بدا 20 مليون طالبا وطالبة عامهم الدراسي وسط حالة من التخبط تعانيها وزارة التربية والتعليم، بسبب حزمة من المشكلات أبرزها عدم الانتهاء من أعمال الصيانة في عدد كبير من المدارس، وغياب الكتاب الدراسي، وبعض حالات البلطجة والحوادث داخل أسوار. 650 مدرسة تحت الصيانة و1900 آيلة للسقوط مطلوب 240 فصلاً لحل مشكلة الكثافة تسببت مشكلة صيانات المدارس التي لم تكتمل في إعلان هيئة الأبنية التعليمة استكمال الصيانات في 647 مدرسة خلال التيرم الأول من العام الدراسي الجديد، في وقت كانت حوادث الاعتداءات علي المعلمين والبلطجة السمة الأبرز في الأسبوع الدراسي الأول، وشهدت مدرسة رفاعة الطهطاوي بإدارة شمال الجيزة التعليمية الحادث الأشهر، حيث تم الاعتداء علي مديرة المدرسة من جانب أحد أولياء الأمور. حيث أصرت ولية أمر طالبة علي الدخول إلي الفصل مع ابنتها، التي تدرس بالصف الأول الابتدائي، فقالت لها المديرة "ممنوع دخول أولياء الأمور للفصول"، ما أغضب ولية الأمر وجعلها تضرب مديرة المدرسة وتشدها من حجابها. كما اقتحم مجهولون مدرسة بني الهلال بالقوصية بمحافظة أسيوط واعتدوا علي المعلمين بالضرب بالشوم والسلاح الأبيض، لأن المعتدين لهم أرض مجاورة للمدرسة قاموا بتنظيفها وإلقاء القمامة داخل المدرسة، ما أغضب عامل الخدمات بالمدرسة وجعله يعاتبهم فدخلوا جميعا في مشادة كلامية ثم انقلبت المشادة إلي اعتداء بالضرب علي عامل المدرسة. وبحسب أحد المعلمين في المدرسة فإنه عندما حاول المعلمون إنقاذ العامل وتعنيفهم تعرضوا أيضاً للضرب ثم صعدوا إلي مكتب مدير المدرسة وكسروا زجاجه، ما أفزع الطلاب. وفيما يتعلق بالصيانات حصلت "آخرساعة" علي إحصائية رسمية لهيئة الأبنية التعليمية تؤكد أن عدد المباني المدرسية الجديدة التي ستدخل الخدمة التعليمية العام الدراسي الجديد 2015 /2016 بلغ 189 مدرسة جديدة إلي جانب إجراء توسعات لرفع الطاقة الاستيعابية ل 187 مدرسة أخري كما أوضحت أنها قامت بتزويد المدارس بعدد 104 آلاف و390 تختة للعام الدراسي الجديد . وتوضح الإحصائية أن العدد الاجمالي للفصول المطلوب توفيرها حتي نهاية عام 2016 - 2017، لتحسين الخدمة التعليمية المقدمة بجميع المحافظات يقدر ب240 فصلا. وعن عدد الفصول التي تحتاجها كل محافظة علي حدة أوضح التقرير أن : محافظة القاهرة تحتاج 17122 فصلا والإسكندرية تحتاج 11232 فصلا، وبورسعيد تحتاج 1017 فصلا، والسويس تحتاج 1056 فصلا، ودمياط تحتاج 3684 فصلا، والدقهلية تحتاج 13686 فصلا، والشرقية تحتاج 18855 فصلا، والقليوبية تحتاج 13169 فصلا، وكفر الشيخ تحتاج 8686 فصلا، والغربية تحتاج 12428 فصلا، والمنوفية تحتاج 10470 فصلا، والبحيرة تحتاج 17870 فصلا، والإسماعيلية تحتاج 2463 فصل، والجيزة تحتاج 19424 فصل، وبني سويف تحتاج 7523 فصلا ، والفيوم تحتاج 8729 فصلا، والمنيا تحتاج 19449 فصلاً، وأسيوط تحتاج 15719 فصلا، وسوهاج تحتاج 16071 فصلا، وقنا تحتاج 10410 فصول، وأسوان تحتاج 3849 فصلا، والبحر الأحمر تحتاج 702 فصل، والوادي الجديد تحتاج 728 فصلا، ومطروح تحتاج 997 فصلا، وشمال سيناء تحتاج 1037 فصلا، وجنوب سيناء 263 فصلا، والأقصر تحتاج 3518 فصلا. وقال التقرير إنه لابد من توفير الأراضي الصالحة لإنشاء المباني المدرسية في المناطق المحرومة من التعليم، ولابد من توفير مبلغ 52 مليار جنيه كتمويل لإنشاء العدد المطلوب من الفصول. أما عن المدارس التي لن تستطيع الهيئة إنهاء أعمال صيانتها قبل بدء الدراسة، فبلغ عددها 647 مدرسة علي مستوي الجمهورية، مشيراً إلي أنه سيتم استكمال اعمال صيانتها أثناء سير الدراسة مع اتخاذ جميع أحتياطات الأمان حرصاً علي استمرار العملية التعليمية وسلامة الطلاب. وأوضح التقرير أن عدد المدارس التي سيتم استكمال صيانتها أثناء الدراسة 93 مدرسة في القاهرة، و57 بالإسكندرية، 27 في بورسعيد، 5 بالسويس، 40 بدمياط، و220 بالدقهلية، 60 بالشرقية، 70 