الاشتباك المحزن مابين أقباط الجيزة وقوات الأمن، وسقوط الضحايا من الطرفين .. والخسائر المادية والنفسية الناجمة عن حرق وتخريب المنشآت العامة .. والأهم، الدرس العملي للفزع، وإدارة أزمات الوطن بالطوب والمولوتوف والشعارات، الذي عاشه الآلاف من تلاميذ المدارس يوم الأربعاء 24/11/2010 .. يجب أن يوضع في أولويات مهام مجلس الشعب القادم، لأن دورهم الأساسي هو حماية مصلحة المواطن والوطن .. وياريت نتخلص من هواية إهدار الوقت والجهد في مناوشات عنترية لقضايا تخدم مصالح البعض، وتأجيل وتسويف إصدار وتفعيل القوانين وتعديل التشريعات للمشاكل المزمنة التي تنخر في جسد الوطن .. ومنها تحرير العلاقة بين ملاك ومستأجري العقارات القديمة .. والحق في بناء كنائس للمسيحيين للصلاة .. مع أن الدولة تعلم جيدا أن ممارسة الشعائر الدينية هي احتياج ملح لمقاومة الفقر والعجز والظلم والخوف، وعلاج ناجح لتقويم السلوك وإيقاظ الضمائر .. وتأجيل إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة، دعم إحساس المسيحيين بالتمييز ضدهم، وأهدي للمخربين قنبلة موقوتة مهيأة للانفجار .. وأفقدهم الثقة في الوعود والتصريحات الرسمية التي تعلن " يحيا الهلال مع الصليب " وتحتها ابتسامات العمائم!.. فلجأوا لكل طرق التحايل لبناء الكنائس أو إصلاحها، برشاوي الأحياء، وبالعمل ليلا وفي الإجازات.. يعني الحكومة تؤجل، والمظلوم يتحايل، فيسود العنف لفرض الأمر الواقع وهو " بنينا الكنيسة وصلينا فيها مين يقدر يهدها؟" .. وبدأنا نعيش نوعية جديدة من جرائم سببها عجز القانون وعذاب التقاضي .. لأن نواب الشعب لايعانون مشكلة سكن أو طعام أو علاج أو صلاة .. أصبحنا نجيد ثقافة جديدة، وهي خد حقك بالفهلوة او الرشوة أو بدراعك .. ومهدنا الطريق للصوص والمفسدين، وقدمنا لأعداء وطننا أغلي هدية .. ملايين محتقنة، إما جاهلة بحقوقها وواجباتها، أو عاجزة عن ممارستها .. ماحدث يجب أن تعالج أسبابه، لأن حجم العنف غير مسبوق، ونشر سحابة الخوف علي كل الوطن ..أتمني ألا يمر درس العمرانية بحصر الخسائر المادية، وعقاب الجناة والمحرضين ودمتم .. إنما تستثمره المدارس لغسل آثاره السلبية من نفوس أولادنا، وتعليمهم يعني إيه وطن .