د. جودة عبدالخالق ثورة الجياع .. السيناريو الأسوأ القادم معارضا قويا كان قبل الثورة.. كلماته دائما تأتي صريحة كاشفة وحاسمة.. لم يتغير حاله بعدها وإن بدا أكثر ميلا للهدوء والعقلانية.. لكنني كلما لمحت صورة القيادي الناصري أمين إسكندر عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة مرشحا علي قائمة الحرية والعدالة بدا لي الأمر متناقضا. فسرته بطبيعة اللعبة السياسية بمناوراتها وقواعدها المعروفة.. أما هو فيبرره بطبيعة الظرف الذي تمر به البلاد والذي يفرض تلاقي القوي وتحالفها للعبور من الأزمة.. يري أن عمل القوي السياسية والأحزاب المختلفة ككتلة واحدة هو السبيل للخروج من عنق الزجاجة. في رأيه أن أخطر ما يواجهنا الآن هو صراع الإرادات بين قوي تريد تحجيم الثورة عند حد إسقاط رأس النظام وأخري مصرة علي استكمال مسيرة الثورة حتي تحقق جميع أهدافها، هذا الصراع الذي بدا يتخذ شكلا أكثر حدة وربما عنفا سينتهي حتما بانتصار الثورة.. هكذا يبشرنا وإن بدا أمامنا تحقيق الحلم صعبا وبعيدا من المؤكد أنه سيفرض علي الثوار مزيدا من التضحيات. يبدو المشهد معقدا يزيده تدفق قرارات المجلس العسكري وتصريحات أعضائه التي تعكس تصوراتهم لحل الأزمة وإن كانت تأتي دائما لتزيد الأمر ارتباكا وتأزما.. آخرها الإعلان عن تشكيل المجلس الاستشاري وعنه كان تساؤلي الأول: ❊❊ في رأيك هل هناك حاجة لتشكيل مثل هذا المجلس وكيف قرأت تصريحات اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكري بأن البرلمان المقبل لن يكون معبرا عن كل المصريين؟! ربما يكون من الأنسب أن يقال إن البرلمان القادم لايعبر عن الثورة لأسباب نعلمها جميعا.. لكن لايمكن إنكار أنه معبر عن جماعات سياسية هي في النهاية جزء من الشعب.. وبصراحة لا أستطيع فهم ماوراء تصريحات المجلس العسكري هل يريدون توصيل رسالة بأن الانتخابات التي أشرفوا عليها كانت غير نزيهة أو أن النظام الانتخابي الذي وضعوه لم يكن معبرا عن الشعب المصري.. ربما يكون بالفعل البرلمان القادم غير معبر عن الثورة لكن من المؤكد أن أعضاءه سيكونون فاتحي بوابة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور وليسوا صانعي الدستور. ومن غير المقبول سحب سلطات مجلس الشعب الذي أقرها الإعلان الدستوري وأعطاه الحق في التشريع والرقابة ومن غير المقبول أيضا التدخل للتقليل من صلاحيات وسلطة البرلمان بإدخال جماعات أخري ومنحها بعضا من صلاحياته. والمعروف أن من حق مجلس الشعب تشكيل الجمعية التأسيسية علي أن يتم ذلك بشكل توافقي.. لكن هناك فرقا كبيرا بين أن يقوم البرلمان بهذه المهمة بشكل تشاوري وأن يفرض عليه مجلس استشاري يتدخل في مهامه. ربما كانت نية المجلس العسكري إدخال أطراف عديدة في تشكيل الجمعية التأسيسية بهدف توسيع مصادر هذه الجمعية وهذا أمر جيد لكن لايمكن إغفال أن المجلس العسكري هو الذي قام بتشكيل هذا المجلس أي أن الأخير معين من جانبه وبالتالي فهو يعتبر طرفا غير محايد، أيضا لايمكن إغفال أن مجلس الشعب يستمد سلطته من كونه منتخبا من الشعب وبالتالي فهو يمثل سلطة تشريعية، أما المجلس الاستشاري فسلطته مستمدة من المجلس العسكري وليس من الشعب. ❊❊ لكن هناك من رحب بتشكيل المجلس الاستشاري باعتباره ضمانة لعدم هيمنة تيار بعينه علي تشكيل الجمعية التأسيسية؟ إذا كان هناك تخوف من هيمنة التيار الإسلامي السياسي علي البرلمان وبالتالي هيمنته علي تشكيل الجمعية التأسيسية فالحل يأتي من خلال فتح باب الترشح للجمعية التأسيسية.. هذا هو الحل الأمثل، أما طرح المجلس الاستشاري بهذا الشكل الذي بدا فيه واضحا أنه محاولة لتقليص صلاحيات مجلس الشعب فهو في رأيي حل لايتسم بالذكاء. ويفتقد للخبرة السياسية بدرجة كبيرة جدا. ❊❊ ربما بدا لي الأمر مدبرا بهدف بقاء العسكر في السلطة؟! هو ليس مدبرا وإنما كما قلت مرتبك.. ولو فرضنا أن هدف العسكر هو البقاء في السلطة فتحقيق هذا الهدف كان يتطلب التدخل بقوة لحل مشكلة الأمن والفقر والجوع وهو مايكسبهم ثقة وتأييد ورضا الشعب وبالتالي تكون المطالبة بإبقائه وبصراحة لا أري أن نية المجلس العسكري هو البقاء في السلطة فلقاءاتي المتعددة بأعضائه أثبتت لي صدق نيتهم وإن كانت كشفت لي أيضا عن افتقادهم للخيال والطموح والخبرة السياسية. ❊❊ إذا فرضنا أن تحركات وقرارات المجلس العسكري لاتهدف للبقاء في السلطة فبماذا يمكن تبرير عدم جديتها في إسقاط النظام السابق؟! في رأيي أن طريقة إدارة المجلس العسكري لأمور البلاد تكشف بوضوح أن هدفهم أن تقف الثورة عند حد خلع الرئيس السابق ولاتصب مطلقا في إسقاط النظام، وأعتقد أن لا المجلس ولا أمريكا ولا إسرائيل ولا دول الخليج ولا بعض القوي في الداخل تريد ذلك. ❊❊ معني ذلك أن الثورة فشلت في تحقيق أهم أهدافها وهو إسقاط النظام؟! لا أميل لاستخدام تعبير الفشل.. لكن يمكن القول إن مايحدث الآن هو صراع إرادات بين قوي تريد توقيف الثورة عند حد إسقاط رأس النظام وبعض رموزه وبين إرادة أصحاب المصلحة في استكمال مشوار الثورة ممن يرون أن الثورة لم تحقق أهدافها ولم تحدث أي تغيير وهو ماحدث بالفعل فليس هناك ثورة تقوم ولايتبعها تغيير في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والخارجية أيضا. للأسف لم يحدث ذلك.. وبدا واضحا أن المجلس العسكري الذي انحاز للثورة.. كما أعلن قادته فعل ذلك بمنطق عدم رضاه علي الانقلاب علي النظام الجمهوري أو مواجهته أو الخروج عليه لكنه انحاز فقط من أجل رفضه للتوريث وليس من منطق إسقاط النظام فهو في النهاية جزء منه مؤيد لسياساته سواء سياسيا فيما يتعلق بالتبعية لأمريكا أو الصلح مع إسرائيل أو اقتصاديا فيما يتعلق بسياسة الخصخصة. فمن غير المقبول أن تمر شهور عشرة دون أن يتخذ المجلس العسكري قرارا يصب في صالح التغيير الثوري.. من هنا جاء الصراع فلا أحد يشعر أن هناك بالفعل ثورة قامت وإنما بدا الأمر كأن هناك شهداء يحاولون فتح باب للثورة. ❊❊ تري إلي ما ينتهي صراع الإرادات الذي تحدثت عنه؟! من المؤكد أنه سينتهي بنجاح الثورة.. وهناك طريقان لاستكمال