أهم ما يميز وزراء حكومة الإنقاذ الوطني، أنهم يسيرون علي نهج سابقيهم، في مختلف الحكومات المتعاقبة، يبدأون مشوارهم الوزاري بالتصريحات والبيانات، بمجرد حلف اليمين، وحتي قبل أن يجلسوا إلي مكاتبهم، بدلا من اجتماعهم دون ضجيج وتصريحات، مع قيادات الوزارة وممثليها في المحافظات واستمعوا وتعرفوا علي المشاكل علي أرض الواقع وطلبوا منهم إبداء الرأي وتقديم الحلول، بدلا من الجلوس أمام كاميرات التليفزيون وعدسات المصورين، فهل هي شهوة الكلام وحب الظهور ، أم سطوة الإعلام أم لزوم الوجاهة الوزارية؟
والغريب أن كل التصريحات تتميز بعبارات فضفاضة، قيلت أكثر من مرة، فوزارة البيئة تنتظر ملفات ساخنة علي رأسها حرق قش الأرز، والتعدي علي نهر النيل، وبحث الشكاوي المتكررة من عوادم ومخلفات المصانع المنتشرة بالكتل السكنية، ووزارة الثقافة يقع علي عاتقها دور كبير في تغيير المفاهيم المجتمعية، لتأكيد لغة الحوار بدلا من الصدام، وتعزيز المفاهيم الإيجابية التي تبني ولا تهدم، ووزارة التنمية المحلية ستتخذ الإجراءات القانونية العاجلة والرادعة ضد أصحاب المخالفات بالتعدي علي الأراضي الزراعية، مع محاسبة المقصرين في المحليات، هذه نماذج ولن أسترسل، فالتصريحات قديمة ومكررة، والمواطن العادي يعرف أنها تصريحات للاستهلاك المحلي، فإذا كان ذلك مقبولا من قبل، في إطار أن الوزير مازال يتعرف علي المشاكل وأنه يحتاج لوقت،
فالأمر الآن مختلف، فالحكومة أطلق عليها حكومة الإنقاذ، ومعني ذلك أن هناك أزمات مستعصية وأن مصر العظيمة في حاجة ماسة إلي منقذين، وليس إلي معلقين لمباريات كرة القدم، ناهيك عن أن حكومة الإنقاذ الوطني محدودة المدة، ومهمتها جد خطيرة، فمصر في هذا الوقت بالتحديد، تحتاج إلي أفعال سريعة وحاسمة، لذلك مطلوب من وزراء حكومة الإنقاذ الوطني، أن يعتبروا بالحكمة التي تقول: "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فمهمة الإنقاذ في أي مجال تحتاج إلي دراية وحنكة وفهم وحسم في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فلو أن غريقا في البحر وقف الغطاسون علي الشط يتحدثون لوسائل الإعلام ماذا ستكون النتيجة، ولا ننسي ما حدث مع رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق عندما غرق في لقاءات مع القنوات الفضائية طوال الليالي، وكانت النتيجة أن أفقدته مكانته وضيعت وزارته، أخشي أن أردد مقولة المتشائمين دائما: مفيش فايدة، أو كما يقول بلدياتي: أحمد زي الحاج أحمد