43% من الإناث يرفضن تولي المرأة لرئاسة الجمهورية هكذا أفاد استطلاع للرأي أجراه مركز معلومات مجلس الوزراء حول مكانة المرأة كما نشرته الجريدة - روزاليوسف 3 يونيو- وقد اشترك في الرفض 71% من الرجال.. والسبب الذي قدمه الرجال وقدمته السيدات أيضا هو عدم الثقة في (قدرة المرأة علي تولي المناصب القيادية وعدم قدرتها علي تحمل ضغوطها، وأكدوا أن عاطفتها تغلب علي عقلها في اتخاذ القرارات.) ولا يبدو الأمر مثيراً للتعجب لأن كل مطّلع علي أحوال المرأة المصرية يعلم جيدا أنها صارت ترفض نفسها.. ولا تثق بقدراتها.. وكثيرات من السيدات المصريات بل نسبة كبيرة منهن من الفتيات في مرحلة الشباب لا يثقن بأنفسهن ولا بقدراتهن علي العمل أو مواجهة الحياة مثلهن مثل الذكور لأن هؤلاء يعتقدن أنهن قد خلقن ليصرن ربات منازل!! وأنهن إنما يتعلمن ليستطعن تربية أبنائهن بطريقة صحيحة، وليس لأنهن قادرات علي استخدام هذا القدر من التعليم ليس في تربية أبناء فحسب بل في خوض الحياة بكل جنباتها!! ومن المحزن أيضا في نتائج الاستطلاع أن العينة نفسها من اللواتي سئلن عن قدرة المرأة علي تولي رئاسة الجمهورية و43% منهن أجبن بالنفي، العينة نفسها سئلت عن مقدرة المرأة علي تولي منصب رئاسة الوزراء فأجابت 25% منهن بالرفض، ولكن 8% منهن فقط رفضن أن تعمل المرأة كوزيرة، ثم رفضت نسبة 30% منهن أن تصير المرأة قاضية!! فما معني هذا؟ أن هناك نسبة ليست صغيرة من هؤلاء السيدات لا تفهمن الفارق بين المنصب التنفيذي والمنصب القضائي والمنصب التشريعي.. إذا كانت هؤلاء السيدات يعتقدن أن قرارات المرأة تنبع من العاطفة لا العقل، فهذا اعتقاد خاطئ وغير جائز التعميم علي الإطلاق.. والأدلة كثيرة منها أن بعض الرجال قد يحكمون بالعاطفة المتهورة أحيانا، لأن صفات الشخصية تتفاوت من رجل لآخر ومنهم من يحتكم لعقله ومنهم من يسير وفق أهوائه.. كما أن سيدات كثيرات لا يحتكمن في حياتهن سوي للعقل - بل العقل المفرط أحيانا - وليس شرطا أن يكن من الشخصيات الشهيرة.. فهناك سيدات يعشن حياة عادية بل منهن ربات بيوت ولكنهن غاية في الحكمة والتعقل ولا يعتمدن علي المشاعر في أحكامهن!! الأهم من كل هذا أن هؤلاء السيدات اللواتي يعتقدن خطأ بأن أمثالهن لا يحتكمن للعقل توجد منهن مجموعة وافقت علي أن تصبح المرأة قاضية ورفضت أن تكون رئيسة جمهورية ثم عادت نسبة أكبر ووافقت علي توليها الوزارة!! الاحتكام للعقل من لوازم المنصب القضائي ولكن منصب الوزيرة ورئيسة الوزراء ورئيسة الجمهورية مناصب تنفيذية ينبغي أن تكون النظرة لها واحدة.. ولكن هؤلاء السيدات اللواتي اعتدن أن يكون الرجل قائدا لا يمكن أن يقبلن بالمرأة رئيسة للجمهورية!! ثم يتراجعن وتقبل بعضهن بالمرأة رئيسة وزراء، ويتراجعن مرة أخري فيقبلن بها وزيرة طالما هناك مناصب أخري أكبر مقتصرة علي الرجال! كيف يقتنع المجتمع بالمرأة وهي ليست مؤمنة بنفسها؟ ولماذا تراجعت المرأة المصرية عن الإيمان بنفسها؟ للأسئلة إجابات وللحديث بقية..