»التحالفات« الأقوي عندنا هي التحالفات التي تسيطر علي قوت الناس، و»الائتلافات« الأكثر نفوذاً هي التي تمارس الاحتكار وتفرض ما تشاء من أسعار وتجني الثروات الطائلة بدون حق!! قبل الثورة كتبنا كثيراً عن ترك مهمة استيراد القمح لعصابة لا تفعل شيئاً إلي فتح الاعتمادات ورشوة رجال الجمارك ومراقبي الأغذية لنأكل في النهاية رغيف خبز من القمح الفاسد! وطالبنا بعودة الدولة لاستيراد الاحتياجات الأساسية لضمان رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي، وتوفير المليارات التي تذهب لجيوب مافيا القمح. ولم يتحقق شيء من ذلك إلا بعد الثورة، وبعد أن أكل الناس الخبز الفاسد لسنوات، وبعد أن اكتشفنا أن »حاميها حراميها« وأن سكرتير الرئيس المخلوع كان هو محور عصابة استيراد القمح وصاحب أكبر الشركات في هذا المجال! ولم يكن الحديد فقط هو الذي يتمتع بالاحتكار في حماية القانون الذي فرضه أحمد عز، بل كانت سلع كثيرة منها الألبان التي نبح صوتنا في ضرورة التدخل لحماية الناس من جشع شركاتها الرئيسية التي سيطرت علي السوق وفرضت أسعاراً مبالغا فيها، ولم يتحرك الملف إلا أخيراً، ولعله ينجح في ضرب الاحتكار وفي توفير كوب لبن ضروري لأطفالنا بسعر معقول. والآن.. نحن في موسم اللحوم، وعيد الأضحي علي الأبواب، ومعه أيضاً موسم انتخابي له مستحقاته من لحوم الأضاحي التي ينتظرها الغلابة في ظروف اقتصادية نعلم جميعاً مدي صعوبتها، وندرك كيف سيتم استغلالها وكيف سيؤثر المال الانتخابي في صناديق الانتخابات. المهم الآن أن مافيا استيراد اللحوم تخوض المعركة لجني أكبر الأرباح.. وأنها تقاتل الآن من أجل فتح السوق أمامها لإغراقها بزبالة اللحوم المستوردة، وأنها تضغط بكل الوسائل للإفراج عن أطنان من اللحوم احتجزتها سلطات الرقابة بعد فحصها، وبعد أن ثبت أنها لا تصلح للاستهلاك الآدمي أو أنها ضارة بالصحة، بدعوي أن معدة المصريين استهلكت قبل ذلك آلاف الأطنان من هذه اللحوم، وأنها تعودت علي اللحوم المصابة بطفيليات »الساركوسيست« أو غيرها من المواد الضارة والمسببة للسرطان!! تجاربنا السابقة تقول إن »تحالف« مستوردي اللحوم الفاسدة هو الأقوي. ومنطق الثورة يقول إن هذا »مثل كل أنواع الفساد« ينبغي أن ينتهي تماماً.. وللأبد!!