الثورة.. الأول عبر صناديق الانتخاب والثاني هو موجة أعنف من الثورة تكون بمثابة الأمل الأخير وإن كانت هذه المرة ستكون أكثر شراسة هي ثورة المهمشين والجياع التي لن تتورع عن تحطيم المؤسسات وتحصد في طريقها الأخضر واليابس وتزداد خطورتها في الزمن الطويل الذي من المتوقع أن تستغرقه قبل أن تعود البلاد للاستقرار. ❊❊ إذا تمسكنا بالأمل في السيناريو الأول وهو الانتخابات هل تري أن تصريحات المجلس العسكري بأن البرلمان القادم لايحق له تشكيل حكومة أو سحب الثقة منها يهدد هذا الأمل؟! صحيح أن البرلمان القادم ليس من حقه إسقاط الحكومة لأن هذا الحق يختص به الرئيس فقط كما جاء في نص الإعلان الدستوري.. لكن بالطبع لو أن طريق التواصل مفتوح بين من يتولي أمور البلاد سواء أكان المجلس العسكري أو فيما بعد الرئيس المنتخب فإن الأمر يتم بالتوافق ولابد من احترام إرادة من يمثلون الشعب والتشاور معهم وحل الأزمة والاتفاق علي إسقاط الحكومة لو تطلب الأمر ذلك. ❊❊ وماذا عن حق المجلس في تشكيل حكومة؟! البرلمان من حقه بالطبع تشكيل حكومة وهذا أمر لاخلاف عليه. ❊❊ ما رأيك في الصلاحيات التي منحها المجلس العسكري لحكومة الجنزوري هل تراها شكلية أم أنها خطوة في الاتجاه الصحيح!! هي شكلية بالطبع.. ودعينا نتفق علي أن حكومة الجنزوري لاتلبي استحقاقات الثورة، فالثوار طالبوا بحكومة إنقاذ وطني وحكومة الجنزوري جاء معظم تشكيلها من وكلاء الوزراء، فضلا عن أن الرجل نفسه قضي سنوات في حضن نظام مبارك وأي حديث عن خلاف بينهما لايخرج عن كونه مجرد أساطير مختلقة.. الجنزوري قضي سنوات طوالا صامتا يرفض الإدلاء بأي حديث واليوم يريد أن يخرج علينا بثوب المناضل الكبير. لم ينتقد الجنزوري النظام ولا كشف الفساد ولا حتي حكي حكايته مع مبارك عندما استبعده. والبعض يحاول تشييد بطل من ورق.. اختيار الوزارة الجديدة يكشف أن هناك معاندة وكسر إرادة الثورة وحرب متعمدة علي الثوار. ❊❊ إضافة إلي المشهد المعقد هناك بوادر أزمة واضحة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري كيف ترصد ذلك؟! أفضل مافعله الإخوان هو الانسحاب من المجلس الاستشاري فهو مجلس لا وزن له هو أقرب لقهوة المعاشات.. لا أري هدفا منه سوي محاول المجلس العسكري استيعاب بعض الخبرات وفي نفس الوقت إدخال بعض العناصر المطلوب إدخالها في إطار يمكن التحكم فيه في النهاية. الأسماء المطروحة تشي بذلك فعلي سبيل المثال اختيار الدكتور كمال أبو المجد مع احترامي لشخصه الكبير فهو رجل لكل العصور. وهل تم اختياره علي أنه خبير قانوني أم لأنه شخصية عامة أو أنه رجل لديه خبرات بالدولة المصرية. معيار الاختيار غير واضح ينسحب ذلك أيضا علي اختيار سامح عاشور فما علاقة اختياره بعمل المجلس الاستشاري.. مع احترامي لكل تلك الشخصيات إلا أنني أراهم دخلوا المكان الخطأ. ولا أري أي معني لتشكيل مجلس استشاري بعد عشرة شهور من حكم المجلس العسكري. ❊❊ هل تعتقد أن استجابة المجلس لمطالب الثوار بتشكيل حكومة إنقاذ وطني كان من شأنه