تتضاءل أحزاننا عندما نجد يدا حانية تمسح دموعنا وتذوب همومنا عندما نبوح بها لقلب ينصت لأناتنا أمام همومك ومشاكلك نمد جسور التواصل وستجد وسط أحزانك قلبي دائما معك. عندما تضيق بك الدنيا ارفع كفيك إلي السماء . ابتهل بقلب خاشع . اسكب دموعك المخنوقة وأخرج مافي صدرك من خوف وحزن . أطلق دعواتك بتوسل وخشوع. وثق أن الله وحده القادر علي تلبية دعائك فهو يحب العبد المتوسل القاصد وجهه، الحسن الظن به . أتذكر تلك الكلمات جيدا فكثيرا ماكانت أمي ترددها علينا صغارا. لم أكن أدرك معناها في البداية وشيئا فشيئا وعيتها ونجحت في تطبيقها وإن لم أنجح في ذلك إلا بعدما تقدم بي العمر . قبلها كان القلق هي أبرز سماتي علي عكس أمي التي كنت أراها مطمئنة هادئة كنت أغبطها علي تلك الحالة وأري من الصعب الوصول إليها في زمن مادي يشغلنا بزيفه ومظاهره الخادعة ولهثنا فيه الدائم وراء وهم الطموح والتنافس والبحث عن المجد أو المال أو النفوذ وأحلام لاتنتهي والغريب أن قلقنا يزداد بقدر ماتتزايد لهفتنا وجرينا وراء هذه الأوهام . كنت واحدة من هؤلاء اللاهثين المتعبين حتي ابتلاني الله بمرض لعين كانت آلامي فوق الاحتمال وعجزت كل المسكنات عن تخفيفها لم يكن أمامي سوي اللجوء إليه وحده أطلب العون ممن إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون تذكرت كلمات أمي ودعوته بقلب خاشع مبتهل ذليل سجدت بخشوع وبللت بدموعي سجادتي طلبت العون والشفاء من القوي القادر علي كل شئ ولم يخيب رجائي بعد رحلة علاج طويلة كان شفائي من المرض لم أنقطع خلالها عن الدواء والدعاء لم أتواكل لكني كنت متوكلة ورميت بأثقالي وحمولي عليه الرحمن الرحيم بعباده . كانت تجربتي تلك بداية جديدة لي في التعامل مع كل أمور حياتي لم أعد مصابة بتلك الحالة المرضية من التوتر لم أعد يزعجني الألم أو الحزن أو مضايقات الحياة فقد عرفت الطريق إليه تعلمت أن أفعل مافي وسعي ثم أترك اتكالي عليه أدعوه فيعينني وأبدا لم يرد لي دعاء تماما مثلما كانت أمي تقول . رسالتي تلك مجرد تجربة أردت أن أرويها وإن كنت أعلم أن كثيرا لن يجدوا فيها جديدا لكنها تذكرة بالطريق الواضح الذي يغيب كثيرا عن أعيننا ونحتاج من حين لآخر أن يدلنا أحد عليه . تجربتي ربما تكون تذكرة لهؤلاء المتعبين اللاهثين الحائرين بهموم الدنيا أقول لهم افتحوا قلوبكم للسماء ولن يخيب الله رجاكم . لصاحبة هذه الرسالة أقول : كلماتك تفتح لنا طريقا لطمأنينة وسلام وهدوء نفسي افتقدناها كثيرا في حياتنا ويقيني أن الوصول لهذه الحالة الإيمانية سيخفف كثيرا من ظغوط حياتنا تلك التي بدت العصبية والعنف والتعالي هي أبرز سماتها . أجمل مافي كلماتك وتجربتك أنها تخلو من التواكل وإنما هي دعوة للتوكل علي الله والاستعانة به لنصل لتلك الحالة من السكينة والهدوء النفسي الذي نفتقده وننشده جميعا . ليتنا نسير علي هذا الطريق عل حياتنا تكون أفضل .