ارتبطت بزميلتي في الجامعة واتفقنا علي الزواج فور تخرجنا في كلية الهندسة. كنت أري فيها نموذجا للفتاة المثالية جميلة هادئة متفوقة خجولة. لذلك أسرعت بالتقدم لها فور تخرجي ونجاحي في الحصول علي عمل يضمن لي دخلا مناسبا. ولحسن الحظ التحقت هي أيضا بنفس الشركة التي أعمل بها.. كنت أشعر أن نظرات الجميع تحسدنا علي هذه العلاقة. كان ذلك قبل أن تنقلب حياتي رأسا علي عقب بعدما اقتحمت مشاعري زميلة أخري. كانت علي النقيض من خطيبتي في كل شيء. كانت أقل جمالا لكنها أكثر جرأة وقدرة علي إبراز أنوثتها واستغلالها في جذب الآخرين لها. ولم يكن نجاحها في الإيقاع بي صعبا رغم حبي لخطيبتي. فسخت خطبتي وأسرعت بخطبة الأخري ولم أستجب لتحذيرات زملائي وليتني فعلت. لم تمض شهور قليلة علي ارتباطي بالأخري حتي اكتشفت سوء أخلاقها. تركتها وشعرت أن الله عاقبني علي مافعلته بخطيبتي الأولي التي بدت كملاك لم أعرف قدرها إلا بعد أن ضاعت من يدي . حاولت الاتصال بها مبديا أسفي لكنها رفضت.. مازلت أحاول لكني لاأدري هل يمكن أن تكلل محاولاتي بالنجاح أم أنها ستذهب سدي ؟ لصاحب هذه الرسالة أقول: ليس كل مايلمع ذهبا ومع ذلك كثيرا ما ينخدع الإنسان فيه . بهرتك تلك الفتاة بجاذبيتها المتعمدة وأعمتك عن إدراك زيف بريقها وقبح مابداخلها . وللأسف جاء اكتشافك لحقيقتها متأخرا ومع ذلك عليك أن تحمد الله علي أنك لم تنخدع فيها طوال حياتك وإن كان الأمر كلفك أيضا خسارة خطيبتك . التي يبدو موقفها من رفض الرجوع إليك أمرا طبيعيا بعدما فقدت الثقة فيك فالشرخ الذي حدث لايسهل إصلاحه. لن أنصحك بعدم تكرار المحاولة فالأمر يستحق منك فعل المستحيل. عموما هي تجربة ربما تكون قاسية لكننا لانتعلم إلا من آلامنا وأخطائنا . يكفيك أنك أدركت الفرق بين الغث والثمين.