ديوهات شكسبير الدرامية تتجسد بخفة دم السبتية

روميو وجوليت .. عطيل وديدمونة ..هاملت واوفيليا .. انطونيو وكليوباترا .. ديوهات شكسبير االشهيرة المليئة بدراما الحب والعشق والحرب ,من أكثر القصص الدرامية المؤثرة في كينونة عشاق المسرح ولكنها للأسف تنتهي جميعا بمتشابهات النهايات ألا وهي موت الحبيب أو الحبيبة في نهاية القصة مع اختلاف حبكتها الدرامية .
إلا أن المخرج أحمد الأباصيري ضرب بمباديء تلك الحبكة عرض الحائط عندما خلط دماء هذه الشخصيات المحبوبة بروح وخفة دم المناطق الشعبية المصرية وأبرزها السبتية لتترامى الافيهات والكوميديا المسرحية الخفيفة طوال العرض المسرحي ليكسر حائط المسرح الرابع الذي يفصله عن الجمهور ليعد من أكثر عروض مهرجان افاق المسرحي قبولا واستحسانا لدى الجماهير.
جعل الأباصيري من تلك الشخصيات مجرد خيالات تتجسد في عقلية مؤلف مشهور مهووس بكتابات شكسبير إلا ان موت حبيبته منذ خمسة عشر عاما حطم من مباديء عقله وشهرته وجعله يأوي الى شقته المهجورة ليعيش مع خيالات الشخصيات الشكسبيرية التي تحاول اقناعه بتغيير مجرى نهايات قصصها لكي يتمكن كل ثنائي من ديوهات شكسبير من الزواج في نهاية قصة الحب المأساوية .
في حين تتصاعد الأحداث بدخول شخصية أمل حبيبة المؤلف المتوفاة والتي تنضم لخيوط دراما العرض بمحاولتها المستمرة باقناعه بالتقدم لأخيها أحمد لطلب يدها ولكن الشخصيات تشترط عليه لكي تساعده في الزواج من أمل أن يغير الأخير من نهايات قصصهم. ومن هنا تبدأ حبكة العرض الكوميدية وسط خفة دم الممثلين واستحسان الجمهور الذي لم يتوقف لحظة عن الضحك والتسقيف الحار .إلا أن كل هذا الجو المضحك الخفيف ينقلب في لحظة تراجيدية ولا أروع عندما يهب أحمد أخو أمل لبيت المؤلف ليعطيه دواء الهلوسة اليومي ويخبره بحقيقة موت أمل منذ خمسة عشر عاما ليصدم الجمهور بحائط المفاجأة ليكتشف بأن كل هذه الشخصيات وحتى أمل مجرد تهيئات من خيال المؤلف نتيجة صدمته النفسية لموت حبيبته غير أنها تتكرر بنفس المنوال بشكل يومي نظرا لإهماله تناول دواء الهلوسة
ليكون بذلك عرض شكسبير من السبتية بكل المقاييس عرضا ناجحا سواء دراميا أو تمثيليا وحتى استحسانيا من الجمهور ليثبت خلالها أحمد الأباصيري جدارته بتأليفه هذا النص الاستثنائي بجانب رؤيته الإخراجية الممتعة .
والعرض المسرحي من تقديم فرقة سايكو المسرحية وشارك في التمثيل كل من ( ياسمين فرغلي – مصطفى شيتوس - نوال العدل - لؤي عبد السميع - خالد كامل – أحمد الأباصيري – شاهندا على – ريهام حسن – محمد صفاء –عمرو على – وسنوفل دياب )
والاعداد الموسيقي لأحمد خالد وإضاءة هبة حسن والمخرج المنفذ هاني ماهر ومن تأليف وإخراج أحمد الأباصيري .