تعالوا نفكر المرأة في العالم وفي مصر رفعت شعارا يقول: المرأة مظلومة. إنها ليست مساوية للرجل، إنها محرومة من حقوق كثيرة. وبدأت المرأة وأنصارها يطالبون بفتح أبواب كل الوظائف للمرأة ابتداء من رئاسة الجمهورية إلي رئاسة الوزراء وتولي المناصب الوزارية والقضائية وغيرها. وقيل إن المرأة في قضايا الأحوال الشخصية لاتنال نفس حقوق الرجل وإنها لاتحصل في كثير من الأحوال علي حقوق الحضانة والمشاركة في تربية وتعليم ورؤية الأبناء في حالة الطلاق بل ولاتحصل من طليقها علي مايجب أن ينفقه علي الأطفال. ونالت المرأة كل حقوقها تقريبا والسؤال هو: هل المرأة سعيدة أو مكتفية بما حصلت عليه أو تريد المزيد. الحقيقة أنه لايوجد المزيد الذي تريد أو تستطيع المرأة الحصول عليه، تحققت لها المساواة تقريبا في كل شيء في المجتمع. ولكن ماهي النتيجة ؟ بصراحة أقول المرأة »غلبانة« الآن أكثر من أي وقت مضي تبين لها ولزوجها ولأبيها أن دخل الرجل لايكفي وحده للإنفاق علي الأسرة بل يجب أن يكون للأسرة إيرادات حتي تستطيع الأسرة أن تعيش في مستوي لائق وأن تعلم الأبناء كما تتمني الأم والأب أن يتعلموا. لم تعد الزوجة تطالب زوجها أن يشتري لها فستانا بل هي تعرف وهو أيضا يعلم أنها من مرتبها يمكن أن تشتري كل حاجياتها وعلي ذوقها. و»زمان« كانت المرأة تعتمد علي رأي زوجها في الفستان الذي تتمني أن تشتريه لسبب واحد وهو أن زوجها هو الذي سيدفع ثمن هذا الزي ولذلك ينبغي أن يكون له رأي في اختياره. الآن. المرأة تشتري الفستان والحذاء وكل شيء حسب ذوقها ويفاجأ الزوج باختيارها. ولايستطيع أن يعترض فهو لم يدفع شيئا ولم يساهم بشيء فيما اشترته زوجته. والسؤال هو: هل الزوجة سعيدة بأن يكون لها الرأي الوحيد أو الأوحد في اختيار ما تشتريه من ملابس أو ما تطهوه من طعام اشترته بمالها. والجواب في حقيقة الأمر بالنفي. المرأة استقلت وهذه حقيقة ولكن. هل هي سعيدة بهذا الاستقلال؟. والجواب بالنفي المرأة الآن وجدت أنها بدلا من أن تكون جارية لزوج محب أصبحت جارية لصاحب العمل، سواء كان حكوميا أو من القطاع الخاص. ولا تستطيع أن تتدلل له كما تفعل مع زوجها وتقول له »عشان خاطري«. أو »ياحبيبي« بل هو صاحب عمل يهمه عمله. إنها الآن مثل زوجها تماما يتحكم في كل قراراتها صاحب العمل. ويتحكم فيها أيضا الأجر الذي تحصل عليه والمنصب الذي تشغله والمنافسة الضخمة التي تواجهها من زملائها وزميلاتها. ولذلك فإن كل قراراتها رهن بهذا كله. ومن هنا فهي تحرص علي عملها ومنصبها ودخلها. وهي ليست حرة علي الإطلاق في أي شيء وهي ليست مستقلة أبدا. تذكرت ذلك كله عندما قرأت وأعدت مشاهدة رواية إحسان عبدالقدوس »أنا حرة«. البطلة لم تعد حرة في رواية إحسان عبدالقدوس بعد أن تركت بيت عملها. والمرأة لم تعد حرة الآن بعد أن حصلت علي المساواة والاستقلال. إنها جارية أكثر من زمان.. بزمان! ولن تعود أبدا إلي الوراء لأن هذا العهد قد انتهي ولن يعود!