اشتعلت أعمال عنف بشارع الهرم صباح أمس سقط فيها قتيل وعشرات الجرحى، وذلك أثناء محاولة نحو 1000 قبطى التظاهر أمام مبنى محافظة الجيزة، احتجاجا على قرار رئيس حى العمرانية بإيقاف بناء مجمع خدمات كنسى قرر مسئولو الكنيسة إقامة الشعائر فيه ووضع قبة وصليب عليه. بدأت الأحداث فى السابعة من صباح أمس واستمرت لمدة 3 ساعات، ووضعت قوات الأمن كردونا أمنيا حول مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم بعد مصادمات عنيفة بين الأمن والمواطنين الأقباط. ووقعت مشادات بين رجال الأمن والمتظاهرين الأقباط أمام مبنى المحافظة تطورت إلى الاشتباك بالأيدى والضرب بين الطرفين واستخدم فيها رجال الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وإعادة الحركة المرورية لشارع الهرم وقتل شاب قبطى يدعى مكاريوس شاكر، 19 عاما، وإصابة 43 قبطيا، و13 شرطيا منهم نائب مدير أمن الجيزة اللواء ماهر محمود، و3 ضباط آخرين. وتسببت فى حالة من الرعب والفزع لتلاميذ مدرسة الهرم الإعدادية بنات المجاورة لمحافظة الجيزة اثر سقوط قنبلة مسيلة للدموع بجوار باب المدرسة ودخول الدخان والغاز الناتج عن القنبلة على التلاميذ فى الفصول، مما جعل إدارة المدرسة تفتح أبوابها لإخراج التلاميذ. وقال القمص مينا ظريف قمص كنيسة مارى مينا والملاك دريان بالعمرانية ل «الشروق» إن قوات الأمن حاصرت الكنيسة ب 250 سيارة أمن مركزى تحمل 5 آلاف جندى مركزى أثناء أداء الأقباط لصلاتهم، مضيفا أنه نتج عن التصادم مع قوات الشرطة وفاة 5 أشخاص وإصابة المئات بالجروح. وقال كاهن كنيسة العذراء والقديس بولس الرسول الأب أكسيوس نصر الله خليل إن «أعمال البناء للكنيسة بدأت منذ أربعة شهور تحت سمع وبصر المسئولين فى الحى والمحافظة، وتم الانتهاء من بناء الطابق الأول والثانى والثالث دون اعتراض من أحد»، وأضاف «الحكومة حاصرت مبنى الكنيسة نحو الساعة السابعة والنصف صباحا، وأتلفت خرسانات جاهزة تقدر ب150 ألف جنيه أثناء بداية العمل فى سقف الكنيسة». وقال شريف عثمان من لجان حقوق الإنسان إنه كان موجودا فى الصباح الباكر أثناء تجمع مئات الأقباط الذين وقفوا فى انتظار المحافظ لتقديم خطاب باعتراضهم على قرار رئيس حى العمرانية إلا أن قوات الأمن أجبرتهم على إخلاء رصيف المحافظة بالقوة وفوجئ المحتجون بالقنابل المسيلة للدموع تنطلق من بنادق رجال الأمن دون سابق إنذار وسقوط العشرات أمامهم فى حالة إغماء شديد. وأضاف سامى زهران محامٍ «أن رجال الأمن لم يوجهوا أى إنذار للمواطنين قبل إطلاق القنابل المسيلة للدموع وإنهم أطلقوا القنابل فى كل اتجاه وأمام باب المدرسة المجاورة للمحافظة بطريقة عشوائية. من جانب آخر، قال موظف امن بالمحافظة انه فوجئ بالحجارة تتقاذف على مبنى المحافظة أثناء جلوسه فى كشك الأمن وعندما حاول معرفة ماذا يحدث سقطت الحجارة فوق رأسه وعلى زجاج الكشك مضيفا انه اضطر إلى ترك الكشك بسرعة والهروب