مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، وجهود الدولة لتوفير مستلزمات المواطنين من السلع التموينية، نرجو تشديد الرقابة علي سوق اللحوم. صحيح أن القوات المسلحة ووزارة الزراعة تقومان بدور مهم في توفير اللحوم الجيدة بأسعار مناسبة. لكن مافيا اللحوم أخطر من مافيا القمح. والفساد »ما بين محلي ومستورد» فوق كل التصورات. أكتب ذلك وأمامي خبران يتجاوران في صفحة الحوادث. الأول عن القبض علي أشخاص يذبحون الحمير ويبيعون لحومها للمطاعم.. والآخر عن ضبط مطعم شهير بمدينة نصر بالقاهرة وفيه 700 كيلو من اللحوم الفاسدة التي تباع للزبائن بأسعار تضمن للمطعم الربح الوفير لوكانت لحوما جيدة وصالحة للاستهلاك الآدمي، لكن الجشع لاحدود له، والغش والتدليس وغياب الضمير يرمي المواطن الي حيث يأكل مايجلب الأمراض لكي تزيد ارباح من لاينبغي الرحمة معهم، بل العقاب المشدد علي جرائمهم!! لكن هذا -رغم بشاعته- هو الفساد الصغير، أما الفساد الكبير فعند بعض أباطرة استيراد اللحوم، والتي أطعمت المصريين لسنوات خلت- لحوم الحدادي والغربان، واللحوم المنتهية الصلاحية. والتي برعت في استخدام الفساد والافساد لتجنيد الاعوان الذين يمررون »زبالة الأطعمة» التي يستوردونها. واسألوا الدكتورة فايزة أبوالنجا كيف قاومت هذه العصابات أكثر من محاولة لاستيراد لحوم طازجة وصحية من اثيوبيا والسودان، لأن ذلك يضرب مصالح المافيا وأرباحها الخرافية من استيراد اللحوم المخلوطة بالسموم والأمراض!!.. وكيف نجحت هذه المافيا اكثر من مرة في تآمرها لمنع الصفقات المتكافئة التي كانت تدعم العلاقات مع دول حوض النيل وتستفيد منها كل الأطراف، وتتيح الفرصة لمنتجاتنا الصناعية والزراعية للتواجد في هذه الاسواق؟ وكيف كان بعض من السلطة يساندون هذه المافيا، ومنهم وزراء هاربون الآن من العدالة، يتلقون اشادة البعض بعبقريتهم، ومطالبة البعض الآخر بعودتهم المظفرة.. ولامن شاف ولا من سرق ولا من نهب المال العام وانغمس في الفساد.. ولا من دري بكل ذلك!! يحكي لي صديق أنه كان معزوما علي العشاء مع واحد من أباطرة استيراد اللحوم ومعهم عدد من كبار القوم المصريين والاجانب في واحد من أفخر مطاعم العاصمة. وعندما جاء طعام العشاء، لاحظ أن »الامبراطور» لايمس اللحوم. ومال عليه يسأله : لماذا؟.. وكات الاجابة الوافية الشافية : أصل إحنا الي بنورد اللحمة للمطعم! وتتواصل جهود الدولة لتوفير احتياجات المواطنين في العيد. وتتواصل جهود مافيا اللحوم لكي تدفع للسوق بزبالة اللحوم المستوردة، في غيبة الضمير وضعف الرقابة!!