على الشافعى - إبراهيم الشاذلى - مصطفى وحيش - محمد على سليمان - محسن جود يستعد عدد من المدن السياحية مثل الغردقة ومرسى علم وأسوان لاستقبال موسم السياحة الشتوية بزيادة غير مسبوقة فى أعداد السياح؛ ومع بداية موسم الحجوزات، يتوافد السياح الأوروبيون والروس للاستمتاع بالشمس الدافئة والأنشطة البحرية المتنوعة.. ويتوقع الخبراء زيادة كبيرة فى أعداد السياح هذا الموسم، خاصة من دول: ألمانيا وإيطاليا وبولندا وروسيا، بفضل المناخ المعتدل والمقومات الطبيعية الفريدة التى توفرها المنطقة. وتقدم مدن البحر الأحمر فرصة للاسترخاء والمغامرات البحرية، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبى التنوع؛ وتعد الرحلات البحرية والغوص فى الأعماق من أبرز الأنشطة التى تجذب السياح؛ حيث يمكنهم استكشاف الشعاب المرجانية النادرة والتنوع البيولوجى الفريد؛ وذلك مع توقعات بزيادة الحجوزات وتطوير مشروعات سياحية جديدة. تحديات الغطس.. قصص من أعماق البحر منذ تخرجه فى كلية التربية الرياضية، اختار محمد حمدى أن يتبع شغفه بالغطس، ليعمل فى أحد مراكز الغطس بشرم الشيخ، بدأ حبه لهذا المجال أثناء دراسته فى الفرقة الثالثة؛ حيث قرر التخصص فى الغطس. يبدأ يوم محمد بتجهيز أدوات الغطس، التى تشمل أسطوانة الهواء المضغوط، ومنظم الهواء، وبدلة الغطس، والزعانف، وحزام الوزن الذى يساعده على الغوص فى أعماق البحر الأحمر المالحة.. بعد ذلك، يستقبل السائحين على المركب، متجهين إلى منطقة رأس محمد، التى تُعد من أفضل مواقع الغطس بفضل شعابها المرجانية الخلابة وأسماكها المتنوعة؛ وخلال الرحلة، يقدم محمد شرحًا مختصرًا عن الغطس، الإشارات المستخدمة تحت الماء، والمعدات وكيفية استخدامها؛ ثم يبدأ السائحون بالنزول تدريجيًا، حيث لا يتجاوز عمق الغطس للمبتدئين 5 أمتار، بينما يسمح القانون المحلى بالغوص حتى 30 مترًا فقط، وهو ما يُعرف بالغوص الترفيهي؛ وهناك دورات تدريبية متقدمة تتيح الغوص حتى 100 متر. يتعامل محمد مع جنسيات مختلفة، أبرزها الإنجليز والألمان، الذين يتمتعون بخبرة كبيرة فى الغطس؛ وتستغرق فترة الغطس تحت الماء حوالى 45 دقيقة عند النزول لمسافة 30 مترًا، وقد تزيد حسب العمق واستهلاك الأوكسجين. يروى محمد موقفًا صعبًا واجهه أثناء تدريب سائح ليلاً، حيث دخل السائح إلى مركب غارق رغم التحذيرات، وبفضل سرعة بديهة محمد، تمكن من إنقاذ السائح فى اللحظة الأخيرة بعد أن كاد الأوكسجين ينفد، مما جعل السائح يعبر عن امتنانه العميق لمحمد. شرم الشيخ.. مدينة الشمس الدافئة فى قلب الشتاء تتمتع محافظة جنوبسيناء بجاذبية خاصة للسياح خلال فصل الشتاء بفضل مناخها المعتدل، رغم امتداد سواحلها على طول خليجها من رأس سدر إلى طابا. تجمع المحافظة بين دفء مدن خليج العقبة، وخاصة شرم الشيخ، وتساقط الثلوج ودرجات الحرارة المنخفضة التى تصل إلى ما دون الصفر فى مدينة سانت كاترين، مما يجذب السياح من مختلف الجنسيات. هذا التنوع يعزز الحركة السياحية فى المحافظة خلال فصل الشتاء لمحبى تنوع المنتج السياحي؛ وتلبى جنوبسيناء العديد من الرغبات السياحية المختلفة، بما فى ذلك السياحة الدينية، والترفيهية، والرياضية، والعلاجية، والبيئية، وسياحة المؤتمرات. أكد أحمد مجدى طلالة، المدير التنفيذى لجمعية أصدقاء السياحة للإبداع والتدريب، أن المحافظة معروف عنها جوها الدافئ خلال فصل الشتاء؛ بالإضافة إلى تنوع الأنشطة السياحية، منها ما