شهد شارع الهرم أحداثا مؤسفة، صباح اليوم الأربعاء، حيث سقط عشرات الجرحى أثناء محاولة أكثر من 1000 مسيحي التظاهر أمام مبنى محافظة الجيزة، احتجاجا على قرار رئيس حي العمرانية بمنع بناء قبة وصليب أعلى مبنى خدمي لتحويله إلى كنيسة لإقامة الشعائر المسيحية، لعدم الحصول على الترخيص اللازم من البلدية. وفى محاولة من أهالى منطقة الهرم بالجيزة لفرض التهدئة، نظم العشرات من المواطنين مسيرة فى شارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، الذى تقع فيه كنيسة العذراء والملاك، مطالبين بتحقيق ما سموه "وحدة الهلال مع الصليب". وكانت الأحداث قد بدأت في السابعة صباحا، واستمرت 3 ساعات، حيث وقعت مصادمات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين أمام مقر المحافظة، بعد محاولة مئات المسيحيين التجمع لإقامة الوقفة الإحتجاجية. شعارات حادة ضد الأمن وشهدت الوقفة شعارات حادة من المتظاهرين ضد الأجهزة الأمنية وإدارة الحي والمحافظة والحكومة، وقاموا بإغلاق شارع الهرم أمام الحركة المرورية، وقذفوا مبنى المحافظة، ومبنى المرور بالحجارة، مما أحدث تلفيات بهما، وأدى لتحطيم غرفة الاستقبال الموجودة أمام مبنى المحافظة.
وعلى الفور، تحركت قوات مديرية أمن الجيزة بقيادة اللواء محسن حفظي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، على رأس قوة كبيرة من الأمن المركزي، التي حاولت دفع المتظاهرين لشوارع جانبية بعيدا عن شارع الهرم، فاشتبك المتظاهرون معها وبادروا بإلقاء الحجارة، فتصدت لهم قوات الأمن المركزي باستخدام القنابل المسيلة للدموع.
وأسفرت الاشتباكات عن فض المظاهرة، بعد إصابة عشرات المواطنين وجنود الأمن المركزي، الذين تم نقلهم إلى مستشفى أم المصريين لتلقي العلاج اللازم، حيث عادت السيولة لوضعها الطبيعي في شارع الهرم وميدان الرماية، ومداخل 6 أكتوبر، والمناطق المحيطة، بعد أن كان المرور قد توقف تماما لمدة 3 ساعات متواصلة وقت ذهاب الموظفين لأعمالهم. مخالفة للدستور والقانون وفى أول تعليق لمحافظ الجيزة على أحداث كنيسة العمرانية التى أسفرت عن إصابة 23 مسيحياً ووفاة آخر، فضلاً عن إصابة 11 فرد أمن، صباح اليوم الأربعاء، قال المحافظ سيد عبد العزيز، إن أزمة كنيسة "العذراء والملاك ميخائيل" بدأت 22 نوفمبر الجارى الساعة الثالثة فجرا، حيث كانت الكاتدرائية والمطرانية بالجيزة قد حصلتا على تصريح ورخصة بناء مبنى خدمى مكون من أرضى و3 أدوار، إلا أنهم خالفوا الرخصة والقانون بتحويله لكنيسة.
وقال عبد العزيز فى المؤتمر الصحفى عقده ظهر اليوم، إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لبحث تطورات الأزمة، إلا أن ظروفه الصحية حالت دون اللقاء به. مضيفا، أنه تم السيطرة على احتجاجات ومظاهرة الأقباط بعد تدخل قوات الأمن بمديرية أمن الجيزة.
وأوضح المحافظ أن التجمهر أسفر عن سقوط عدد من الإصابات من بينهم نائب مدير الأمن والمباحث بالجيزة والجنود، نافيا علمه بسقوط أى قتلى ضمن صفوف المسيحيين المتظاهرين، مؤكداً أن القضية أحيلت للنيابة مدعمة بصور ومستندات لما وقع من اعتداءات من المتظاهرين للتحقيق فيها بعد القبض على عدد من المتظاهرين.
ونفى محافظ الجيزة أن يكون ما حدث اليوم مخططا ومدبرا، واستبعد وجود علاقة بين تلك الأحداث بالانتخابات المقرر إجراؤها الأحد المقبل، وأن كل ما حدث هو ناتج عن مخالفة بسيطة وسهلة يمكن حلها من خلال تحويل المبنى الإدارى إلى كنيسة، وهو ما تم الاتفاق عليه مع القساوسة.