تلافي كل هذه العقبات التي نعاني منها الآن؟! مع كامل تقديري للثوار إلا أنهم في رأيي ارتكبوا ومازالوا يرتكبون خطأين ساهما في عرقلة إنجاح مسيرة الثورة، أولهما عدم وجود قيادة موحدة للثورة حتي الآن. ولا أخفيك سرا أن أجهزة الأمن نحجت في اختراق بعض هذه الائتلافات وهي التي تقوم بتوجيهها وفق هواها، ثاني هذه الأخطاء أن كثيرا من الشباب لا يدرك الفرق بين العمل السياسي والعمل الثوري ولايعي أن هناك أصولا لكل منهما. علي سبيل المثال لا أستطيع كثوري إدارة معركتين في وقت واحد.. لكن مايحدث أن الثوار يفتحون أكثر من جبهة.. المعركة الانتخابية من ناحية وصدام مع المجلس العسكري من ناحية ثانية وصدام مع القوي المضادة للثورة ورابع بين القوي الثورية بعضها البعض. أيضا لايمكن إنكار أن هناك أخطاء تكتيكية ارتكبها بعض الثوار مثل غلق مجمع التحرير، والصدام مع المجلس العسكري في موقعة العباسية والدخول الحاشد والتعبئة في موقعة ماسبيرو.. هم في حاجة ماسة لتحديد أهدافهم ليعرفوا كيف ومتي يمكن خوض معركة وهو ما يجعلني حائرا فيما وراء اتخاذ قرارات الثوار. ❊❊ إلام ترجع سبب هذه الأخطاء التي ارتكبها الثوار في رأيك: لعدم الخبرة السياسية أم لاختراق أمني كما زعمت؟ للاثنين معا.. عدم الخبرة ودخول الأمن علي الخط.. فللأسف فتح الثوار ثغرات واسعة في جبهتهم سمحت باختلاط جماعات المصالح المضادة للثورة وللثوار والتي هدفها إجهاضها. ❊❊ وما الحل للقضاء علي الأجسام المضادة للثورة؟! الأمر يقتضي تشكيل مجلس قيادة للثورة فآن الأوان لذلك لتكون مهمته رصد المرحلة التي تمر بها الثورة بدقة وتحديد الطرق المناسبة والناجحة لاستمرارها وتحقيق أهدافها واختيار التكتيك الأمثل لكل مرحلة. ❊❊ هل الثورة في حاجة لزعيم مخلص؟ الثورة ومصر كلها تبحث عن بطل.. ليس من الضروري أن يكون فردا فربما يكون جماعة وربما يكون مفكرا أو حالما رومانسيا وممكن أن يكون واحدا ممن يختارهم الصندوق الانتخابي، لكنه من المؤكد أنه سيأتي وحتي يتم ذلك سيظل صراع الإرادات بين القوي الثورية والمضادة للثورة مشتعلا. ❊❊ كلامك الحماسي المتسق مع قناعتك كقيادي ناصري يجعلني أعود لصورتك علي قائمة الإخوان المسلمين لأشعر بأن هناك تناقضا أو إن شئت الدقة مازالت الصورة تصيبني بالدهشة!؟ ليس هناك تناقض ولامجال للدهشة.. فأنا عضو في الهيئة العليا لحزب الكرامة الذي ينص برنامجه علي العمل من أجل بناء كتلة وطنية جامعة لإحداث التغيير في مصر.. من هنا شاركنا في جميع أطر وآليات مقاومة النظام.. علي هذا الأساس جاء إسهامنا في بناء وتشكيل الكتلة الوطنية الواحدة. كل ما أريد التأكيد عليه هو أن مواقف حزب الكرامة لم تتغير وأنه كان من المؤمنين بأهمية وجود كتلة وطنية للتغيير سواء قبل الثورة أو بعدها. فقناعتنا أن لا أحد يمكن بمفرده اجتياز تلك المرحلة الصعبة وأن مصر في حاجة إلي كتلة وطنية جامعة لكل القوي والتيارات للعبور من عنق الزجاجة. وأن الحلول لن تتم إلا بالتوافق بين هذه القوي.. من هنا كان قبولنا الانضمام