قصة حب جميلة جمعت بين أمي وأبي ضمتهما كلية واحدة وبعد التخرج تقدم لها وانتهت قصة حبهما بالزواج وبالرغم من الخلافات التي تدب بينهما أحيانا إلا أن ذكرياتهما الجميلة وعلاقتهما القوية وتفاهمهما سرعان ما تذوب أمامه كل المشكلات . علي هذه المشاعر تفتحت عيناي وعلي تفاصيل قصة حبهما تفتحت مسامعي . حكاها لي الجميع جدتي وخالتي.كلتاهما كانت تدفعني دائما للحلم بتكرار التجربة بالرغم من أنني مازلت في المرحلة الثانوية لكنني تعجلت السنوات وخفق قلبي بالحب لزميل جمعتني به مراكز الدروس الخصوصية . لم أرغب في إخفاء الأمر علي أمي وكنت أتوقع تفهمها لكنها علي العكس تماما واجهتني بالتوبيخ والتأنيب ومزيد من الرقابة علي تحركاتي ومكالماتي لدرجي أشعر بها بالاختناق ولا أعرف لماذا تتصرف معي هكذا بالرغم من أنها مرت بنفس الشعور وتعرف كم هي جميلة هذه المشاعر فلماذا تصر علي حرماني منها ؟ لماذا يكيل الكبار بمكيالين ؟ ويحلون لأنفسهم ما يحرمونه علينا ؟ لصاحبة هذه الرسالة أقول : أختلف معك تماما في حكمك علي تصرفات الأكبر سنا فهم لايتعمدون الكيل بمكيالين كما تتصورين وإنما يبدو الأمر كذلك في نظرك لأنك لم تدركي بعد معني الخبرة والتجربة التي تصقلنا بها الحياة وتجعلنا نعيد تقييمنا لكل أمور حياتنا ونحكم عليها بعدما يتقدم بنا العمر بشكل مختلف عن تعاملنا معها في سنوات عمرنا ونحن صغار. وبالطبع لاتقصد أمك حرمانك من تلك المشاعر الجميلة التي تهزنا عندما يخفق قلبنا بالحب لكنها فقط تشعر بالخوف عليك من أن تشغلك تلك المشاعر عن دراستك ودروسك وهي الأهم في هذه المرحلة التي تمرين بها خاصة أن التعليم الآن يحتاج لكل تركيز واهتمام يفوق كثيرا ماكان عليه الحال في جيلنا. لا أهدف من كلماتي محاولة مصادرة مشاعرك وحريتك في الحب أو وأد تلك المشاعر الجميلة فقط ما أريدك أن تنتبهي إليه هو أن نجاحك في دراستك سيكون عونا لك علي اختبار مشاعرك ومشاعر الطرف الآخر ويساعدك علي الاختيار السليم وتذكري أن الحب الحقيقي هو مايدفع للنجاح وأن الأيام هي خير اختبار لمشاعرنا الحقيقية فلا تتعجلي .