يرتبط بالبحر، ومنها ما يرتبط بالصحراء، والسفارى؛ ومنها الترفيهى؛ ومنها الثقافى والتاريخي؛ أى أنها تستطيع تلبية رغبات ومتطلبات مختلف الثقافات والجنسيات؛ ومع الأحداث التى يشهدها العالم مؤخرا، والقصور فى مصادر الطاقة، ومع قدوم الشتاء والذى عبر عنه المتخصصون بأنه سوف يكون الأشد، خاصة على الدول الأوروبية هذا العام، فإن ذلك سوف يجعل من شرم الشيخ والمدن السياحية فى جنوبسيناء بطقسها الدافئ ملاذا لشعوب هذه البلاد هروبًا من جو الشتاء فى بلدانهم، خاصة أن مدينة شرم الشيخ مدينة لا تغيب عنها الشمس فى الشتاء؛ بالإضافة إلى التطوير الكبير الذى حدث بالمدينة خلال الفترة السابقة، والذى جعل شرم الشيخ تظهر مرة أخرى للعالم بثوب جديد يحمل فى طياته كل السبل والإمكانات التى تجعلها مدينة سياحية عالمية تنافس بقوة، خاصة بعد إعلانها مدينة خضراء نظيفة صديقة للبيئة. ويشير طلالة إلى أنه يوجد إقبال على شرم الشيخ ويزداد الطلب على مدن جنوبسيناء من الأسواق السياحية التقليدية الوافدة، مع الأسواق الجديدة. ويقول محمد علي، مدير أحد المنتجعات السياحية بشرم الشيخ: إن فصل الشتاء يعد ملاذا للراغبين فى الهدوء والتمتع بالمناظر الخلابة؛ ومن ثم فإن مدن محافظة جنوبسيناء السياحية تعد المكان الأبرز للباحثين عن سحر الشتاء.. ويضيف أن أسعار الإقامة بجنوبسيناء تتناسب مع مختلف الفئات، فبها منتجعات ثلاث وأربع وخمس نجوم، فهى وجهة سياحية فى فصل الشتاء؛ حيث يتمتع السائح بأجوائها بميزانية تتاح له خيارات كثيرة للتنزه بها. ويؤكد أن المدن التى تعد مقصدًا سياحيا لفصل الشتاء هى مدينة شرم الشيخ ودهب ونويبع ورأس سدر؛ ويشير إلى أنه على الرغم من أن مدينة سانت كاترين تتمتع بأجواء باردة فى فصل الشتاء فإنّها تُعد مقصدًا لهواة رياضة تسلق الجبال، خاصة بعد تساقط الثلوج التى تجعل المدينة «بقعة بيضاء» تجذب الناظرين، والتى تقع على هضبة يبلغ ارتفاعها 1600 متر فوق سطح البحر فى قلب جنوبسيناء على بعد 300 كم من قناة السويس؛ وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع، ويحيط بها مجموعة من الجبال وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى، وكذلك جبل الصفصافة، ويتميز طقسها بأنه معتدل فى الصيف وشديد البرودة فى الشتاء. وفى هذا الطقس تكسو الثلوج قمم الجبال لتحولها للوحة فنية جذابة؛ لذلك يقصدها الكثير من الأشخاص، خاصة المصريين فى فصل الشتاء ليعلو الجبل ويلتقط بعض الصور التذكارية هناك. الغردقة ومرسى علم.. الجنسيات الأوروبية تتصدر المقدمة تشهد مدن البحر الأحمر، خاصة الغردقة ومرسى علم، انتعاشًا ملحوظًا فى قطاع السياحة الشتوية مع بداية موسم الحجوزات. وتتميز هذه الفترة بالإقبال الكبير من السائحين، خاصة من الدول الأوروبية وروسيا، الذين يتوافدون للاستمتاع بالشمس الدافئة والأنشطة البحرية المتنوعة التى أصبحت الوجهة الأولى لمحبى الاستجمام فى الشتاء. حجم السياحة الشتوية يتوقع الخبير السياحى عصام على أن يشهد الموسم الشتوى الحالى ارتفاعًا ملحوظًا فى أعداد السياح مقارنة بالسنوات السابقة؛ حيث تأتى الجنسيات الأوروبية فى مقدمة الزوار. السائحون الألمان والإيطاليون والبولنديون والتشيك هم الأكثر إقبالاً؛ بالإضافة إلى السياح الروس الذين يستعيدون مكانتهم فى الأسواق السياحية بالمنطقة بعد عودة حركة الطيران بينهم وبين مصر. غوص فى الأعماق ويقول أبو المجد علي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بالبحر