في مقابلة مع قناة »سي.بي.إن» الدينية الأمريكية، قالت »سارة ساندرز»، المتحدثة باسم البيت الأبيض، ان الإرادة الإلهية هي التي اختارت دونالد ترامب لكي يكون رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية!! واضافت انها تعتقد أن الرب يوجهنا جميعا للقيام بأدوار مختلفة في أوقات مختلفة، ولما كان الرب قد أراد أن يصبح ترامب رئيسا.. فهو يشغل هذا الموقع الآن!! وقد أعاد هذا التصريح إلي ذاكرتي ما كان يقوله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عن نفسه، وهو ان الله قد اختاره لأداء »مهمة إلهية» تنقذ البشرية مما تعانيه من شرور»!» فقد كان بوش يري أن العالم مكان خطر، وأن علي الولاياتالمتحدة ان تستخدم قوتها »حتي يكون العالم أقل خطرا.. وفي حالة أفضل»! ولم يكن الرئيس بوش وحده الذي يؤمن بهذا الاعتقاد الديني - السياسي، فالجنرال وليام بويكين، نائب وزير الدفاع لشئون المخابرات الحربية، ألقي -وهو يرتدي الزي العسكري- عظة دينية بمدينة »بروكن أرو» في أوكلاهوما في عام 2003، ليقول فيها: »اننا نواجه عدوا دينيا لا يمكن هزيمته إلا إذا خضنا الحرب ضده باسم المسيح.. علما بأن المسيح قال: »أحبوا اعداءكم»، غير ان مسيح الإدارة الأمريكية أصبح »رامبو».. شكلا وثقافة وعقيدة. أما العدو الذي يشير إليه الجنرال، فهو كل من يقف في وجه الهيمنة الأمريكية المنفردة والمطلقة علي العالم -والتي بدأت تتصدع منذ سنوات- كما ان الجنرال كان حريصا علي إشعال فتيل صراع الأديان وتقسيم العالم -بنفس طريقة أسامة بن لادن زعيم تنظيم »القاعدة» الإرهابي - إلي »محور الشر» و»محور الخير» أو -بلغة بن لادن- »فسطاط الايمان» و»فسطاط الكفر»! ألا تذكرنا كلمات الدجل والشعوذة هذه بما كان يسود عصور الظلام في أوروبا القرون الوسطي عن »حق الملوك الإلهي»؟ وألا تذكرنا أيضا بجماعة الإخوان الإرهابية، التي زعمت ان رسول الله وقف في طابور الصلاة في رابعة العدوية خلف إمام هذه الصلاة، وهو »محمد مرسي» لكي يبارك كل ما يفعله من اختاره مكتب الارشاد لكي يحكم مصر باسم »العناية الإلهية» وهل أصبح رؤساء أمريكا من اتباع جماعة الإخوان.. ويحذون حذوهم في الادعاء بأن الإرادة الإلهية هي التي وضعتهم في مقاعد الحكم حتي يستطيعوا ان يخدعوا مواطنيهم ويرتكبوا كل الجرائم تنفيذا لهذه الإرادة الإلهية.. فلا يجرؤ أحد علي معارضتهم أو تعطيل الأوامر الإلهية حتي لو ترتب عليها قتل الملايين من الأبرياء في حروب لا تنتهي في معظم قارات العالم؟ وهل هذا ما يفسر لنا هرولة حلف الاطلنطي لإعلان تأييده الكامل لواشنطن لانسحابها من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدي، ومصادقة البرلمان الأوروبي، الفورية، علي قرار يدعو الدول الأوروبية إلي الاعتراف بممثل واشنطن في فنزويلا ليكون »رئيسا شرعيا» للبلاد؟! أو ربما يكون ذلك كله تنفيذا لإرادة إلهية؟!