فجرت الإعلامية القديرة مني الشاذلي قضية ثقافية خطيرة حين استضافت ابنة الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ صاحب نوبل وعميد الرواية العربية.. لقد تحدثت ابنة الراحل الكبير أم كلثوم بكل الهدوء والشفافية عن قصة حصول والدها علي جائزة نوبل في الآداب وكيف كرمته الدولة في العهد السابق بقلادة النيل وقالت إن والدتها اكتشفت بعد عودة والدها من حفل التكريم أن القلادة مزورة وأنها ليست من الذهب كما هو معروف عن قيمة هذه القلادة وأن والدتها ذهبت في اليوم التالي إلي أحد الجواهرجية ممن تثق فيهم وأكد لها أن القلادة من الفضة وعليها طلاء من الذهب.. نحن لا ننكر قيمة القلادة كتكريم أدبي من الدولة وهي أعلي أوسمتها ولكن نحن هنا أمام جريمة تزوير أو تزييف أو نصب وهذه الواقعة تحتاج إلي تحقيق جنائي خاصة أن المسئولين عن متحف نجيب محفوظ أكدوا أن القلادة ليست من الذهب..الجانب الثاني هناك مسئول ما قام بعملية التزوير لأنه لا يعقل أن تكون مصلحة صك العملة هي التي ارتكبت هذا الخطأ وهذا يعني أن القلادة تم استبدالها في مكان ما قبل أن تسلم لكاتبنا الكبير.. والسؤال الأخطر هل تنطبق هذه الحالة علي قلادات أخري قدمتها الدولة وهي لا تعلم إنها مزورة ومزيفة وليست من الذهب الخالص ألم يحدث ذلك مع شخصيات أخري.. إن الغريب في الأمر أن يلوم البعض ابنة كاتبنا الراحل لأنها كشفت هذا السر الآن رغم أن والدها لم يكشفه من قبل وكان يستطيع ذلك..هل يعقل أن نلوم من كشف الجريمة ونخفي المجرم الحقيقي..وهل يعقل أن يهاجم البعض ابنة نجيب محفوظ لأنها كشفت سرا سخيفا وسلوكا لا يحدث في مناسبة بهذه الأهمية وهذه القيمة..أن البعض منا دائما يلقي السهام في غير مواضعها أمام قصور الرؤي وسلبية المواقف..في تقديري أن قصة القلادة جريمة يجب أن تدور حولها تحقيقات في أكثر من مكان تبدأ بصناعتها والمسئولين في وزارة الثقافة في ذلك الوقت وكيف خرجت قلادة مزورة من مؤسسة الرئاسة..وبعد ذلك مطلوب قلادة صحيحة وسليمة توضع في متحف نجيب محفوظ. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة