«التمثيل التجاري»: 20.6 مليار جنيه إسترليني استثمارات بريطانية في مصر    مصر تعلن قائمة الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام    إنعقاد غرفة عمليات التأمين الطبي لقمة السلام بشرم الشيخ    واشنطن تبحث عن بديل للصين في القارة السمراء    قوات باكستانية تدمر مواقع لطالبان الأفغانية وتسيطر على 19 موقعا حدوديا    رئيس وزراء قطر يلتقى سفير مصر بالدوحة لبحث ترتيبات قمة شرم الشيخ للسلام    بيراميدز يخسر من وي بثلاثية وديا    حيثيات الحكم على المتهمين بالاعتداء على ضابط ب كتر في الحجز: استعرضا القوة وحاولا الهرب    طقس الاثنين 13 أكتوبر 2025: أجواء خريفية معتدلة وشبورة صباحية ورياح تُلطّف الأجواء    رئيس الوزراء يستقبل خالد العناني المدير العام الجديد ل«اليونسكو»    محافظ المنوفية يوجه برفع كفاءة محيط المدارس وتكثيف حملات النظافة    وكيل صحة الدقهلية يبحث خارطة عمل المرحلة المقبلة مع مديري المستشفيات والإدارات الفنية    تقرير.. ليفاندوفسكي يغلق بابه أمام اللعب في الدوريات العربية    جاكبو يقود تشكيل منتخب هولندا ضد فنلندا في تصفيات كأس العالم 2026    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    27 مدينة أسترالية تنتفض تضامنا مع فلسطين: اوقفوا تمويل الإبادة    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تعدى على ابنته.. إحالة أوراق عامل خردة بطوخ إلى مفتي الجمهورية    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    على الصعيد المهنى والعاطفى.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 12 أكتوبر    مي فاروق: أغنية «باركوا» علامة في كل الأفراح.. ومشاركة زوجي في ألبوم «تاريخي» صدفة    منذ الألفية الثانية قبل الميلاد.. إفلاطون بنار بتركيا يتحدى الجفاف    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    انطلاق مهرجان أسوان احتفالا بتعامد الشمس.. فعاليات ثقافية وفنية متنوعة في قصور الثقافة هذا الأسبوع    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    هل هناك زكاة علي المقتنيات والمشغولات المطلية بالذهب والفضة؟.. أمينة الفتوى توضح    وزير الري يشارك في الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد بدء أعمال الجلسة العلنية لاختيار الأطباء المقيمين بكلية الطب البشري    رئيس جامعة بنها ووكيل الأزهر يفتتحان ندوة "الإيمان أولا"    قافلة دعوية برعاية «أوقاف مطروح» تجوب مدارس الحمام لتعزيز الانتماء ومحاربة التنمر والتعصب    ما حكم زيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين؟ الإفتاء تفسر    بعد قرار الرئيس، هل يختلف نائب الشيوخ المنتخب عن المعين؟    مجانًا.. شاهد أحدث المسلسلات بجودة HD على قناة Star TV التركية 2025 (التردد)    وزير الدفاع يشهد تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية (صور)    مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم سيارة ربع نقل بالرصيف في الدقهلية    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    رام الله: مستوطنون يقتحمون خربة سمرة بالأغوار الشمالية    هانى العتال عن تعيينه فى مجلس الشيوخ: شرف كبير أنال ثقة الرئيس السيسي    محمد صلاح يتفوق على ميسي ورونالدو فى سباق الكرة الذهبية 2026    محافظ الدقهلية يتفقد شوارع حي شرق المنصورة وقرار عاجل بشأن النظافة والإشغالات    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    الرئيس السيسى يتابع مع شركة أباتشى الموقف الاستكشافى للمناطق الجديدة    أسعار طبق البيض اليوم 12-10-2025 في قنا    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    وزير الصحة يشهد حفل توزيع جائزة «فيركو» للصحة العامة في ألمانيا    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    نجم الأهلي السابق: توروب سيعيد الانضباط للأحمر.. ومدافع الزمالك «جريء»    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    خالد جلال: جون إدوارد ناجح مع الزمالك.. وتقييم فيريرا بعد الدور الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور إبراهيم نوار:
خروج البرادعي من سباق الرئاسة .. خسارة كبيرة
نشر في آخر ساعة يوم 17 - 01 - 2012

كان خبر انسحاب الدكتور البرادعي من انتخابات الرئاسة قد سبقني للدكتور إبراهيم نوار القيادي بحزب الجبهة الذي فاجأني به بينما أستعد لطرح أول تساؤلاتي عليه.. أصابني الخبر بالانزعاج والحزن.. ولم تفلح التلميحات التي سبق أن قرأتها في جريدة التحرير عن المفاجأة التي يحملها البرادعي خلال ساعات من أن تقلل من وقع الصدمة.. ظننتها مفاجأة مفرحة وليست من العيار الثقيل في قتامته.
لا أخفي أنني ككثيرين غيري علقوا آمالهم علي هذا الرجل جذبتنا عقليته المنظمة وخبرته وتحضره ورقيه فضلا عن أنه عميق الرؤي واضح الرؤية وهو ما جعلنا نشعر أن مستقبلا مشرقا لمصر سيكون علي يديه.. لكنه انسحب .. أشعر أننا نضل الطريق الصحيح بخطي متعثرة الواحدة تلو الأخري.
أخشي أن يعيدنا التقهقر لنقطة الصفر.. وهو السيناريو الأسوأ الذي لايستبعده أيضا الدكتور نوار وإن كنا جميعا لانتمناه.
❊❊ لماذا انسحب البرادعي.. كان تساؤلي الأول الذي فرضه وقع الخبر الصدمة والذي لم يكن علي قائمة أوراقي التي أعددتها مسبقا للأسئلة في محاولة للبحث عن تفسير مقنع لقرار لايبدو لي غير مقنع؟
أري أن هناك علاقة وثيقة بين انسحاب الدكتور البرادعي وبين تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي توقع فيها أن المجلس العسكري لن يتخلي عن السلطة بالكامل.. ومعني ذلك أن المجلس العسكري مع الأمريكان يجري التشاور والتخطيط بينهما وبدت النيات الواضحة لعدم تسليم العسكري للسلطة بالكامل.. وبالتالي أصبح الأمر غير مطروح.
❊❊ يبدو أن هذه النية كانت واضحة للإخوان بدليل تصريحاتهم عن الخروج الآمن كمحاولة لتسهيل تسليم السلطة!
هناك اتهامات واضحة وجهها الشباب للمجلس العسكري للانتهاكات التي مارسها في أحداث محمد محمود والعباسية ومجلس الوزراء.. كذلك يشعر الشباب أن دماء شهداء الثورة ذهبت سدي.. أضف إلي ذلك مسرحية محاكمة مبارك إلي جانب استهداف النشطاء وتقديمهم للمحاكمة.. هم يرون ضرورة محاسبة المجلس العسكري علي ذلك .. والكلام عن الخروج الآمن الذي صرح به الإخوان هو محاولة لطمأنتهم بأن الأمور مستقبلا ستخلو من الملاحقة.
❊❊ معني ذلك أن الإخوان كانوا الأسبق في قراءة نية المجلس العسكري وعلي هذا الأساس جاء حديثهم عن الخروج الآمن؟!
في البداية يدرك الإخوان الصلاحيات التي كفلها الإعلان الدستوري للمجلس العسكري.. أما قراءتها لنية المجلس فربما وصلت إليها كاستنتاج من خلال لقاءاتها المتعددة بأعضاء المجلس. والتي بدأت قبل تنحي مبارك بكثير وبالتحديد يوم 92 يناير حيث التقت بعض قيادات الجماعة باللواء عمر سليمان.. بالطبع كان للجماعة معلومات حول العديد من القضايا ومواقف المجلس العسكري وعلي أساسها جاءت مواقفها اللاحقة بما فيها الحديث عن الخروج الآمن وتحديد صلاحيات المؤسسة العسكرية.
❊❊ من الواضح أن ماقبله الإخوان هو مارفضه البرادعي هل هذا مايفسر انسحابه من المشهد السياسي؟
في رأيي أن خروج البرادعي من سباق الرئاسة يعد خسارة كبيرة وأعتقد أن قراره وراءه عدة أسباب رئيسية أهمها نتائج لقاءات كارتر مع المجلس العسكري التي اطلع عليها البرادعي، إضافة إلي نتائج الانتخابات البرلمانية والتي قرأها جيدا وربما اكتشف أن القوي الليبرالية ليست علي قدر كاف من القوة السياسية التي يمكنها من تصعيده، أما السبب الثالث فيتعلق بالتحركات التي تتم الآن علي الساحة وأبرزها تلك التحالفات.
❊❊ نتوقف عند التحالفات التي تشهدها الساحة السياسية والتي تراها أحد الأسباب التي أدت إلي خروج البرادعي من سباق الرئاسة؟!
أتوقع أن ينجح في التحالف مع الوفد أو بمعني أدق أن يستمر التحالف السياسي بينهما والذي لم ينسحب علي تحالف انتخابي.. لكن من المرجح أن تشهد الأيام القادمة إحياء لهذا التحالف السياسي بين الطرفين.
❊❊ لكن أثير كلام عن انضمام الوفد لتحالف جديد يضم الكتلة والوسط والنور!!
لا أظن أن ينضم الوفد لهذا التحالف.. كما أتوقع أن ينفرط عقد الكتلة وهناك مؤشران واضحان يدلان علي ذلك بل ويؤكدان أن مستقبل الكتلة السياسي تحيطه الشكوك.. المؤشر الأول هو انسحاب حزب المصريين الأحرار من انتخابات الشوري والذي يمثل ثقلا كبيرا في الكتلة وخروجه رغم أنه يمثل ثلث القوائم تقريبا معناه تدمير هذه القوائم من أساسها ماينسحب علي أداء الكتلة في انتخابات الشوري.
المؤشر الثاني أن اللقاءات التي تمت بين أحزاب الوسط والنور والكتلة لم يحضرها سوي ثلاثة أعضاء فقط من حزب المصريين الأحرار بينما لم يحضرها باقي أحزاب الكتلة.. ليس هذا فقط بل ولم تدع من الأساس ولم تكن علي علم بذلك.
❊❊ وإلي أين تتجه هذه الأحزاب في حالة انفراط عقد الكتلة المصرية؟!
نحن بصدد خريطة جديدة من المتوقع تشكيلها في قلب البرلمان.. فهناك واقع جديد فرضته الانتخابات والتي حددت ثقل كل حزب وعليه يكون تحركه في الفترة القادمة.. علي جانب آخر يبدو المشهد السياسي الأن أقرب للكثبان الرملية لا أحد يعرف بدقة أين يثبت موقع قدمه.. لذلك نري تحركات في كل اتجاه.. والاحتمالات مفتوحة.. فمثلا هل يمكن لحزب النور أن ينضم للإخوان أم يفضل أن يقف في صف المعارضة، والأمر نفسه ينسحب علي حزب الوسط. الأمور لاتبدو واضحة.. وربما ينجح الإخوان في ضم حزب العدل إلي التحالف بل ولانستبعد أيضا ضمه لتحالف الثورة مستمرة.. فهناك حوار يجري الآن بين الإخوان وهذا التحالف.. ربما يبدو الأمر غريبا لكن هذا ما يحدث .. وعليه لا أحد يمكنه توقع شكل الخريطة السياسية علي المدي القريب، بل ومن المتوقع حدوث مفاجآت كبيرة جدا في الفترة القادمة وحتي 32 يناير وهو اليوم الذي يشهد بداية عمل البرلمان الجديد.
❊❊ لكن ألا يمكن أن تتوقع شكل المفاجآت التي تحملها التحالفات الجديدة المرتقبة؟!
من المتوقع أن ينجح الإخوان في استمرار عمل التحالف الديمقراطي كتحالف سياسي ولن يكون هناك خلاف بين الأحزاب المكونة لهذا التحالف مقارنة بما حدث في الانتخابات وفي رأيي أن الإخوان سينحجون لو طبقوا تجربة الأحزاب الدينية في ألمانيا وإيطاليا.. أي يقتصر دور الدين علي الجامع بينما يمارس السياسة في الشارع.. وأتوقع أن ينجح الإخوان في ذلك.. كما نجح الحزب الديمقراطي المسيحي في كل من ألمانيا وإيطاليا.
❊❊ هل ينسحب ذلك التوقع علي حزب الوسط وحزب النور فنفاجأ بانضمامهما للتحالف الديمقراطي الذي يقع الإخوان في القلب منه؟!
أستبعد ذلك .. والأقرب أن يفضل حزبا الوسط والنور موقع المعارضة.. فالوسط الذي خرج من عباءة الإخوان والنور المختلف كثيرا مع الإخوان لايمكنهما إلا لعب دور المعارضة.
❊❊ رغم الصخب الدائر حول التحالفات البرلمانية إلا أن هناك من يري أن البرلمان القادم عمره قصير ولن يكمل دورة برلمانية كاملة هل تتوقع ذلك؟
الأمر هنا متوقف علي اختيار الرئيس القادم للبلاد فهو الذي يملك تحديد مصير البرلمان.. إما أن يتخذ قرارا بحله أو يبقي عليه حتي اكتمال دورته.. وأتوقع أن الاحتمال الثاني هو الأقرب وإن كان لايخلو من مشاكل مترتبة عليه. وهي تمسك الإخوان بتشكيل الحكومة.
❊❊ وما المشكلة إذا ما كان الدستور يكفل لهم هذا الحق؟!
لأن معني ذلك هو تشكيل حكومة تدمير ملفات خطيرة وصعبة في الوقت الذي لاتتوفر لديها خبرة كافية لهذه المهمة.. الكل يعرف أن هناك مشاكل ضخمة تنتظر الحكومة القادمة سواء مايتعلق بالاقتصاد أو العلاقات الإقليمية أو السياسة الخارجية.. فهل يستطيع الإخوان إدارة كل هذه الملفات وحدهم أم أنهم سيلجأون للاستعانة بخبرات شخصيات لها باع ودراية بهذه الملفات.. الأمر هنا متوقف علي حصافة الإخوان السياسية.
❊❊ لكن الإخوان أعلنوا من البداية أن العبء والمهمة الثقيلة لإدارة البلاد لايمكن أن يتحملها حزب وحده ومن ثم بدا أنهم أقرب للاستعانة بالآخرين؟!
هم دائما يعلنون أشياء ثم يفاجئوننا بأشياء أخري.. ولاشك أن هناك مشكلة في تعاطي الإخوان مع العديد من الملفات والقضايا تتمثل في عدم وضوح مواقفهم.. فعل سبيل المثال موقفهم من اتفاقية السلام هم يعلنون رفضهم للمعاهدة وفي نفس الوقت يرهنون الموقف النهائي في التعامل معها برأي البرلمان.
نفس الشيء ينطبق علي تعاملهم مع العديد من الملفات منها ملف الخصخصة ومياه النيل والعجز في الموازنة والتعليم.. كلها ملفات مفتوحة لم يحسم بعد الإخوان طريقة تعاملهم معها وهل ستقوم علي أساس صحيح يعكس رؤية وتصورا حقيقيا أم مجرد تعامل عشوائي لايستند لأساس علمي.. وفي رأيي أن الإخوان يفتقدون التصور الحقيقي وتصريحاتهم بعيدة عن الواقع.
❊❊ يبدو أننا نسير في طريق مجهول؟!
ليس مجهولا فقط بل وخطأ أيضا.. ولايبشر بالخير فتوقعاتي أن تزيد حالة التضخم وسيشهد الجنيه المصري انخفاضا كبيرا وأتوقع أيضا ألا يصل معدل النمو الاقتصادي لنسبة 3٪ التي يحلم بها البعض وسترتب علي كل ذلك وهذا هو الأخطر ظهور موجة احتجاجات فئوية ستشهدها البلاد وستنتشر بصورة كبيرة بعدما يفاجأ الجميع أن تطبيق الحد الأدني الذي وعدت به الحكومة من الصعب تطبيقه لعدم وجود ميزانية تكفي لذلك إضافة إلي أن هناك جهات ستحرم من الأساس من تطبيق هذا الحد وهو ما يدفع لمزيد من الاحتجاجات الفئوية.
❊❊ ما الذي يجعلك تميل لهذا السيناريو الذي يبدو متشائما؟!
علينا أن ندرك حقيقة أن الثورة المصرية ليست تقليدية وأنها تحتاج لفترة أطول حتي تؤتي ثمارها خاصة أن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد لها أبعاد خارجة لايمكن إغفالها وهي متعلقة بأزمة الديون والقروض المتوقعة من البنك الدولي وهناك إشكالية كبيرة تواجهنا في هذا الإطار.. وهو ما يفرض علي الحكومة الاتجاه لزيادة الضرائب وبالطبع إذا ما أقدمت علي ذلك ستكون عواقب ذلك وخيمة.. فمن ناحية ليس لدي الأغنياء استعداد لتحمل أي زيادة.. أما الفقراء فليس لديهم مايمكن أن يقدموه بعدما أصبحوا (علي البلاطة)،
❊❊ وهل يمكن وضع الدستور قبل الانتخابات الرئاسية ألا يعد ذلك مخالفاً للإعلان الدستوري؟!
الإعلان الدستوري نص علي أشياء كثيرة ولم يتم الأخذ بها.. عموما نحن بصدد سلطتين أولاهما المجلس العسكري الذي استمد سلطته من الرئيس السابق ومجلس الشعب الذي استمد شرعيته وسلطته من الشعب.. ومن المتوقع أن تحاول كل سلطة فرض هيمنتها علي الأخري.. وفي حالة حدوث صدام بينهما سيكون الموقف في صالح مجلس الشعب لأن شرعيته أقوي ومستمدة من الشعب.
❊❊ بعد انسحاب البرادعي هل تتوقع تغييرا ما يطرأ علي حركة الانتخابات الرئاسية؟!
