سامح إدوار سعدالله هذه الصورةُ المتكرّرة.. الكاذبةُ الفاضحةُ تعبيراتُها، تسرقُ شعورى، تقتلُ أحلامى.. كيف أعيشُ الوهم؟ كيف أُصدّقُ هذه الصورة؟ الصورةُ التى تلهو فيها أوثانُ الخداع، وصنعتْ تماثيلُ الرياء والزّورِ برجًا لتسكنَ فيه.. يا من شاركتَ فى رسمِ هذه الصورة، داخلَ إطارِها شيطانٌ صامت، وإبليسُ ضاحك، ووحشٌ بشعُ المنظر، متخايل، ورَئمٌ مغلوبٌ على أمرِه، وأُرجوزتانِ – عرائسُ – دُمى. على مَن ترسمُ صورة؟ أنا لا أحبُّ نفاقَ الصورة، قلبى ساحةٌ.. صدرى واحة، رسمتُ لكم لوحةً، بقلمٍ صادق، وبألوانى المتاحة، رسمتُ قبضةً، رسمتُ صفعة، رسمتُ أبياتًا فيها ذلٌّ، فيها شقاء، فيها مرٌّ، فيها عناء، فيها خداعٌ جاء من انعكاسِ المرآة، قد فُرضَ على لوحتى دون نزاع.. يا من تفرحون، يا من تصفّقون، أما تدرون؟ أو تجهلون؟ أنّ أجنحةَ الشمسِ كاشفةٌ كلَّ شىءٍ دون عُوار! أم تخجلون؟ والكلُّ يعرفكم! أشعّةُ الشمسِ الغادرة أسقطتِ النورَ عليكم، فوضّحتْ صورتَكم، وكشفتْ هيئتَكم. خفافيشُ الظلامِ لم تُنقذكم، وأنتم عبيدُها، زُوّارُها، أحلامُكم.. أحلامُها، أناشيدُكم.. أناشيدُها، أنتم مسخٌ، وتمثالٌ، وصنمٌ لها. ومهما فعلتم.. صورُكم كاذبة.