وأشار عبد العزيز إلى أنه شكل لجنة تتكون من كل من السكرتير العام للمحافظة ورئيس المجلس الشعبى المحلى ووكيل وزارة الإسكان وعضو مجلس محلى مسيحى، والتى التقت مع المواطنين منذ يومين وأكدوا لهم أنه لا مشكلة إطلاقا فى بناء الكنيسة، ولكن دون مخالفة القانون، كما طالبتهم اللجنة بتقديم الرسومات الهندسية والرخصة لمساعدتهم خلال أسبوعين لتعديلها - أى الرخصة- لبناء الكنيسة.
وأضاف المحافظ، أن المتظاهرين دفعوا قوات الأمن لاستخدام قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم وهو ما تم بالفعل، وذلك دون التفرقة بين كونهم مسيحيين أو مسلمين.
حجارة ومولوتوف وصرح مصدر أمنى بوزارة الداخلية، بأنه فى صباح اليوم تجمع 3000 شخص من أبناء الطائفة المسيحية أمام مبنى الخدمات التابع لطائفة المسيحيين الأرثوذكس بشارع الإخلاص المطل على الطريق الدائرى بالعمرانية، وذلك فى محاولة منهم لاستكمال أعمال البناء فى المبنى وتحويله إلى مبنى كنسى، رغم عدم الحصول على ترخيص نهائى باستكمال البناء لوجود مخالفات هندسية.
وقال المصدر الأمنى إن تجمع المتظاهرين المسيحيين، استمر على مدار 3 أيام متواصلة لفرض الأمر الواقع وإدخال سيارات نقل محملة بمواد البناء، مستغلين فى ذلك المناخ الانتخابى وتصاعد وتيرة الحملات الدعائية ضد مصر مؤخرا، حسب قوله، رافضين الاستجابة للنصح والتحذير بالالتزام بالإجراءات القانونية المتبعة فى هذا الشأن.
وأضاف المصدر الأمنى: فى تمام الساعة السادسة والنصف صباح اليوم الأربعاء، بادر المتجمعون بتصعيد تحركهم بتسلق مبنى الخدمات وقصف القوات الأمنية المتواجدة بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة وقطع الطريق الدائرى، وتم التنبيه عليهم بالانصراف دون استجابة، واستمروا فى تعديهم على القوات مما اضطر القوات إلى تفريقهم وفتح الطريق باستخدام الغازات المسيلة للدموع، كما تم ضبط 93 شخصا من مثيرى الشغب ومتزعمى التحرك.
وعلى إثر ذلك تجمع 3 آلاف من المسيحيين بصحبة أحد القساوسة أمام ديوان محافظة الجيزة، وقاموا بتعطيل الحركة المرورية بشارع الهرم الرئيسى، مرددين بعض الهتافات الطائفية، وقاموا بإلقاء الحجارة على العقارات السكنية والأبنية وإشارات المرور ومبنى المحافظة، وتم احتواؤهم وصرفهم بالتنسيق مع قيادات الكنيسة.
وأسفرت وقائع التعدى عن إصابة نائب مدير أمن الجيزة، واللواء رئيس قوات الأمن المركزى بالجيزة، وأكثر من 10 ضباط آخرين وعدد من المجندين، كما توفى طالب مسيحى متأثرا بإصابته بطلق نارى من فرد خرطوش بالفخذ، وذلك بعد نقله إلى مستشفى أم المصريين لإسعافه، كما أصيب بعض المتجمهرين ومثيرى الشغب.
ضبط 93 من مثيرى الشغب وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على 93 من مثيرى الشغب فى أحداث كنيسة العمرانية التى وقعت صباح اليوم الأربعاء، فى الوقت الذى وصل فيه عدد من وكلاء النيابة إلى مستشفى أم المصريين لسماع أقوال المصابين البالغ عددهم 23 قبطياً، إضافة إلى 11 آخرين من أفراد الأمن المركزى والشرطة.
كان مئات من المتظاهرين الأقباط، قد اقتحموا صباح اليوم مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم وحطموا سور المحافظة، وذلك فى السابعة والنصف صباحا، كما تجمع العشرات أمام مبنى حى العمرانية، وألقوا الطوب واحتجزوا عدداً من العاملين احتجاجاً على قيام رئيس الحى اللواء محمد حسن حمودة بوقف بناء كنيسة العذراء والملاك بالعمرانية.
