تغيير وزاري محدود، أين المشكلة، التغيير في الأشخاص ليس هو الحل، التغيير الحقيقي في الفكر، وفي التوجه وفي الرغبة في الإنجاز الحقيقي، من أجل علاج المشاكل الاقتصادية والفنية والمستعصية، والقضاء علي رواسب الماضي، وكيفية تحريك الاقتصاد الراكد، وتطوير مؤسسات الدولة في كافة المناحي، أمور تحتاج الي رؤية ودراية، نحن في حاجة ماسة لوزراء لديهم القدرة علي رفع المعاناة عن الغلابة وهم كثر، خاصة أن المشكلات والأزمات لم تتغير، وصارت معروفة للقاصي والداني، أزمات موسمية أحيانا، ومستعصية في كثير من الأحيان، وأكاد أجزم أن التغيير لم يأت بجديد، أقول ذلك ليس من باب التشاؤم، ولكن من خلال محددات أضعها أمامي وأنا أتابع أي تغيير وزاري، فالوزير في كل تغيير يبدأ مشواره الوزاري بالتصريحات، سأفعل كذا، تصريحات لزوم الظهور الاعلامي، ويتبعها بإقصاء مستشاري ومعاوني الوزير الذي سبقه، أو ما يطلق عليهم رجال الوزير السابق في الوزارة، قبل أن يتعامل معهم ويتعرف علي قدراتهم وأفكارهم، طبيعة مصرية تمتد لعصر الفراعنة يجب القضاء عليها، وهذا للأسف ما حدث من خلال ماهو منشور في الصحف، كنت أتمني ألا يبدأ الوزراء مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات كسابقيهم، فمصر والمصريون في حاجة الآن إلي أفعال، من خلال وزراء لديهم القدرة علي الإدارة القوية والتدبير الحكيم، وزراء قادرين علي إحداث تغيير جذري كل في قطاعه، ولن يتأتي ذلك إلا برؤي استراتيجية وليس برؤية الوزير الشخصية، وزراء يتعرفون علي المشكلات قبل أن يدلوا بالتصريحات، وزراء قادرون علي العبور بالوطن إلي بر الأمان، وزراء لديهم القدرة علي استلهام الهدف الذي نزل من أجله الملايين من المصريين إلي الشوارع مطالبين بالتغيير، وزراء لا يجلسون في مكاتبهم، وزراء يغيرون طريقة العمل في وزاراتهم، علي أساس هيكلي وقانوني، بعيدا عن الأهواء، وزراء يبدأون علي الفور في تجهيز صف ثان في وزاراتهم،المهمة صعبة وثقيلة، أتمني علي من قبلها أن يكون كفؤا لها.