بالقليوبية، 32 بكفر الشيخ، 32 في الغربية، 52 بالمنوفية، 41 بالبحيرة، 70 بالإسماعيلية، 25 بالجيزة، 21 ببني سويف، 15 بالفيوم، 103 بالمنيا ، 9 بأسيوط، 9 بقنا، 10 بأسوان، 11 بالوادي الجديد، 5 بجنوب سيناء و4 مدارس بالأقصر. وأشار تقرير الأبنية التعليمية إلي أن هناك 1900 مدرسة مصنفة بذات الخطورة الداهمة قامت كليات الهندسة المكلفة من وزارة الإسكان بمعاينتها، مشيرا إلي أنه تم إسناد ما يزيد علي 300 مدرسة لأعمال المقاولات كما تم تخصيص 300 مليون جنيه من ميزانية الهيئة لأعمال الصيانة الشاملة والمدارس المصنفة بذات الخطورة الداهمة، إضافة إلي 600 مليون جنيه من صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية. وتوصلت "آخرساعة" لبعض الكوارث التي سبّبها عدم الانتهاء من صيانات المدارس وزيادة الكثافات داخل الفصول ففي مدرسة مغاغة الثانوية بنات اضطرت إدارة المدرسة لبناء فصلين من الخشب داخل فناء المدرسة لطلاب الصف الثالث الثانوي وذلك بعد أن وجدت الإدارة نفسها في مأزق بسبب حضور طلاب الصف الثالث إلي المدرسة لتطبيق درجات الحضور والسلوك وهو مالم يكن معتاداً خلال الأعوام الماضية. وقالت إحدي الطالبات بالمدرسة ل"آخرساعة" إن كثافة الفصل في الصف الأول والثاني الثانوي تصل إلي 90 طالبة أما في الصف الثالث الثانوي فتصل كثافة الفصل إلي 120 طالبة مشيرة إلي أن الفصول غير آدمية بالمرة ومن الممكن أن تسقط علي الطلاب في أي وقت وتحديداً في فصل الشتاء حيث الأمطار، كما أن الخشب لايحمي من حرارة الشمس وتحديداَ في ظل عدم وجود مراوح داخل الفصول. كما تسببت حالة عدم الانتهاء من الصيانات في عملية أشبه بعملية التهجير من المدارس إلي أخري بديلة لها حتي الانتهاء من صيانتها وهو ما حدث مع مدرسة "دار السعادة التجريبية لغات"، التابعة لإدارة وسط القاهرة، حيث تم نقل الطلاب إلي مدرسة أحمد عرابي الفكرية وهي مخصصة لطلاب من ذوي الاحتياحات الخاصة، وذلك بعد أن تم نقلهم الأسبوع الماضي إلي مدرسة أخري مجاوره لها والكارثة أنها كانت بحاجة إلي الصيانة أيضاً. مشكلة أخري زادت من حدة فوضي العام الدراسي الجديد تمثلت في عدم وجود الكتب المدرسية وذلك بعد تأخر طبع الكتب وهو ما حذرت منه "آخرساعة" منذ شهرين تقريباً وذلك بسبب التأخير في عملية تأليف كتب المرحلة الثانوية والتي تم تغيير عدد كبير منها مع بداية العام الدراسي الحالي. كشف مصدر مسئول من داخل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أن كتب اللغة الفرنسية واللغة الألمانية واللغة الإيطالية الخاصة بمراحل التعليم الثانوي لم تصل إلي المدارس حتي الآن، مشيراً إلي أنه من المتوقع أن تصل للطلاب خلال الأسبوع القادم. كما أكد مصدر مسئول من داخل إحدي الإدارات التعليمية بالجيزة أن معظم كتب المرحلة الثانوية بالتعليم العام وأيضا كتب التعليم الفني لم تصل من الوزارة لمدارس الجيزة حتي الآن. عدم وجود الكتب داخل المدارس وكذلك بيعها لأولياء الأمور بأسعار مرتفعة في المدارس التجريبية والخاصة جعل أولياء الأمور يتوجهون إلي إدارة المشتريات بمبني قطاع الكتب بفيصل وهو ما تسبب في حالة من التكدس الشديد من المئات من أولياء أمور الطلاب الذين اصطفوا منذ بداية العام الدراسي وحتي بداية الأسبوع الحالي في طوابير طويلة للحصول علي الكتب المدرسية. وتمكنت "آخرساعة" من الدخول إلي مبني قطاع الكتب ووجدت حالة من الفوضي والتكدس الشديد علي شراء الكتب في ظاهرة تنتشر بشدة هذا العام وقال أحد أولياء الأمور إن لجوءهم إلي قطاع الكتب سببه أن هذه الكتب تباع في المدارس التجريبية والخاصة بأسعار مرتفعة، أما بالنسبة لمدارس الحكومة فلم تصل لها بعض الكتب أصلا حتي الآن. الجدير بالذكر أن الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم كان قد أكد لجميع وسائل الإعلام، الانتهاء من طباعة أكثر من 90% من الكتب الدراسية ، وأنه تم تسليم 85% منها إلي المديريات.