تتسلل مشاعر الحب إلي أنفسنا دون أن نشعر ومهما حاولنا مقاومتها أو تجاهلها تظل موجودة بداخلنا ولكن فجأة وبدون سابق إنذار يأتي وسيط قد يكون مكانًا أو إنسانًا أو حدثًا ليذكرنا بأجمل معاني الوجود ألا وهو الحب، ووسيط الغرام في قصة حب محمد محسن وهبة نجيب هو الفيس بوك الذي أنعش حبهما لتتسلل كلمات الاعتراف الجميلة إلي ألسنتهما دون أن يشعرا بها. قصة حب محمد وهبة قد تكون مستحيلة حتي لهما أنفسهم فحتي هذه اللحظة مازال كل طرف يسأل نفسه هل أحببته بالفعل بدون أن أشعر. الإجابة نحاول معرفتها من خلال السطور القادمة التي تؤكد أن للحب ألاعيبه الخاصة التي لا قواعد لها. بداية القصة تأتي علي لسان هبة التي تقول إنها تعرفت علي محمد لأول مرة حينما كانت في عامها الدراسي الأول بأكاديمية السادات وقررت زيارة زملائها بجامعة عين شمس وهنا تعرفت عليه كأي زميل عادي لكن محمد شعر بانجذاب غير عادي تجاه هبة، وبانتهاء اليوم لم ير كل منهما الآخر إلا بعد مرور عام حيث نقل محمد أوراقه لنفس الأكاديمية التي تدرس بها هبة، يلتقط محمد أطراف الحديث ويقول: لم أكن أعرف في البداية سوي هبة فكنا رفقاء دائمين في كل مكان ومن خلالها تعرفت علي مجموعة كبيرة من الأصدقاء المشتركين الذين مازلنا علي صلة بهم حتي الآن. تقاطعه هبة قائلة: وقتها كنت أشعر بارتياح شديد من ناحية محمد وكنت أفضي له دائماً بما بداخلي بدون أي حواجز أو قيود ولكن فجأة وبدون سابق مقدمات شعرت برغبة في قطع حبال الحديث معه لسبب لا أعرفه حتي الآن، يقاطعها محمد قائلاً كنت هتجنن وقتها. الغريب أن هذا القرار جاء بعد رحلة الكلية إلي العين السخنة التي كانت آخر محطة في أحاديثها حتي تخرجا وفرقتهما الأيام إلا أنهما ظلا يتذكران هذه الرحلة جيداً والتي كانت مقصدهما الأول بعد الزواج لاسترجاع الذكريات الجميلة. مرت سنوات الدراسة وهبة مصرة علي قراراها بعدم التحدث مع محمد وهو ما اضطر لتقبله رغم دهشته وأيضاً بعد فشل وساطة صديقتها المقربة ليلي التي كانت جزءًا من حلقة الوصل بينهما فيما بعد. وما إن تعرفت هبة علي موقع الفيس بوك الشهير تعاملت معه ربما كنوع من التسلية أو رغبة منها في التواصل مع الأصدقاء القدامي، ولكن بدون أن تدرك ما يخفيه لها القدر، فمن خلاله بدأت التعرف علي أخبار محمد وهو أيضاً، حتي جاء اليوم الذي اتصل بها فيه تليفونياً وهو ما تعجبت منه وظنت أن صديقتها هي من أعطته الرقم فتحدثت معه ببرود ولكن حقيقة الأمر أن محمد لم ينس رقم تليفون هبة من لحظة تعرفه عليها في أول لقاء لهما. تكررت اتصالات محمد وطلب لقاء هبة بإلحاح فاستجابت علي أن تكون صديقتها المقربة ليلي موجودة، ويومها فوجئت هبة بمكالمة محمد لها منذ نزولها من المنزل وحتي لحظة وصولها وبعد اللقاء عندما حدثتها صديقتها عن إحساسها برغبة محمد في الارتباط بها كذبتها علي الفور مؤكدة أن العكس قد يكون صحيحاً. وفي يوم 24 نوفمبر عام 2007 تلك الليلة التي مازال كل من محمد وهبة يتذكرها جيداً بكل تفاصيلها تمت مكالمة تليفونية طويلة بينهما استمرت من الحادية عشرة مساءً حتي الساعة الثامنة صباحاً تسللت خلالها كلمات الاعتراف الجميل بالحب من كل منهما وكأن سحراً ما جذبهما للاعتراف والحديث باستفاضة عن ما فات من حياته وأمنياته في المستقبل. وتكمن المفارقة في قصة حبهما في أنها لم تكن قابلة للتصديق منهم أنفسهم ومن أهليهما وحتي أصدقائهما المشتركين الذين تعجبوا بشدة وترددت كلمة استحالة علي ألسنتهم جميعاً، فهبة كانت رافضة تماماً للزواج ولم يكن من أولويات محمد أيضاً. إلا أن قوة الحب كانت أقوي من أي دهشة فقد شاءت الأقدار أن يرتبط محمد بهبة وأن يكون الفيس بوك هو الوسيط في هذه القصة الجميلة وأن يكون شاهداً علي استمرارها أيضاً حيث أقاما جروب يحمل اسميهما ووضعها عليه صور الخطوبة والزفاف.