زيارة وزير الخارجية الاثيوبي ورقي جيبيوه لمصر، واستقبال الرئيس له الاربعاء الماضي، ثم عقد مؤتمر صحفي مشترك جمعه ووزير الخارجية سامح شكري، ربما يهدف في ظاهره الي بحث العديد من الملفات بين البلدين، بينما في باطنه، خلق مزيد من الثقة المتبادلة بين القاهرةواديس ابابا،وما يؤسس لمنا خ هاديء- غائب منذ فترة- وقادرعلي تسييل ثلوج التوتر بين البلدين، خاصة ازاء ملف سد النهضة، وما يتعلق بكيفية تعجيل إنجاز الاتفاقية الثلاثية، في رسالة واضحة الي اديس ابابا، بضرورة مواصلة التعاون مع القاهرة، من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل، بما يراعى تحقيق التنمية لكل الدول، دون الافتئات على الحق فى الحياة، أو الإضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل. بدا ذلك جليا مع اولي مراسم الاستقبال، حيث كشفت عبارات الرئيس المحددة بدقة، رسالة مصرلأديس ابابا، لخصتها عبارات مهمة كاشفة، وأدت في مغزاها، كل ارهاصات القلق والتوتر لدي العاصمة والشعب الاثيوبيين، حين وضع السيسي النقاط فوق الحروف، بحديث هو القول الفصل بدأ وانتهي بقاعدة ذهبية تؤكد ان " مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شئون الدول الاخر، وأن سياستها الخارجية تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول، بل تسعى إلى البناء والتعاون والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وإفريقيا". باختصار،يمكن اعتبار عودة بناءالثقة بين البلدين قبل الشراكة،هو عنوان الزيارة الاثيوبية الاخيرة لمصر، صحيح ان حصة مصر وشعبها في مياه النيل ، وعدم تأثرها بالسلب بعد تشغيل سد النهضة، هي المعني والهدف المصريين، غير ان بناء الثقة لا يمكن فصله عن ذلك. وصحيح ان لقاءات متعددة كانت قد تمت مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آخرها على هامش قمة الاتحاد الافريقى الأخيرة فى أديس أبابا، غير ان الرئيس اعرب لضيفه ورقي جيبيوه عن تطلعه إلى عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين فى القاهرة قريباً، واستقبال رئيس الوزراء الإثيوبى فى مصر لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية على مختلف المستويات، وهو ما يدعم نفس الرسالة المصرية، فماذا كان رد الفعل؟ نكمل غدا بإذن الله. [email protected]