ماحدث جريمة بالفعل..جريمة عمرها 29 عاما، لكنها لا تسقط بالتقادم..علي العكس لابد من فتح التحقيقات، وفتح ملف القلادات والأنواط والأوسمة التي تمنحها الدولة للكتاب والمبدعين..فما أعلنته(أم كلثوم)ابنة نجيب محفوظ، في حوارها مع الإعلامية مني الشاذلي هذا الأسبوع، حول قلادة النيل(الفالصو)التي أعطاها مبارك لنجيب محفوظ 1988..ما أعلنته ليس مفاجأة تماما..يعرفه المقربون ويصمتون، ربما لأن نجيب محفوظ نفسه لم يكن يعنيه الأمر، وربما كما أشار يوسف القعيد، مستنكرا ما قالته أم كلثوم(لأنه يسيء إلي سمعة مصر)!!..رغم أن الإساءة الحقيقية لسمعة مصر، هي غش وتزييف أرفع وسام في الدولة!!..الحكاية سبق أن تحدثت عنها ابنتا محفوظ(فاطمة وأم كلثوم)قبل سنوات، عندما تكرر تأخيرافتتاح متحف نجيب محفوظ..تحدثت الابنتان عن مخاوف تبديد المقتنيات، التي أهديت إلي وزارة الثقافة لإقامة المتحف..والمقتنيات موجودة حاليا في صندوق التنمية الثقافية، والموظف المسئول الذي تسلمها قبل سنوات، سجل أن(قلادة النيل)المستلمة، مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب!!..ابنة محفوظ، عادت هذا الأسبوع لتعلن أن قلادة النيل زائفة، منذ حصول والدها عليها من مبارك 1988 وهي من الفضة وليست من الذهب(عكس ما ينص قانون قلادة النيل، بأن تكون من الذهب الخالص)وأن والدتها قامت بفحصها لدي أحد الجواهرجية لتقدير قيمتها، وأكد أنها من الفضة وليست من الذهب!!..ولم يكن يعني ذلك شيئا عند نجيب محفوظ، فهو لن يبيعها..كما أن الجائزة في قيمتها المعنوية والأدبية، لا يهم أن كانت من الذهب أو من الفضة..عدم الإعلان عن زيف القلادة، أو تأخرالإعلان، ليس هو السؤال..ما يستوقفنا أن(قلادة النيل)فالصو، مخالفة لمواصفاتها القانونية..وهو ما يدفع للسؤال والمطالبة بالتحقيق وفحص القلادة الموجودة لدي صندوق التنمية، ومراجعة بقية قلادات النيل الممنوحة لآخرين..هل تم تزييفها أيضا؟..ثم لماذا الصمت عن فضيحة تطال أكبر وسام في الدولة!!