للتحالف الديمقراطي الذي ضم في البداية 40 حزبا وتقلص في النهاية إلي 12 فقط بعدما انسحبت أحزاب كثيرة وهو ما أتاح الفرصة للإخوان في التهام نصيب كل الأحزاب المنسحبة.. ولم يكن الأمر صعبا علي الإخوان . ❊❊ هي انتهازية سياسية إذن؟! دعيني أستخدم مصطلحاتي فأنا أري أن مافعله الإخوان بعملية الالتهام التي ذكرتها لايعكس شطارة منهم بقدر ما يعكس أخطاء الأحزاب التي انسحبت.. وأعتقد أيضا أن الإخوان أقدموا علي شغر مقاعد لايريدونها وارتكبوا نفس أخطائهم السابقة باندفاعهم للسيطرة كما حدث في النقابات. ❊❊ من الواضح أنك مازلت متمسكا بتحفظاتك ونقدك لأداء الإخوان؟! لاتنسي أنني عضو في حزب الكرامة ولست عضوا في الإخوان. ❊❊ هل تتوقع أن يستمر التحالف بين الكرامة والإخوان لينسحب إلي تحالف سياسي أم أنه سيتوقف عند حد التحالف الانتخابي؟! استمرار التحالف متوقف علي أداء وممارسة الإخوان في المجلس فإذا كان الاتجاه يصب في صالح تحقيق العدالة الاجتماعية وبناء الدولة المدنية ومتسق مع رؤي وقناعات حزب الكرامة بالطبع سندعم كل قرارات الإخوان وسنصوت لصالحهم أما إذا حدث العكس فسنتخذ موقفا معارضا. الأمر لايتوقف فقط علي الإخوان بالطبع إنما سيكون هذا موقفنا من جميع القوي والتيارات داخل البرلمان. ❊❊ ماهي توقعاتك للمرحلتين الانتخابيتين القادمتين هل تتوقع استمرار الإقبال علي صناديق الانتخاب؟! ربما لايكون بنفس الكم لكن من المؤكد أن هناك مشاركة كبيرة ستشهدها المرحلتان.. يعزز من ذلك وجود تيارات وقوي تقف خلف مرشحين ومؤسسات دينية تقف خلف مرشحين آخرين.. صحيح أن ظهور الأمر علي هذا النحو مرفوض.. لكن من المؤكد أن العملية الانتخابية ستشهد تطورات لاحقا تنقي أجواءها فيما بعد، فأنا بالطبع لا أؤمن بحشد تيار إسلامي سياسي في مواجهة حشد مسيحي لكن إذا كان المكسب من وراء ذلك هو خروج المسيحيين للمشاركة وإدراكهم أن أصواتهم مؤثرة فهذه خطوة مهمة كبداية وأعتقد أن سلبيات هذا الحشد الطائفي ستنتهي فيما بعد، بعد نضوج المجتمع واجتيازه لسنة أولي ديمقراطية. ❊❊ وماذا عن الانتهاكات الانتخابية هل تتوقع استمرارها أيضا؟! من المتوقع حدوث تجاوزات إدارية كبيرة.. فللأسف مازلنا ندير أمور حياتنا بالفهلوة ووفقا لسياسة كله تمام يافندم التي تقوم علي إنكار الأخطاء وعدم مواجهتها .. وهذا بالضبط ما انسحب علي أداء اللجنة العليا للانتخابات وهي في رأيي المسئول الأول عن التجاوزات التي حدثت وتتحمل جميع الأخطاء. ❊❊ كل هذه الأخطاء أيضا وراء الكم الكبير من الطعون الذي يهدد البرلمان القادم بعدم الشرعية.. هل تتوقع قبول هذه الطعون؟! لا أعتقد أن الطعون تهدد شرعية البرلمان وهي لاتخرج عن كونها تجاوزات لا تتطلب إعادة الانتخابات ويجب ألا نغفل مساحة الضوء الهائلة التي أحدثتها الثورة.. فنزول الشعب إلي ميدان التحرير ثم نزوله إلي ميدان الانتخابات يؤكد إيمانه بالمشاركة وأنه أصبح طرفا في المعادلة بل هو أهم رقم في المعادلة.. هذه الصورة تدفعني للتفاؤل بأن الغد يحمل لنا الأفضل.