كشف حادث البدرشين أن المشكلة ليست في تغيير وزير بوزير، استقالة وزير النقل السابق في حادث أسيوط لم تكن هي الحل، فالتغيير الحقيقي يكون في الفكر لا في الأشخاص، علاج المشاكل الاقتصادية والفنية والمستعصية، والقضاء علي رواسب الماضي، وفتح حوار مجتمعي حول مستقبل مصر بعد الثورة، وكيفية تحريك الاقتصاد الراكد، وإلقاء الضوء علي وسائل النهوض بالتعليم والصحة، وتطوير مؤسسات الدولة في كافة المناحي، أمور تحتاج الي رؤية ودراية تفتقدها الحكومة الحالية، حكومة تتعامل من وجهة نظري، مع علاج كافة القضايا المطروحة علي الساحة، بنفس أسلوب النظام السابق، حكومة عاجزة عن تقديم رؤية واضحة، تقدم بها حلولا عاجلة للتحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكيف يكون لديها ذلك وهي حكومة بعيدة كل البعد عن مشاكل المواطنين، أقول ذلك ولدي من الأسباب الكثير: الدولار يرتفع أمام الجنيه، والتصريحات الحكومية مجرد تطمينات، لا تسمن ولا تغني من جوع، والدولار يواصل الارتفاع، جولة لرئيس الوزراء يتفقد فيها مجمع للمخابز، وعندما يسأل عن رأيه في رغيف الخبز يرد "يا بخت الغلابة"، نفس أسلوب الحكومات السابقة جولات يعد لها مسبقا لإيهام المسئول أن كل شيء علي مايرام، تصريحات عن تحرير سعر الدقيق، وأن الفرد سيكون نصيبه ثلاثة أرغفة في اليوم، رغم أن الغلابة الذين يتحدث عنهم رئيس الحكومة وجبتهم الرئيسية من الخبز لا من أي شيء آخر، عيش وملح، إن وجدوا الملح، ملاحقة الباعة الجائلين بأسلوب "القط والفار"، وبمجرد انتهاء الحملات وتصوير المسئولين والنشر في الصحف تعود ريمة لعادتها القديمة، دون حلول عملية لتسكينهم بشكل يليق بحضارة مصر، ويرفع المعاناه عن هذه الفئة التي عاشت مهمشة في ظل حكومات ماقبل الثورة، حكومة تتعامل بهذا الأسلوب حكومة لا تدرك خطورة الموقف، حكومة لا تعي أن هؤلاء الغلابة، قد ينفد رصيدهم من الصبر، ومن الحلم، حكومة لا تعلم ماذا يمكن أن يفعل الحليم إذا غضب، عليها أن تترك الساحة لمن يستطيع أن يدفع بالوطن للأمام.