أيا كانت النتيجة التي سيسفر عنها التشكيل الوزاري الجديد، علي الجميع أن يدرك أن التغيير في الأشخاص ليس هو الحل، وأن التغيير الحقيقي يكون في الفكر، وفي التوجه وفي الرغبة في الإنجاز الحقيقي، علاج المشاكل الاقتصادية والفنية والمستعصية، والقضاء علي رواسب الماضي، وفتح حوار مجتمعي حول مستقبل مصر بعد الثورة، وكيفية تحريك الاقتصاد الراكد، وإلقاء الضوء علي وسائل النهوض بالتعليم والصحة، وتطوير مؤسسات الدولة في كافة المناحي، أمور تحتاج الي رؤية ودراية افتقدتها الحكومات السابقة، نحن في حاجة ماسة لحكومة لديها القدرة علي رفع المعاناة عن الغلابة وهم كثر، وأكاد أجزم أن هؤلاء الغلابة هم الذين نفد رصيدهم من الصبر ونزلوا إلي الشوارع مطالبين بالتغيير، نحن في حاجة إلي حكومة إنقاذ بمعني الكلمة، فمصر في هذا الوقت بالتحديد، تحتاج إلي أفعال سريعة وحاسمة، ومطلوب من الوزراء الجدد أن يعتبروا بالحكمة التي تقول: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، فمهمة الإنقاذ حتي وإن كانت لفترة انتقالية، في أي مجال تحتاج إلي دراية وحنكة وفهم وحسم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأتمني وأدعو الله ونحن في الشهر الكريم، أن لا يبدأ الوزراء مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات كسابقيهم، فمصر والمصريون في حاجة الآن إلي أفعال، نريد حكومة تتميز بالقدرة علي الإدارة القوية والتدبير الحكيم، نريد وزراء قادرين علي إحداث تغيير جذري كل في قطاعه، ولن يتأتي ذلك إلا برؤي استراتيجية وليس برؤية الوزير الشخصية، نريد وزراء يتعرفون علي المشكلات قبل أن يدلوا بالتصريحات، وزراء قادرون علي العبور بالوطن إلي بر الأمان، وزراء لديهم القدرة علي استلهام الهدف الذي نزل من أجله الملايين من المصريين إلي الشوارع مطالبين بالتغيير، وزراء لا يجلسون في مكاتبهم، وزراء يغيرون طريقة العمل في وزاراتهم، علي أساس هيكلي وقانوني، بعيدا عن الأهواء، وزراء يبدأون علي الفور في تجهيز صف ثان في وزاراتهم، أعرف أن المهمة صعبة وثقيلة، لذا علي من يقبلها أن يكون كفؤا لها، نريدها بالفعل حكومة كفاءات.ٍ