وأكد مصدر طبى من داخل المستشفى أن جميع المصابين حالتهم مستقرة، وتتراوح الإصابات فى المجمل بين الكسور والكدمات، والإصابة بخرطوش طلق نارى، مشيراً إلى بدء الطب الشرعى فى إصدار التقرير الطبى الخاص بالمتوفى، والذى لقى مصرعه صباح اليوم قبل الوصول إلى المستشفى، حيث وصل جثة هامدة، على حد وصف المصدر الطبى، مؤكداً أن الطب الشرعى هو الذى سيصرح بدفن الجثة لا المستشفى.
مقتل شخص واحد وقالت مصادر أمنية وطبية لرويترز أن شخصا قتل يوم الأربعاء وأصيب 20 آخرون في اشتباك بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في مدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة غربي القاهرة. فيما قال شهود عيان للبديل أن قتيلين على الأقل سقطا.
وقال مصدر أمني أن قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع لكنيسة بالمحافظة وان المتظاهرين ردوا بقذف القوات بالحجارة.وأضاف أن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين بعد أن أغلقوا لنحو ساعتين شارع الأهرام المؤدي إلى المنطقة الأثرية غربي القاهرة. وقال مصدر طبي أن المصابين نقلوا إلى مستشفى أم المصريين القريب لعلاجهم.
من ناحية أخرى قام اكثر من 200 من المسيحيين المتواجدين بالكنيسة بالتوجه إلي مبني محافظة الجيزة للتظاهر فمنعهم الأمن، وقطعوا شارع خاتم المرسلين بمنطقة نصر الدين لمدة ساعة ووضعوا صناديق القمامة أمام السيارات ومازالت الاشتباكات قائمة حتى الآن.
وقال شهود عيان أن الاشتباكات حالت دون وصول عدد كبير من الأطفال على مدارسهم بينما أغلقت بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال معلنة عن أجازة خوفا من تصاعد الأحداث.
وكان عدد من أهالي العمرانية قد بدءوا في التوافد على كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل منذ ثلاثة أيام بعد تردد أنباء عن الخلافات بين الحي ورعاة الكنيسة حول أعمال البناء الجديدة في الملحق الإداري التابع لها وشارك المعتصمون في أعمال البناء بعد أن قامت قوات الأمن بالتحفظ على سيارات المواد الخراسانية الجاهزة ومنع دخول أية سيارات لمواد البناء شارع الإخلاص الذي تقع فيه الكنيسة.
وفي محاولة منهم لاستيعاب الغضب قام الأهالي بتعليق لافتة كبيرة للرئيس مبارك يعلوه الملاك ميخائيل والسيدة العذراء ومكتوباَ عليها "مطرانيه الجيزة كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل والسيدة العذراء.. شعب الإخلاص بالعمرانية يؤيدون راعى الوحدة الوطنية وقائد مسيرة السلام, بنحبك يا رئيس كل المصريين ونؤيد خطوات الحزب الوطني" وموقعة هذه اللافتة باسم شعب الكنيسة.
وكان سمير بهنان أحد المسيحيين المتواجدين بالكنيسة قد قال لموقع "أقباط متحدون" أن المحافظ طالب الآباء الكهنة بإرسال التعديلات الجديدة وتقديم طلباَ رسميا بها ليحصلوا على الموافقة, إلا أنهم لا يملكون الوقت لتلك الإجراءات ومما ساعد على ذلك عدم تواجد الأنبا ثيئودوسيوس أسقف عام الجيزة داخل مصر لأنه متواجد الآن في ألمانيا.
اقتحام مبنى المحافظة رد فعل طبيعى من جانبه، قال نجيب جبرائيل رئيس ما يسمى "منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان"، إن اقتحام المسيحيين لمبنى محافظة الجيزة وإحداث تلفيات به هو "رد فعل طبيعى" بسبب ما وصفه ب"اعتداءات الأمن عليهم فى السادسة صباحا"، مشيرا إلى أن 16 سيارة أمن مركزى بمديرية أمن الجيزة اقتحمت كنيسة العمرانية فى السادسة صباحا واستخدمت الرصاص المطاط على الأقباط، بالمخالفة للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، حسب قوله.
وأضاف جبرائيل إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود خلال الساعات القليلة المقبلة، يطالب فيه بالتحقيق العاجل فى الواقعة.