الأحمر، إن السياحة الشتوية فى البحر الأحمر تشمل مجموعة واسعة من الأنشطة التى تتيح للسياح التمتع بالطبيعة الخلابة تحت الماء؛ وتظل الرحلات البحرية على متن اللنشات إلى الجزر القريبة، مثل جزيرة الجفتون، من الأنشطة الأكثر شعبية.. ويتابع أبو المجد أن مرسى علم تشهد اهتمامًا متزايدًا من السائحين الأوروبيين، خاصة من الإيطاليين والبولنديين الذين يفضلون هذه الوجهة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والهدوء النسبى الذى توفره مقارنة بمدن أخرى؛ ويتوافد السياح بشكل دائم على مدار العام، حيث يعتبر البعض مرسى علم وجهة مثالية خلال فصلى الخريف والشتاء بفضل اعتدال درجات الحرارة وقربها من مواقع غوص شهيرة. زيادة الحجوزات ويوضح نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بالبحر الأحمر أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن موسم السياحة الشتوية سيشهد زيادة كبيرة فى الحجوزات، ما ينعكس إيجابًا على حركة السياحة فى المنطقة. الفنادق وشركات السياحة العاملة فى الغردقة ومرسى علم بدأت بالفعل فى استقبال الحجوزات، وسط توقعات بموسم قوي. وتؤكد د. ماجدة حنا، نائب محافظ البحر الأحمر، أن هناك دعمًا مستمرًا من الدولة للقطاع السياحي، باعتباره من أهم ركائز الاقتصاد الوطني، ويعمل على توفير فرص عمل جديدة للشباب. كما تسعى المحافظة إلى تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية لرفع مستوى الجذب السياحي، بما يتماشى مع رؤية الدولة 2030 الهادفة إلى استقطاب 30 مليون سائح سنويًا. استعدادات الفنادق ويؤكد أبو الحجاج العماري، مدير أحد الفنادق فى مرسى علم، بأن البحر الأحمر وجهة مثالية لعشاق السفر خلال فصل الشتاء، بفضل طبيعته الساحرة وتنوع الأنشطة السياحية التى يقدمها. من الرحلات البحرية إلى الجزر، والغوص. أسوان.. بوابة الجنوب وعروس المشاتى تتميز أسوان بطقس دافئ ومشمس وسماء صافية على مدار معظم أيام الشتاء، تعد هذه المدينة الساحرة مقصدًا عالميًا للسياحة الشتوية؛ حيث يحرص الزوار من شتى أنحاء العالم على زيارتها للاستمتاع بالدفء والطقس الرائع، تكتسب أسوان جاذبيتها من مزيج فريد بين المعالم الأثرية والثقافية والمناظر الطبيعية الخلابة، مما يجعلها تختلف عن باقى المدن السياحية المصرية. يؤكد حسن عبد القادر، المدير التنفيذى لغرفة شركات السياحة بأسوان، أن الموسم الشتوى بدأ مبكرًا هذا العام بفضل الأمن والاستقرار فى مصر، بالإضافة إلى الطقس الجيد وانخفاض قيمة الجنيه. وأشار إلى أن نسبة الإشغال فى الفنادق تجاوزت 60% فى سبتمبر وأكتوبر، ومن المتوقع أن تصل إلى 95% مع بدء السياحة الداخلية. ويشير هشام الدالي، صاحب بازار، إلى أن الأسواق شهدت انتعاشًا ملحوظًا مع زيادة أعداد السياح الأجانب والمحليين. كما أكد د.عمرو محمود، مدير الحديقة النباتية، أن الحديقة استقبلت أكثر من 142 ألف سائح أجنبى خلال عام 2023. وفيما يتعلق بالمواقع الأثرية، يوضح عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين الأسبق، أن هناك تطويرًا شاملاً فى منظومة الأمن والإضاءة والنظافة؛ مشيرًا إلى افتتاح محور كوبرى بديل خزان أسوان، مما يسهل حركة السياح.. وتؤكد منال ياسين، مرشدة سياحية، أن الأفواج السياحية استمتعت بزيارة المعالم السياحية فى أسوان، مشيدة بحسن الضيافة والثقافة المحلية. وفى إطار تعزيز السياحة، شدد اللواء دكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، ضرورة الإسراع فى استكمال مشروع ممشى أهل مصر بكورنيش النيل القديم، وتطوير المرافق العامة؛ كما قرر بالتعاون مع مديرية الثقافة إقامة ليال ثقافية وفنية لزيادة عدد الليالى السياحية. ويقول خيرى على، رئيس غرفة شركات السياحة فى أسوان، إن السياحة الشتوية تسهم فى دعم الاقتصاد المحلى وتوفير فرص عمل للشباب، نظراً لموقعها الجغرافى وطقسها الدافئ وكثرة المعابد الأثرية، مثل معبد حورس الذى شيد فى العصر البطلمى ويقع فى مدينة إدفو؛ حيث يُعتبر هذا المعبد واحدًا من أشهر المعابد فى العالم، وكذلك أيضا معبد كوم أمبو والذى يعتبر واحدًا من أبرز المعالم السياحية فى المحافظة، ويضم المعبد أيضًا متحف التمساح، الذى يستقطب عددًا كبيرًا من السياح الراغبين فى زيارته، فضلاً عن زيادة أعداد السائحين الأجانب خلال الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس بمعبد أبوسمبل جنوب المحافظة، والذى وصل إلى 4000 سائح وزائر لمشاهدة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها والذى يبلغ عمرها 33 قرنا من الزمان والتى جسدت التقدم العلمى الذى توصل له القدماء المصريين، خاصة فى علوم الفلك والنحت.. ويضيف: رغم الاضطرابات السياسية والصراعات فى بعض الدول المجاورة، إلا أن السياحة فى أسوان لم تتأثر بشكل كبير، وتظل أسوان وجهة سياحية شهيرة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم بفضل مواقعها الأثرية الرائعة، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وثقافتها الغنية. ويشير إلى أن من أكثر الأنشطة السياحية شعبية فى أسوان هى الجولات النيلية، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية واستكشاف الجزر الجميلة.. كما يتوافد السياح من مختلف أنحاء العالم لزيارة معابد فيلة وأبو سمبل لمشاهدة الآثار التاريخية والاستمتاع بالعظمة الهندسية، بالإضافة إلى ذلك توفر الأسواق المحلية منتجات يدوية مميزة وهدايا تذكارية تعبر عن الثقافة النوبية. «الشكشوكة والبامية» .. حكايات من دفتر مراكبى النيل عادل محمد أحمد، البالغ من العمر 35 عامًا، هو مراكبى من أسوان، ورث مهنة الإبحار بالمراكب الشراعية فى نيل أسوان عن أجداده.. هذه المهنة ليست مجرد وسيلة للتنقل، بل هى جزء من التراث والتقاليد العريقة للأهالى المقيمين على ضفاف النيل، وجزء من الهوية الثقافية والاقتصادية لأسوان.. يبدأ عادل يومه فى الثامنة صباحًا، حيث يتوجه إلى المرسى المطل على كورنيش النيل بأسوان لتنظيف وتجهيز مركبه الشراعى حتى الساعة العاشرة.. بزيه التقليدى وصوته الودود، يقف عادل أمام المرسى متحدثًا ببعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية لجذب السياح من الأفواج السياحية، ويأخذهم فى جولات نيلية ساحرة، حيث ينقلهم عبر نهر النيل من مدينة أسوان إلى إدفو، عارضًا لهم جمال الطبيعة والآثار القديمة. قبل انطلاق الرحلة، يقدم عادل نصائحه للزبائن، مشددًا على أهمية الإبحار فى الصباح الباكر أو عند الغروب، والتحقق من حالة الطقس لضمان رحلة آمنة، والاهتمام بتوجيهات المراكبى حول السلامة، واصطحاب الكاميرا لالتقاط الصور الخلابة، والاسترخاء والاستمتاع بالرحلة والهدوء الذى يقدمه نهر النيل.. تنطلق الرحلة من أسوان إلى إدفو فى مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، حسب سرعة الرياح. خلال الرحلة، يتوقف عادل