تتضاءل أحزاننا عندما نجد يدا حانية تمسح دموعنا وتذوب همومنا عندما نبوح بها لقلب ينصت لأناتنا أمام همومك ومشاكلك نمد جسور التواصل وستجد وسط أحزانك قلبي دائما معك. ماأقسي الندم بعد فوات الأوان . لو كنت أعرف قدر مرارته لتجنبت مافعلته بها . لكنت منحتها قدرا من الحنان، كثيرا مارجتني عيناها أن أمنحها إياه لكنني بأنانية بخلت . وهأنذا أتجرع من نفس الكأس . أتسول حنانا من أقرب الناس إليّ، من فلذة كبدي من ابنتي التي للأسف لم تصبح صورة من أمها أو كأنها جاءت علي النقيض لتثأر لها. أشعر أنني لاأستحق منها رحمة وكيف لي أن أطلبها وأنا لم أرحمها يوما . تفتحت عيناها علي صورة أمها الصبورة تتحمل في صمت طباعي الغليظة الحادة لم أسمعها يوما كلمة إطراء ولوحتي علي سبيل المجاملة. كان وجودي في البيت معناه أن تقف بالساعات لخدمتي .أما مغادرتي المنزل فلا تقل راحة عندها حيث تقضي الساعات لتلبية كافة احتياجاتي التي لاتنتهي . وكان أي تقصير في أدائها لهذه الأمور معناه مزيد من التوبيخ والكلمات المستفزة الجارحة. أكره نفسي كلما تذكرت تلك الصورة التي كنت عليها . لكن وقتها لم أكن أشعر بأي ذنب . كنت أعاملها بقسوة بدافع خفي أجهله وربما يكون لخوف داخلي أن أصبح صورة مكررة من أبي الذي تحمل طباع أمي المتسلطة بكل خضوع وضعف كنت أكرهه فيه. وكرهت في نفس الوقت سطوة أمي وتحكمها وأقسمت ألا أكرر أخطاء أبي. ولم أدرك وقتها أن زوجتي هي وحدها من دفع ثمن عقدتي وتحملت ذنبا لادخل لها به. أعترف أنني حاولت مرات أن أمنحها قدرا من الحنان كانت تستحقه لكن مخاوفي في كل مرة تمنعني من الاستمرار . وكان صبرها وصمتها يدفعانني أكثر للمزيد. ولم يقتصر الأمر عليها بل امتد لابنتي التي نالت قسطا من قسوتي وإن كان دافعي لذلك خوفا مبالغا فيه عليها. وكان عنادها يزيدني قسوة عليها . كانت عيناها تتحداني كنت أقرأ مافيهما من رفض شعرت أنه تحول إلي كراهية بعدما ماتت أمها. بعد عام من رحيلها تزوجت ابنتي وعرفت بعد غيابهما معني الوحدة. حاولت التغلب عليها بالزواج لكن زواجي لم يستمر طويلا لم تتحملني زوجتي الجديدة . عدت وحيدا إلا من ذكريات تشعرني بالندم يزيدها جفاء ابنتي التي كان زواجي بالطبع عاملا زاد من نفورها مني. لم يشفع لي أنني طلقتها ولم يشفع لي اعترافي بالذنب لها حتي شيخوختي وعجزي ومرضي لم تلين قلبها. صحيح أنها لاتنقطع عن زيارتي لكنني أشعر وكأنها تؤدي واجبا ثقيلا علي قلبها. وعندما أعاتبها يكون جوابها الصمت ونظرات كأنها طعنات تسددها إلي قلبي فيزداد شعوري بالألم. اتنسي تعاليم ديننا التي تحثها علي بر ورحمة الوالدين ؟ أخشي أن تندم يوما علي ماتفعله مثلما ندمت أنا علي مافعلته بأمها؟ لصاحب هذه الرسالة أقول : صحيح أن الدين أمرنا بطاعة الوالدين لكن لماذا نتناسي أيضا أنه أمرنا بمعاملة الزوجات بالإحسان والمودة والرحمة . لماذا ننسي أن الرسول[ أوصي بالنساء خيرا وطالب الرجال بالترفق بهن . لكننا للأسف لانأخذ من تعاليم ديننا سوي مايتناسب ومصلحتنا ومايلبي احتياجاتنا، نسأل عن الحقوق ونطالب بها وننسي الواجبات والالتزامات التي يحثنا عليها . وللأسف هذا مافعلته أنت، قسوت علي زوجتك وعلي ابنتك ولم ترحمهما فقست عليك ولم ترحمك في شيبتك وضعفك أو ربما ورثت عنك تلك الجينات من القسوة فبدت صورة مكررة منك مثلما كنت صورة مكررة من والدتك . عموما فات أوان الحساب ويكفي ما تتحمله من عذاب الندم وتأنيب الضمير . تلك المشاعر التي ربما تدفع ابنتك لقدر من اللين فحاول أن تمنحها قدرا من الحب والحنان هي في أمس الحاجة إليهما لاتبخل في إشعار حبك فلاشك أن ذلك سيكون عاملا مساعدا علي تخفيف حدة التوتر في العلاقة بينكما . الأمر يحتاج مزيدا من الصبر والصدق والحب فحاول وربما كان ماتفعله تكفيرا علي مافعلته في حقها صغيرة . لعبة الحب مجموعة من الأصدقاء كنا يضمنا ناد واحد . جمعتنا شهور الصيف ولم تفرقنا شهور الدراسة كنا نتواصل دائما كلما سمحت الظروف بذلك . سمات كثيرة مشتركة بيننا زادت من صداقتنا قوة وقربتنا كثيرا من بعضنا البعض . وكان هو الأقرب إليّ. لاأعرف السبب لكن كل ماأعرفه أنني كنت أنتهز كل فرصة تجمعنا لأكون بقربه، شعرت أنه يبادلني إعجابا بإعجاب لكنه لم يبح بشعوره علي عكس زميل آخر كان يمطرني بكلمات المدح والإطراء يحاصرني بإعجابه بل واعترف لي بحبه . وأمام مشاعره الفياضة وجدت نفسي أميل إليه خاصة أن من دق له قلبي لم يتحرك خطوة واحدة يثبت بها مشاعره. ارتباطي بالزميل الذي أحبني لم يكن خافيا علي أحد الكل لاحظ قصة حبنا الوليدة وباركها فقد كنا في عيونهم متوافقين لحد كبير وكأن كلا منا توأم للآخر .ربما هذا مادفعني للشعور بالاقتناع بأنه الأنسب لي . كان هذا مايدور بداخلي حتي حدثت مفاجأة قلبت حياتي عندما بدأت أشعر أن الشاب الذي لم يعترف لي بحبه عاد للتقرب مني بشكل مبالغ فيه نظراته تلاحقني تطاردني كلماته تحاصرني اعترف لي بحبه، ولاأعرف لماذا أصابني اعترافه هذا بالحيرة والتردد والقلق. أيقظ في قلبي مشاعر كنت أئدها. وشعورا كنت أتجاهله لكني في نفس الوقت مازلت أشعر بالميل تجاه الآخر أو بمعني آخر أشعر بالأمان معه أكثر. أنا حائرة لاأعرف أيهما أختار ؟ لصاحبة هذه الرسالة أقول : للقلب كما يقولون أحكام وحكمه دائما نهائي لانقض فيه ولااستئناف . وللأسف لاحيثيات لحكمه يأتي بلا مبررات ولاأسباب وميض ينطلق فينا ولاندري مصدره . لكن المشكلة أن مشاعرنا أحيانا ماتضلنا وننخدع أمام بريق كاذب وحب زائف . أخشي أن يكون هذا هو ماحدث لك . ويكون الشاب الذي تحركت مشاعرك نحوه من ذلك النوع الأناني الذي يهوي امتلاك مافي يد غيره وإلا بماذا تفسرين اهتمامه المفاجئ بك بعد ارتباطك بآخر . عليك الاحتراز والتأكد من مشاعرك حتي لاتضيعي حبا آخر أكثر إخلاصا ووفاء وصدقا .