند السيارة حتي يخطر ضابطه المنتظر في مكان يعرفه الجميع. حالة من الفوضي تلف المكان، فمشيت غاضبا لأجد في الطريق حواجز وسلاسل حديدية أمام محلات تجارية معروفة لمنع سيارة أي مواطن من الوقوف أمامها، و»قصاري« زرع وحجارة أمام مطاعم بعينها لحجز الأماكن، ومجموعة من »المنادين« وسماسرة الانتظار يتسلمون السيارات من أصحابها وتراها »صفا ثانيا«. مخالفات مرورية صارخة ومتعددة تركها المقدم عماد عبد الستار المسئول عن الزمالك، فلا هو واجه المخالفين، ولا تواجد بوحدة المرور لحل مشاكل المواطنين؟! والقصة في النهاية بلا »رتوش« أمام اللواء سراج زغلول مدير مرور القاهرة.