تجربة مسرحية مهمة تعرض حاليا داخل مسرح الطليعة، المؤلفة صفاء البيلي اختارت ثلاثة أحداث لأنطونيو وكليوباترا، وعطيل وديدمونة، وشفيقة ومتولي، لتعيد من خلالهم رؤية الحدث الواحد من خلال عدة وجوه، ليس كما فعل بيراندللو في مسرحيته الشهيرة ست شخصيات تبحث عن مؤلف، عندما قدم الحقيقة من خلال عدة شخوص، لكنها اختارت أن تقدم رؤيتها الخاصة للأحداث من خلال رؤية تتفاوت بين المعقول واللامعقول، السخرية والجدية، المبالغة والالتزام، وفي كل الأحوال تحررت من السياق التاريخي والدرامي السابق، تتفق أو تختلف مع الرؤية المتعددة التي تطرحها، لكن العرض يقدم حالة من الإبهار الفني، من خلال السينوغرافيا ورؤية المخرج محمد علام، ومجموعة الممثلين الموهوبين، الذين يتنقلون بين الشخوص المختلفة، والحالات التمثيلية المتعددة بسلاسة وبساطة وجمال وصدق، ويقدمون حالة فنية شديدة التماسك مع المنهج الإخراجي للفنان الألماني بريخت، العرض يقدم حلولا فنية وجمالية، تعتمد علي أداء الممثل ولياقته البدنية والفنية، وخيال المخرج وقدرته علي التشكيل في الفراغ، العرض تجربة جديرة بالمشاهدة، تؤكد قدرة شباب المسرح علي صناعة تيار جديد، ربما يعيد الجمهور للمسرح الجاد.