مع دخول موسم الشتاء في مصر، تتزايد المؤشرات المشجعة في قطاع السياحة، ما يعكس تعافيًا قويًا ونشاطًا ملموسًا مقارنة بالأعوام السابقة. وقد بات هذا الموسم واحدًا من أنشط المواسم في السنوات الأخيرة، بفضل تنوع المقاصد السياحية، وارتفاع أعداد الزوار من الأسواق الأوروبية والروسية، وزيادة الإقبال على المنتجعات المطلة على البحر الأحمر ومدن التاريخ والثقافة. 18 مليون سائح في نهاية 2025 تشير البيانات الرسمية إلى أن عدد السياح الوافدين إلى مصر في أول نصف عام 2025 ارتفع بنحو 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى حوالي 8.7 مليون زائر، مقابل زيادة مستمرة في مؤشرات العامين الماضيين، مع توقع وصول إجمالي عدد السائحين بنهاية 2025 إلى نحو 18 مليون سائح، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ السياحة المصرية الحديث، وفق توقعات وكالة فيتش وبيانات حكومية. اقرأ أيضا: الفنادق كاملة العدد.. ارتفاع الإشغالات السياحية في مصر خلال الموسم الشتوي ويعد الشتاء من أهم فترات الانتعاش السياحي في مصر، حيث يمتد الموسم رسميًا من أكتوبر إلى أبريل، وقد سجلت بيانات الحجوزات الأولية زيادة يتوقع أن تتخطى 10% إلى 15% مقارنة بموسم الشتاء السابق، مع ارتفاع الطلب من دول أوروبا مثل ألمانيا وإيطاليا وبولندا، إضافة إلى الأسواق الروسية التي تشهد تزايدًا لافتًا في الحجوزات لمنتجعات البحر الأحمر. اقرأ أيضا: الموسم الشتوي ينعش سياحة الأقصر.. ومطار الغردقة يسجل أعلى معدل للرحلات مقاصد شتوية متنوعة تجذب السياح وتستفيد مصر من تنوع كبير في الوجهات السياحية الشتوية، ففي أسوان، يشهد المجرى الملاحي لنهر النيل وحركة البواخر السياحية إقبالًا واسعًا من الزوار، ما يسهم في جذب السياح الباحثين عن تجارب نهرية هادئة وأجواء طبيعية مميزة. وفي شرم الشيخوالغردقة، تسجل الفنادق ارتفاعات في الإشغال مع تدفق أعداد من الأسواق الأوروبية والعربية، ويظهر ذلك جليًا في الوجهات البحرية التي تعد ملاذًا مثاليًا للسياحة البحرية والغوص واستكشاف الحياة البحرية الشتوية، إضافة إلى أن شرم الشيخ تتوقع موسمًا قياسيًا بعد زيادة الاهتمام الدولي ببرنامجها السياحي. كما لا يمكن إغفال الأثر الكبير الذي أحدثه افتتاح المتحف المصري الكبير في جذب السائحين، خاصة عشاق السياحة الثقافية، حيث ساهم افتتاح المتحف الرسمي في زيادة تدفق الزوار إلى القاهرة والمناطق الأثرية المحيطة بالأهرامات، مع توقعات بزيادة أخرى في عدد زوار 2026 بفضل الجذب الثقافي القوي لهذه الوجهة الجديدة. الإشغال الفندقي يرتفع استعدادًا للذروة وتستعد الفنادق والقرى السياحية على مستوى الجمهورية لاستقبال موسم الذروة الشتوي، حيث أعلنت العديد من المنشآت ارتفاع معدلات الإشغال الفندقي واستقرار الأسعار وفق مستويات السوق، مع توقعات بأن تشهد احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة نشاطًا قويًا في حجوزات الغرف والبرامج السياحية الخاصة. تأتي هذه الحركة القوية في ظل توسع قدرة المنشآت الفندقية، ودعم برامج تمويل لتطوير إنشاءات جديدة، ما يتيح استيعاب أعداد متزايدة من الزوار، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًا لقطاع حيوي يمثل أحد أهم مصادر العملة الصعبة في الاقتصاد المصري. تحديات وفرص رغم المؤشرات الإيجابية، تواجه السياحة المصرية بعض التحديات مثل زيادة السعة الفندقية لمواكبة الطلب المتصاعد واستمرار تحسين الخدمات، إلا أن الخطط الحكومية لتعزيز البنية التحتية السياحية، وتشجيع الاستثمار في القطاع، تشير إلى قدرة قوية على مواجهة هذه التحديات، مع تركيز متزايد على تنمية السياحة الثقافية والبيئية والبحرية. ومع بداية موسم الشتاء، تبدو السياحة المصرية في «معطفها الأفضل»، مدعومة بزيادة ملموسة في أعداد الزوار، وارتفاع في معدلات الإشغال الفندقي، وتنوع في الوجهات السياحية، بينما تستمر الدولة في تعميق التحول السياحي المستدام وتعزيز تنافسية المقصد المصري عالميًا، مما يجعل الشتاء الحالي موسمًا استثنائيًا بكل المقاييس.