لمبنى ديوان عام المحافظة الرئيسى ليحمى نفسه من الطوب والحجارة. وقال احد سائقى محافظة الجيزة انه حضر فى الصباح لاستلام سيارته للعمل فوجد مبنى المحافظة مغلقا وشاهد المتظاهرين يرشقون مبنى المحافظة بالحجارة وزجاجات المياه الغازية وقاموا بمنع الموظفين من دخول مبنى المحافظة، فاضطر بعض المواطنين إلى الوقوف خارج مبنى المحافظة لأكثر من ساعة بعد أن تم إغلاق جميع الأبواب خوفا من اقتحام المتظاهرين المبنى وقامت أجهزة الأمن بوضع كردون امنى حول المبنى وتم دخول الموظفين بعد التاسعة صباحا. من جانب آخر بدأ محافظ الجيزة فى تهدئة الموظفين وقرر استمرار العمل فى المحافظة لتسيير أمور المواطنين وأمر بسرعة إزالة جميع المخلفات والحجارة نتيجة أحداث الشغب من أمام مبنى المحافظة بشارع الهرم. واستمرارا لمتابعة الحالة الأمنية بالعمرانية فرضت أجهزة الأمن كردونا امنيا على عدد من الكنائس الموجودة بالعمرانية وتفريق جميع المواطنين من أمام الكنائس وتم وضع المتاريس على مداخل ومخارج الكنائس بالعمرانية لمنع دخول المتظاهرين، كما منعت أجهزة الأمن دخول السيارات الشوارع المؤدية لمبنى المحافظة وتم إخلاء المدارس المجاورة لمبنى المحافظة من التلاميذ خوفا من تجدد أعمال الشغب. كما اضطر بعض أصحاب المحال بالشوارع المحيطة بمبنى المحافظة بإغلاق محالهم خوفا من استمرار أحداث الشغب، وقد وقف المئات من جنود الأمن المركزى حول مبنى المحافظة وعلى جانبى شارع الهرم وحتى ميدان الجيزة. محافظ الجيزة سيد عبدالعزيز:مفاوضات لحل جذرى للمشگلة تابع محافظ الجيزة سيد عبدالعزيز أحداث الشغب فى صمت وهو يشاهد الحجارة التى ملأت فناء مبنى المحافظة، وقال المحافظ فى مؤتمر صحفى عقب أعمال الشغب «كان يجب أن تتعامل الشرطة مع المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم من أمام مبنى المحافظة وتسيير الحركة المرورية بشارع الهرم، مضيفا «إن شاء الله ستكون هناك بعض المفاوضات لوضع حل جذرى لمشكلة الكنيسة». وأشار إلى أن النيابة العامة عاينت أحداث الشغب أمام وداخل مبنى المحافظة وتم تحويل الموضوع للنيابة. وأكد المحافظ انه حاول الاتصال بقداسة البابا شنودة أمس الأول لإنهاء مشكلة الكنيسة ولتفادى هذا الوضع الراهن ولكن حالته الصحية لم تسمح بذلك، مشيرا إلى أن المحافظة كانت مستعدة للتعاون مع الأمر. وقال عبدالعزيز إن كاتدرائية الاقباط بشارع مراد طلبت إنشاء المبنى الإدارى لخدمة الأقباط بحى العمرانية وتم بناء 3 أدوار وبدأت محاولات لتحويل المبنى إلى كنيسة وقلنا لهم أوقفوها لأن هذا يحتاج لترخيص خاص، مشيرا إلى أنه قال لأحد القساوسة أثناء احتفال المحافظة بعيدها القومى منذ اسبوعين إن المحافظة ستساعدكم فى تحويل المبنى من ادارى إلى كنيسة وبالفعل ذهبت لجنة للتفاوض مع المتجمهرين داخل الكنيسة أمس الاول ولكنهم استأنفوا اعمال البناء. أعد الملف: ممدوح حسن ومحمود العربى ومجدى أبوالفتوح