في أحد اللقاءات التليفزيونية مع الكاتب الصحفي الكبير مرسي عطا الله منذ أكثر من عشرين عاماً، أجاب الرجل عن سؤال حول كيفية التعامل مع الجماهير البيضاء في حالة عدم فوز الزمالك ببطولة أو مباراة مهمة أيام رئاسته للنادي.. فقال ضاحكاً كنا نخرج ونقول التحكيم ظالم والأهلي يفوز بالتزوير والتحكيم والرشاوي حتي نستوعب الصدمة ونرضي غرور جماهيرنا الغاضبة ونحسن من صورة مجلس الإدارة. تذكرت هذا الحوار وأنا أتابع المؤتمر الصحفي لرئيس الزمالك منذ أيام قليلة والتي جمع فيها بعض الصحفيين وكرر نفس العبارات القديمة، وأضاف عليها أنه سيلجأ للمحكمة الرياضية الدولية ومعه شرائط فيديو بأهداف لم تحتسب للزمالك علي يد تحكيم فاسد واتحاد كرة فاشل، وقال إن الدوري ذهب لمن لا يستحق، وأن أحد أعضاء الأهلي سابقاً وشركة الاتصالات الراعية للأهلي دفعت شيك لأحد الحكام ليجامل الأهلي وأنه لديه تسجيل بهذا وسيقدم للقضاء.. وقال أيضاً إن فريقه هو الأفضل وأنه البطل وليس الأهلي. سيناريو مكرر.. ولكن يغيب عن رئيس الزمالك أنه يزيد التعصب ويغذيه لدي الجماهير من أجل أن يكون هو والأجهزة واللاعبين براءة وأن العالم كله ضد الزمالك وجهاز الكرة آخر حلاوة واللاعبين مظلومين.. والأهلاوية بيفوزوا بالحظ والزمالك هو بطل القرن وليس الأهلي لأن الاتحاد الافريقي بيكره الزمالك.. عيله العوض يا زمن أبو لمعة. حكاية شريف إكرامي هي قصة الفشل الأهلاوي المستمر منذ سنوات طويلة بعد هروب الحضري وأيضاً وبدون رتوش هي قصة مدرب حراس المرمي طارق سليمان الذي عاش مشوار شريف إكرامي ما بين الصعود والهبوط ولم يقدم حارس مرمي واحد يملي عين الشمس.. حينما كان هناك إكرامي الأب وثابت البطل العملاق وأحمد شوبير أيوب حراس المرمي في وقت واحد وعلي دكة الاحتياطي.. حينما يغيب شريف يلعب أحمد عادل عبدالمنعم المكافح وليس الموهوب، وبعد مباراتان يعود شريف وينام عبدالمنعم ثم يخسر الأهلي مباريات عبيطة والعالم كله يشاهد المسخرة وآخرها "خرم افريقيا" أمام أسيك الإيفواري وهو مسمار خسارة وخروج الأهلي الافريقي وضياع حلم المليون دولار وكأس العالم للأندية. لا نريد أن يخرج أحد علينا ليقول إن شريف كثيراً ما أنقذ الأهلي.. لا تدفنوا رؤوسكم في الرمال.. هو أضر الأهلي أكثر.. والحقيقة أن الأجهزة الفنية المتعاقبة مع مدرب حراس الأهلي تتحمل المسئولية كاملة ولابد من ثورة عنيفة لحل هذا اللغز ومعه ألغاز كثيرة تختفي وراء النتائج ومساعدة الآخرين.. الأهلي في أزمة حقيقية فأين الرجال؟! الوسط الفني في رمضان كان أكثر احتراماً من الوسط الرياضي.. يعني ماكنش فيه إسفاف وعري ملفت للانتباه في دراما رمضان التليفزيونية كما كان العام الماضي.. أما في الرياضة وفي أحد أيام العشرة الأواخر وفيها ليلة القدر كانت هناك تصريحات سفيهة وشتائم وهتك أعراض.. ولا ملجأ لنا إلا الدعاء علي ما يأكل لحم أخيه جهاراً نهاراً.. وكل سنة وأنتم طيبين.