تتمتع منطقة المياه العميقة في البحر المتوسط باحتياطيات ومخزون كبير من الغاز الطبيعي، الذي يضع مصر علي خريطة الدول المصدرة للغاز، مما يقلل من الاستيراد الذي يؤدي بدوره إلي توفير العملة الصعبة، ويعدُّ حقل ظهر أحد أهم هذه الاكتشافات باعتباره من أكبر الحقول إنتاجًا للغاز في مصر والعالم، ويقدر الاحتياطي الخاص به بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويُغطي مساحة 100 كيلو متر مربع، ويُسهم هذا الاكتشاف في جذب مزيد من الاستثمارات لزيادة الاحتياطي وزيادة معدلات الإنتاج.. حاولنا الاقتراب أكثر من بعض المتخصصين في هذا القطاع لنتعرف علي أهمية هذا الحقل وحجم الاستثمارات المتوقعه خلال السنوات القليلة القادمة. يقول المهندس مدحت يوسف خبير البترول والطاقة إن حقل ظهر يبدأ باكورة إنتاجه في نهاية العام الحالي، ويبدأ بالتدرج في الزيادة الإنتاجية بالمزيد من آبار التنمية والانتهاء الكامل من كافة التسهيلات والمعالجة للوصول إلي الطاقة القصوي للإنتاج والمتوقع لها في نهاية عام 2019 بإجمالي إنتاج يومي 2,7 مليار قدم مكعب غاز في اليوم، وبهذه الإنتاجية ستتوقف مصر تماما عن استيراد الغاز من الخارج وتلبية كافة احتياجات الخطة المستقبلية لمحطات توليد الكهرباء العملاقة في القاهرة الجديدة وبني سويف والبرلس، وهذا يؤدي إلي وفر شهري بمقدار 160 مليون دولار لكل مليار قدم غاز مكعب في اليوم بما يعادل شهريا 440 مليون دولار شهريا، وبالتالي فهو يعدُّ من المشاريع العملاقة ذات العائد الاقتصادي الكبير لمصر وأحد أكبر موارد الطاقة من الغاز الطبيعي في مصر. ويؤكد حمدي عبد العزيز المدير العام لغرفة البترول والتعدين أن حقل ظهر يعدُّ من أكبر الحقول من حيث الاحتياطي الذي يصل إلي 30 تريليون قدم متر مكعب وبدء الإنتاج في المرحلة الأولي التي تشمل 6 آبار تبدأ بإنتاج حوالي 350 مليون قدم مكعب يوميا ويزداد الإنتاج ليصل إلي 1,2 مليار قدم مكعب يوميا مع دخول الآبار ال 6 إلي الإنتاج ومع انتهاء المرحلة الثانية سيصل إجمالي إنتاج الحقل إلي 2.7 مليار قدم مكعب يوميا. وتعدُّ أرقام هذا الحقل من الأرقام القياسية علي المستوي العالمي منذ الإعلان عن الكشف وتنميته ووضعه علي الإنتاج.. ولاشك أن إنتاج هذا الحقل سيسهم بشكل كبير في سد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي وسوف يؤدي إلي تقليل شحنات الغاز المستورد من الخارج مما يعني تخفيف العبء علي ميزان المدفوعات البترولي، ويضيف عبد العزيز أن هذا الحقل بجانب الاكتشافات الأخري من الغاز سوف يؤدي إلي تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بنهاية العام القادم 2018، كما أشار إلي أن الآثار الإيجابية التي تترتب علي اكتشاف حقل ظهر هو جذب المزيد من الشركات العالمية وفتح شهيتها لإنفاق المزيد من الاستثمارات والإسراع بعمليات المسح السيزمي تمهيدا للحفر في المناطق المجاورة لحقل ظهر في المياه العميقة بالبحر المتوسط التي تشير تقارير المؤسسات الدولية إلي أن هذه المنطقة تمثل حوضا غازيا من الطراز الفريد ويحتوي علي احتمالات مرتفعة جدا من الغاز الطبيعي.. ويقول د.جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة إن حقل ظهر يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للإنتاج علي مستوي العالم بعد دخول المرحلة الأولي بكامل طاقتها والمتوقع لها الربع الأول من عام 2018 وهذا المشروع الضخم تم تقييم معامل الإنجاز الزمني له الذي يتكون من 7 آبار علي مستوي مياه يصل إلي 1430 مترا بمستوي قاع البحر مما يتطلب تصميمات هندسية مختلفة وكذلك معدات لتجميع هذه الآبار علي تدريج مستوي قاع البحر وكذلك مراقبة وتحكم في رؤؤس هذه الآبار علي هذه الأعماق من خلال نظام "ستالايت" الذي يعتبر من ضمن التكنولوجيا المتقدمة في هذا المشروع، وكذلك بناء رصيف بحري لتجميع خطوط الإنتاج ثم ربطها بمحطة الاستقبال الأرضية لفصل كل الغازات غير المرغوب فيها والمواد المصاحبة للغاز من كل هذه الخطوات، ويعتبر المعدل الزمني لإنجاز هذا المشروع لكوادر مصرية وخبرة أجنبية في وقت لايتعدي ثلاث سنوات ونصف ومعدل اختزال زمني 50٪ بالمقارنة بكل المشروعات العالمية فمشروع "ظهر" يعتبر طوق النجاة لحماية الاقتصاد المصري وسد حاجة المواطنين من السلع الوقودية المؤثرة في أمان الشارع وخاصة الكهرباء وأنبوبة البوتاجاز وكذلك مستقبل مصر في تغطية كل الوحدات والمصانع كثيفة استخدام الطاقة بما تحتاجه من الغاز الطبيعي.