فى إحدى الجزر القريبة من كوم أمبو لتناول الغداء، حيث يفضل السياح الأجانب الأكلات المصرية مثل طاجن البامية، والأرز بالشعرية، والشكشوكة.. بعد الغداء، يستمتع السياح بالسباحة فى مياه نهر النيل ولعب الكرة، مما يضيف لمسة من المرح والاسترخاء إلى رحلتهم.. الجنسيات التى رافقت عادل فى رحلاته تشمل الألمان، الإيطاليين، الفرنسيين، الإسبان، والصينيين، مما يجعل كل رحلة تجربة فريدة تظل فى ذاكرتهم لفترة طويلة. المرشد السياحى .. سفير استثنائى أمام الأجانب يعد المرشد السياحى فى المفهوم الشعبى سفيرا فوق العادة هو أول من يراه السائح فى زيارته للأقصر، وآخر من يودعه فهو الأساس الذى تقوم عليه العملية السياحية؛ لذلك لا بد أن يكون ملما بتاريخ بلده وحضارتها قبل أن يكون ملما بلغة السائح أو تاريخ بلاده ومستعدا للإجابة عن أى سؤال، وبالطبع لا بد أن يكون صادقا فى عرضه أمينا على مجموعته ذكيا لماحا على خلق ودين فغالبا ما يلجأ إليه السائح؛ فالسؤال عن أفضل أماكن الشراء فغالبا ما يود السائح أن يشترى هدايا منها البردى أو المشغولات الذهبية والفضية أو حتى لو كان مطعما أوكافتيريا! ومن أشهر العاملين فى هذ المجال محسن السيد عبد الرحيم، وهو مرشد سياحى ويقول: أعمل فى الإرشاد منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، وهى مهنة عشقتها إنها أكسبتنى كثيرا من الأصدقاء من مختلف دول العالم الناطقة بالإنجليزية ومنذ أول لقاء مع السائح أخبره بأنى فى خدمته فلا يخجل عن أن يسألنى عن أى شئ وارتباطى به ك «صديق» مهمتى استقباله ومرافقته وتزويده وتعريفهم بالمواقع الأثرية والمتاحف وتوضيح المعلومات المتعلقة بها وشرح الملامح الطببيعية والتاريخية المتعلقه بها وإعداد الوثائق والتقارير المتعلقة بالموقع وأقدم لهم حتى نصائح الزيارة الخاصة بكل موقع. ويقول محسن السيد عبد الرحيم: أعمل مع الشركات البريطانية والأمريكية وشركات تجمع جميع الجنسيات من إنجليزى وأسترالى وهندى وجنوب إفريقى وجنسيات أخرى متخصص فى عمل الكروزات السياحية من الأقصر إلى أسوان؛ وأنا أستقبل السائح فى مطار الأقصر، وفى الطريق من المطار للمركب السياحى نحو 25 دقيقة أعطيه فيها فكرة عامة عن محافظة الأقصر، بعدها نتجول داخل المواقع والمناطق الأثرية. ويضيف إن معظم السياح حريصون على معرفة كل شيء عن الأثر وكثيرا منهم يحب أن يتعرف على اليومية للمصرى القديم وبعضهم يطلب التعرف على حياة المصرى الحديث ليربط بين أوجه الشبه بين المصرى وأجداده عدد غير قليل يعود لتكرار الزيارة وكثير منه أنا على تواصل معهم. الأقصر.. الرحلات الفاخرة تعزز السياحة النيلية تستعد محافظة الأقصر لاستقبال الموسم السياحى الجديد، الذى يبدأ فى أكتوبر ويستمر حتى نهاية أبريل، بتجهيز كل مرافقها لاستقبال السياح من جميع أنحاء العالم. ويؤكد المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، أن المحافظة قامت بحملات مكبرة للحفاظ على جمال المدينة ورفع الإشغالات المخالفة، بالإضافة إلى تنظيم حركة عربات الحنطور لضمان انسيابية المرور. وأشار المحافظ إلى أن الأقصر، التى عرفت النشاط السياحى قبل غيرها من محافظات مصر، أصبحت ملتقى لأغنياء العالم بفضل جوها الدافئ ونسبة نقائها العالية. وأضاف أن إعلان صحيفة التايمز البريطانية عن اختيار الأقصر كواحدة من أفضل الوجهات السياحية لعام 2025 يبشر بموسم سياحى ناجح، خاصة مع عودة رحلات الطيران العارض من لندن