وكان المئات من المتظاهرين المسيحيين قد اقتحموا مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم، وقاموا بتكسير سور المحافظة، وذلك فى السابعة والنصف صباحا، كما تجمع العشرات أمام مبنى حى العمرانية وقاموا بإلقاء الطوب واحتجاز العاملين احتجاجا على قيام رئيس الحى اللواء محمد حسن حمودة بوقف بناء كنيسة العذراء ملاك بالعمرانية.
تسريح طلاب المدارس بشارع الهرم وتسببت الاشتباكات التى وقعت بين الأمن ومتظاهرين أقباط، صباح اليوم، أمام ديوان محافظة الجيزة فى إنهاء اليوم الدراسى مبكراً بالنسبة لطلاب المدارس الواقعة فى شارع الهرم.
وأكد العشرات من الطلاب، أن مدراء المدارس منحوهم تعليمات بالخروج منها والتوجه فوراً إلى منازلهم خشية التعرض لأى أضرار جراء الاشتباكات، وقال مصدر بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، أن المدارس الواقعة بشارع الهرم بين "نصر الدين" و"ديوان المحافظة" اضطرت إلى إنهاء اليوم الدراسى وتسريح الطلاب والطالبات بعدما سيطرت عليهم حالة من الذعر نتيجة سماع صوت الطلقات النارية.
استدعاء 5 قساوسة ومأمور العمرانية وفى شأن متصل، طلبت نيابة العمرانية استدعاء 5 قساوسة ومأمور قسم العمرانية للاستماع إلى أقوالهم، كما طلبت تحريات المباحث حول واقعة تجمهر مسيحيين على الطريق الدائرى، احتجاجاً على قرار وقف أعمال البناء بكنيسة "العذراء والملاك" بالعمرانية، فى محافظة الجيزة. فيما أكدت مصادر كنسية استمرار أعمال البناء بشكل يدوى نظرا لحصار قوات الشرطة للكنيسة.
واستمعت النيابة، أمس، إلى أقوال مهندس جهاز التنظيم الذى قال إن القائمين على أعمال البناء حولوه إلى كنيسة رغم أن ترخيصه صادر باعتباره "مجمع خدمات"، وأضاف "أرسلت إنذاراً بإزالة التعديات فامتنعوا عن التنفيذ وتجمهر عدد من الأقباط لمنع مسئولى الحى وفريق الشرطة من ممارسة عملهم".
كما أدلى 3 من ضباط الشرطة بأقوالهم فى التحقيقات التى باشرها ياسر عبداللطيف، وكيل أول النيابة، بإشراف محمد القاضى، رئيس النيابة، مؤكدين أن عدداً من المواطنين قطعوا الطريق الدائرى لمدة ساعة مما عطل حركة سير المرور.
ومن ناحية أخرى، أكد مصدر كنسى بكنيسة "العذراء والملاك" بحى العمرانية أن أعمال البناء مستمرة بالكنيسة ولكن بشكل يدوى دون آلات، نظراً لمحاصرة الأمن للكنيسة من جميع الجهات. وفى محاولة من أهالى منطقة الهرم بالجيزة لفرض التهدئة، نظم العشرات من المواطنين مسيرة فى شارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، الذى تقع فيه كنيسة العذراء والملاك، مطالبين بتحقيق ما سموه "وحدة الهلال مع الصليب".
محاولات لاحتواء الأزمة من ناحية أخرى، وفى محاولة من أهالى منطقة الهرم بالجيزة لفرض التهدئة، نظم العشرات من المواطنين مسيرة فى شارع الإخلاص الموازى للطريق الدائرى، الذى تقع فيه كنيسة العذراء والملاك، مطالبين بتحقيق ما سموه "وحدة الهلال مع الصليب".
ودعا المشاركون فى المسيرة إلى وقف أى اشتباكات بين المسيحيين والأمن، داعين المسيحيين إلى مشاركتهم فى المسيرة، والتى بدت مقابِلَة لمظاهرة نظمها مسيحيون غاضبون بعد سقوط مصابين وقتيل فى اشتباكات وقعت صباح اليوم أمام ديوان محافظة الجيزة.
وعلى صعيد تهدئة الأجواء، زارت، مساء أمس الأول، لجنة من محافظة الجيزة كنيسة "العذراء والملاك" لبحث أعمال البناء بالكنيسة. وصرح عيد زكى برنابا، عضو اللجنة بأن اللجنة عاينت الإنشاءات، مشيراً إلى أن اجتماع قيادات الكنيسة مع المحافظ توصل إلى حل للأزمة، وتعهدت الكنيسة بتعديل الرسومات المخالفة.