مع دخول فصل الشتاء، تعيد المقاصد السياحية المصرية الدفء للسياح القادمين من أوروبا التي يضربها الصقيع وتغطيها الثلوج، لتؤكد أن المقصد المصري ما زال متربعًا بقوة على خريطة السياحة العالمية، خاصة في موسم يُعد اختبارًا حقيقيًا لثقة الأسواق الخارجية. مؤشرات الحركة السياحية خلال الأسابيع الأخيرة من ديسمبر تكشف عن عودة واضحة للأسواق الأوروبية التقليدية، وفي مقدمتها ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا وبولندا، التي استعادت معدلاتها الطبيعية، بل وحققت في بعض المقاصد نسب نمو لافتة مقارنة بالعام الماضي. اقرأ أيضا: السياحة في مصر.. شتاء استثنائي وحركة قوية تدعم معدلات الإشغال وتتصدر مدن البحر الأحمر، وعلى رأسها الغردقة ومرسى علم، مشهد هذه العودة، مستفيدة من الطقس المعتدل، والمنتجعات الشاملة، وسهولة الوصول عبر رحلات الطيران المباشر والشارتر، لتتحول خلال الشتاء إلى ملاذ مفضل للأوروبيين الهاربين من برودة الطقس القارس. وتقترب نسب الإشغال الفندقي خلال موسم الكريسماس ورأس السنة من الطاقة القصوى في عدد كبير من الفنادق، في مشهد يعكس تحولًا في أنماط الطلب، حيث لم تعد السياحة الشاطئية وحدها في الصدارة، بل عاد الاهتمام بالسياحة الثقافية في الأقصر وأسوان، ضمن برامج تجمع بين البحر والتاريخ. اقرأ أيضا: في اجتماع مجلس إدارته.. قرارات مهمة لاتحاد الغرف السياحية قبل انطلاق العام الجديد ويرى خبراء أن الشتاء بات يعيد رسم خريطة السياحة المصرية، بعدما أصبحت أوروبا قاطرة الحركة السياحية خلال هذه الفترة، في ظل تزايد الطلب على المقاصد الدافئة والآمنة، وهو ما منح مصر ميزة تنافسية واضحة مقارنة بوجهات أخرى في المنطقة. ويتزامن هذا التعافي مع تطوير ملحوظ في البنية التحتية السياحية، ورفع كفاءة المطارات، وتوسيع شبكة الطيران، إلى جانب الحملات الترويجية التي ركزت على إبراز التجربة السياحية المتكاملة التي تقدمها مصر، من شواطئ البحر الأحمر إلى كنوز الحضارة الفرعونية. اقرأ أيضا: الفنادق كاملة العدد.. ارتفاع الإشغالات السياحية في مصر خلال الموسم الشتوي وتشير التوقعات إلى أن استمرار هذا الزخم خلال شهور يناير وفبراير ومارس سيسهم في تحقيق موسم شتوي قوي، يدعم أهداف الدولة في زيادة أعداد السائحين وتعظيم العائدات السياحية، وترسيخ صورة مصر كوجهة عالمية مفضلة للسياحة الشتوية. وكشفت مصادر سياحية أن فنادق الغردقة ومرسى علم تسجل نسب إشغال مرتفعة تتراوح بين 85% و100% في عدد من المنشآت، مدعومة بزيادة الحركة الوافدة من الأسواق الأوروبية، لا سيما ألمانيا وبلجيكا وبولندا وإيطاليا، إلى جانب استمرار تدفق رحلات الشارتر خلال الأسبوع الأخير من ديسمبر. اقرأ أيضا: السياحة في مصر.. شتاء استثنائي وحركة قوية تدعم معدلات الإشغال وأكدت المصادر أن موسم الكريسماس ورأس السنة يمثل ذروة الحركة السياحية الشتوية، ومقياسًا حقيقيًا لثقة الأسواق الخارجية في المقصد المصري، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية بالمنطقة، مشيرة إلى أن تنوع المقاصد السياحية داخل مصر ساهم في امتصاص أي تأثيرات محتملة. وفي هذا السياق، كثفت المطارات السياحية استعداداتها لاستقبال ذروة الحركة، مع رفع كفاءة الخدمات وتسهيل إجراءات الوصول، بالتوازي مع استعدادات الفنادق لإقامة احتفالات رأس السنة، التي تشهد إقبالًا كبيرًا من السائحين الأجانب والمصريين على حد سواء. اقرأ أيضا: شتاء دافئ للسياحة المصرية.. إشغالات قياسية بالبحر الأحمر واستعدادات قوية في الجنوب ويؤكد مراقبون أن اجتياز اختبار رأس السنة بنجاح يمثل دفعة قوية لموسم شتوي استثنائي، ويعزز فرص تحقيق أرقام قياسية جديدة في أعداد السائحين والإيرادات السياحية، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.