وباريس.. ويؤكد المحافظ أن الترويج للسياحة فى الأقصر بدأ بظهور المعبود «أنوبيس» فى شوارع لندن. السياحة الشتوية ويوضح الخبير السياحى محمد عثمان، رئيس لجنة تنشيط السياحة الثقافية أن الأقصر غيرت مفهوم السياحة الموسمية، حيث أصبحت السياحة الصيفية لا تقل أهمية عن السياحة الشتوية بفضل التدفقات السياحية الكبيرة، خاصة من إسبانيا؛ ويشير إلى أن السياحة الشتوية ستشهد هذا العام عودة قوية للسياحة الإنجليزية والفرنسية بعد غياب طويل، بالإضافة إلى زيادة فى أعداد السياح من الصين وكوريا الجنوبيةوالهند.. وأشاد عثمان بعودة العلاقات بين مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن تركيا تعتبر نقطة التقاء للسياح القادمين من جنوب شرق آسيا، مما يعزز من تدفق السياح إلى مصر، وتوقع عثمان زيادة فى نسبة الحجوزات السياحية بنسبة تتراوح بين 15% و20%، مشيرًا إلى الاتفاقيات الجديدة مع إسبانيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا، بالإضافة إلى تدفق السياح من الهندوالصين وتركيا وأمريكا الجنوبية. السياحة النيلية ويؤكد عثمان أن السياحة النيلية، خاصة رحلات «لونج كروز» التى تمتد لمدة 15 ليلة من القاهرة إلى أسوان، تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الفرنسيين.. ويشير إلى أن الأقصر تمتلك 150 «دهبية»، وهى مراكب سياحية فاخرة تعتبر الأغلى فى مصر، مما يعزز من جاذبية المدينة كوجهة سياحية مميزة. السياحة الزراعية ويوضح أن السياحة الزراعية تحتل مكانة كبيرة، حيث بدأنا هذا الموسم بأحد أهم المؤتمرات فى هذا المجال، وهو المؤتمر الذى عقد للسياحة الزراعية، وهو نمط سياحى جديد؛ وأن هذا النوع من السياحة مهم جدًا، وأن الأقصر تمتلك الآن بنية تحتية رائعة تتزايد باستمرار؛ وعندى أمل فى عودة سياحة تصوير الطيور المهاجرة. دعم حكومي ويؤكد رئيس لجنة السياحة الثقافية بالأقصر أن الدولة لا تدخر وسعا فى دعم الحركة السياحية، وهذا ما يتضح من تطوير البنية التحتية للسياحة وكذلك مجموعة القوانين التى وضعتها الدولة للحفاظ على التجربة السياحية وكورنيش النيل بالبر الغربى وبالبر الشرقي، كل هذه أدوات ستؤدى إلى التدفق السياحى بالإضافة إلى الجهود التى تبذلها الدولة لوضع إسنا على الخريطة السياحية ولدينا اجتماع مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة لتفعيل هذا التطوير والتى بدأت بتثبيت المراكب هناك بعد افتتاح كورنيش إسنا الجديد والذى يمكن من رسو 68 مركبا بعد ما كانت المراكب التى ترسو فى إسنا 7%، ويضيف التجربة السياحية فى إسنا تجربة مستدامة رائعة جدا. دير «شلويط» من أهم المزارات التى يحرص السياح على زيارتها فى الأقصر هى وادى الملوك، الذى يُعد أيقونة الآثار المصرية، وخاصة مقبرة توت عنخ آمون. فى البر الغربي، تُعتبر معابد حتشبسوت ووادى الملوك من أبرز المعالم، لكن للأسف، هناك كنوز لم تُكتشف بعد.. على سبيل المثال، الأغنية الخالدة «أنشودة إيزيس» التى صاحبت نقل المومياوات الملكية، مأخوذة حرفيًا من معبد صغير يُدعى «دير شلويط» خلف معبد هابو. هذه المنطقة تشمل معبدًا رائعًا ومدينة متكاملة تُعد أول كومباوند للفنانين فى التاريخ، وتحتوى على معبد ومقابر ومدينة متكاملة؛ لذا، يجب أن تُضاف إلى خريطة الزيارات السياحية فى البر الغربي.. أما فى البر الشرقي، فأيقونته هى مجموعة معابد الكرنك، التى دخلت موسوعة جينيس كأكبر دار عبادة حجرية فى العالم.