من المتوقع أن يتبع انسحاب البرادعي انسحاب آخر من قبل مرشحين آخرين .. كما ستشهد المعركة دخول مرشحين جدد سيشجعهم انسحاب البرادعي لطرح أنفسهم علي الساحة.
❊❊ ومن تتوقع دخوله كعنصر جديد في المعركة القادمة!!
أقرب الشخصيات للتوقع هو منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري فهناك نوع من التوافق الكبير عليه من قبل العديد من القوي السياسية ويتميز الرجل بمصداقية وقوة انعكس ذلك طوال عهده وموقفه مع السادات عندما استقال من الحكومة احتجاجا علي اعتقالات سبتمبر.. أيضا موقفه الأخير عندما رفض تقديم استقالته من المجلس الاستشاري أثناء أزمة مجلس الوزراء رغم معارضة البعض له إلا أنه أصر علي الاستمرار لأنه رأي أنه من واجبه تحمل المسئولية ورفض أن يزايد أحد علي وطنيته وثبتت صحة موقفه.. نفس الشيء ينطبق علي موقفه من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور والتي حسم بقوة الجدل حولها وأكد أنها مسئولية البرلمان وحده، ونجح بذلك في طمأنة القوي السياسية وفي نفس الوقت وجد مخرجا مريحا للمجلس العسكري الذي كان قد سبق وأعلن عن نيته منح مهمة وضع معايير اختيار اللجنة التأسيسية للمجلس الاستشاري بجانب البرلمان.
❊❊ ماهو السيناريو المتوقع أن تكون عليه الأحداث يوم 52 يناير القادم؟
أخطر ما يمكن أن يحدث أن يقوم حشد جماهيري بالزحف علي المركز الطبي العالمي حيث يرقد مبارك.. وهو السيناريو الذي يمكن أن يقلب الوضع في مصر رأسا علي عقب.. وهو يعيد إلينا مشهد الزحف الذي قامت به الجماهير يوم 10 و 11 فبراير الماضي عندما احتشد الآلاف أمام قصر العروبة.
وللأسف هناك كثير من الشواهد لاتجعلنا نستبعد هذا السيناريو أهمها حالة الغضب الكامنة في النفوس لعدم القصاص للشهداء وإهمال علاج المصابين والشعور بأن الثورة أجهضت ولاتتوقف المؤامرات لوأدها.. في نفس الوقت تظهر صورة مبارك وهو في كامل أناقته وكذلك نجلاه علاء وجمال كلها صور مستفزة خاصة والكل يعلم أن مبارك تخصص له طائرة لنقله من المركز الطبي إلي المحكمة وهي عملية مكلفة جدا وبالطبع يتحملها دافعو الطرائب.. أضف إلي كل هذا عدم وجود بوادر تطمئن الغاضبين أن محاكمة مبارك ورجاله هي محاكمة حقيقية.. فما يحدث يجعلها أقرب للمسرحية الهزلية.. ويكفي ماحدث عندما خصصت المحكمة جلسات محدودة لمحامي المدعين بالحق المدني في مقابل شهر كامل لمحامي الدفاع عن مبارك ورجاله. وأتوقع أن بداية جلسات الدفاع ستشهد حالة من الغضب يترتب عليها مزيد من الحشد وتعبئة له تمهيدا للزحف علي المركز الطبي.
❊❊ وماذا لو تم ذلك ماهي النتيجة؟!
هي رجوع البلاد ليومي 9 و10 فبراير لنعود لنقطة الصفر.. ونكون عند مرحلة »كش ملك«.
❊❊ وبعدها؟!
كل الاحتمالات مفتوحة.. وأقربها أن تنهار العملية السياسية ونعود للبداية للبحث عن شكل النظام السياسي الذي نأمله.. ونحاسب بجدية المسئولين عن الفساد.. ونعاقب كل من ارتكب جريمة في حق الشهداء.. فحق الشعب في معاقبة من سرق ماله وأهدر دماء أبنائه لايمكن أن تمر دون عقاب.. وهي أولي الخطوات التي يجب القيام بها إذا كانت هناك نية حقيقية لتصحيح الأخطاء.
❊❊ هل تتوقع خلافا علي اختيار رئيس مجلس الشعب؟!
لا وهو لن يخرج عن واحد من الاثنين إما المستشار الخضيري أو د.سعد الكتاتني.. والأقرب هو الكتاتني.
لكن أخطر ما في هذه العملية أن تتم وفقا للمعادلة الصفرية أي تستأثر الأغلبية بمنصب رئيس البرلمان وكذلك رئاسة اللجان الهامة.. وأعتقد أن التوافق هو الأقرب للتوقع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.