قال رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب الأمريكي "الكونجرس" داريل عيسى إن الهجوم الذى تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي في ليبيا في 11 سبتمبر الماضي "ارهابي بكل المعايير والمقاييس". وقال داريل: "خلافا لتأكيدات سابقة أدلى بها مسئولون لم تكن هناك تظاهرة احتجاجات ولم يكن للهجوم أي علاقة بالفيلم المسيء للإسلام الذي تم إنتاجه في كاليفورنيا، وكان الهجوم وحشيا ومنسقا، شنه إرهابيون في الذكري الحادية عشرة لهجمات سبتمبر". وأضاف :"أن حجم الهجوم الذى استهدف مبنى القنصلية في بنغازي كان عنيفا ولم نر مثله من قبل في ليبيا أو أي مكان آخر طوال فترة عملي في قوة الحراسة الدبلوماسية.. إن إقامة جدار مرتفع أو نشر عشرات الحراس ما كان ليمكننا من التصدي لمثل ذلك الهجوم ..وأخشى أن يؤدي الهجوم إلى ظهور حقيقة أمنية جديدة تنص على ضرورة الموازنة بين تخفيف المخاطر وحاجة الدبلوماسيين إلى القيام بعملهم في مناطق خطرة ومضطربة". جاء ذلك خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة اليوم لمناقشة الاعتداء الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي في ليبيا في 11 سبتمبر الماضي، حيث استمعت اللجنة إلى شهادة كل من تشارلين لامب مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للبرامج الخارجية وإيريك نوردستروم المسئول عن الأمن الإقليمي بالوزارة والكولونيل أندرو وود من الحرس الوطني بولاية يوتاه بالجيش الأمريكي والسفير باتريك كينيدي وكيل وزارة الخارجية الأمريكية. وشدد داريل على أن الإدارة الأمريكية لم تستمع إلى نصائح المسئولين الأمنيين على الأرض في بنغازي وفي ليبيا ولم تستمتع إلى طلباتهم لزيادة عدد المسئولين الأمنيين هناك، مشيرا إلى أن واشنطن كانت تحاول تحسين العلاقات مع الحكومة الليبية ؛ ولذلك تفادت إرسال عدد كبير من الحراس وقد أدى ذلك بالتالي إلى فشل المسئولين الأمنيين في الدفاع عن السفير الأمريكي الذي لقي مصرعه خلال الهجوم. من جانبها، قالت تشارلين لامب مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للبرامج الخارجية: "لا يزال مكتب التحقيق الفيدرالي يجري تحقيقا عن الهجوم حتى اللحظة، وما أن يتحقق تقدم وتتوفر معلومات كافية فعندها سنتمكن من إبلاغ اللجنة بجميع التفاصيل". وفي نفس السياق ، قال أندرو وود وهو أحد المسئولين السابقين عن الحراسة في القنصلية الأمريكية في بنغازي إنه كانت هناك مطالبات من المسئولين الأمنيين للإدارة الأمريكية في الأيام الأخيرة قبل الهجوم لإرسال المزيد من المسئولين الأمنيين. ورد الديمقراطيون في اللجنة بأن الإدارة الأمريكية وفرت ما يلزم من الحماية للدبلوماسيين في بنغازي واتهموا الجمهوريين بمحاولة تسييس هذه القضية مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأعربوا عن أسفهم لسقوط ضحايا أمريكيين في بنغازي ولكن لا يمكن للجمهوريين إلقاء اللوم فقط على الإدارة والخارجية الأمريكية. وقد عقدت اللجنة جلستها رغم إرسال الإدارة الأمريكية لفريق محققين تابعين لوكالة التحقيق الفيدرالية إلى بنغازي للتحقق مما حدث، وقد جسدت الجلسة معارضة الجمهوريين وانتقاداتهم لأداء الإدارة الأمريكية في تعاطيها مع الاعتداءات على القنصلية الأمريكية في بنغازي. من ناحية أخرى ، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء 10 أكتوبر، إن الإدارة الأمريكية أعلنت ما كان متوفرا لديها من معلومات عندما وقع الهجوم وقالت إنه كان في إطار احتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام ولكنها توصلت فيما بعد إلى أن هذا عمل ارهابي مدبر وتم خلاله استخدام أسلحة وأعلنت ذلك. وفيما يتعلق بما يطرح في الكونجرس بشأن عدم استجابة الإدارة الأمريكية لمطالبات السفارة والقنصلية الأمريكية لتعزيز الإجراءات الأمنية، قال كارني إن "أية إجراءات أمنية لم يكن لها أن تحول دون الاعتداء"، الذي أودى بحياة السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين. يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوفد مستشاره لشئون مكافحة الإرهاب جون برينان إلى ليبيا لمساعدة الولاياتالمتحدة على تقديم المسئولين عن الهجوم إلى العدالة.