كل تأخير فى الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة لا يعنى إلا تعريض الاتفاق كله للخطر. وكل صمت على انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار لا يعنى إلا المزيد من التصعيد والمزيد من العراقيل التى تضعها إسرائيل والتى قد تفجر الموقف وتعرض المنطقة لأفدح الأخطار. البيان الذى أصدرته الدول العربية والإسلامية التى شاركت فى اجتماع نيويورك مع الرئيس ترامب لإطلاق خطته لإنهاء الحرب فى غزة تأييدا لموقف مصر الحاسم فى رفض مخططات إسرائيل لفتح معبر رفح من جانب واحد لم يقتصر فقط على إدانة الموقف الإسرائيلى وإنما كان واضحاً فى إبداء القلق الشديد من هشاشة الموقف واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وفى التشديد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بصورة كاملة ودخول المساعدات. ثم الأهم وهو الانتقال للمراحل الحاسمة التى تربط «كما قالت الدول الثمانية» بجهود التعافى المبكر وإعادة الإعمار وتهيئة الظروف أمام عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مسئولياتها فى قطاع غزة. التصور واضح والمضى إلى المراحل التالية لإنهاء الحرب وبدء الإعمار فى غزة لا بد أن يتم بسرعة، ولا بد أيضاً أن يكون تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الأخير بشأن اتفاق إنهاء الحرب وبكل القرارات الدولية ذات الصلة. بما يؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل أراضى الضفة والقطاع وبعاصمة أبدية هى القدس العربية، هذا هو الطريق الوحيد الذى يؤسس لسلام حقيقى. وهذ هو ما تحاول إسرائيل الالتفاف عليه ليكون مصير الاتفاق الذى يحمل اسم ترامب كمصير غيره من الاتفاقات التى أفشلتها إسرائيل منذ أوسلو حتى الآن!! بالأمس كان لافتا فى منتدى الدوحة بقطر ارتفاع نبرة التحذير من عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها فى المرحلة الأولى من الاتفاق، ومن التأخر فى الانتقال للمرحلة الثانية التى سيكون عنوانها الأساسى هو استكمال الانسحاب الإسرائيلى. كما كان لافتا تشديد وزير الخارجية بدر عبدالعطى على ضرورة الإسراع بتواجد القوات الدولية التى أكد أن مهمتها هى حفظ السلام وليس فرض السلام.. والفارق هنا كبير!! مهم جدا أن يكون الموقف العربى والإسلامى واضحاً وحاسماً، وأن يرسل الوسطاء (مصر وقطر وتركيا) تحذيراتهم من مخاطر الانتهاكات الإسرائيلية وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية دون تأخير. ويبقى أن تتحمل كل الأطراف مسئولياتها، وأن تحسم واشنطون موقفها وتخرج عن صمتها على انتهاكات إسرائيل المتصاعدة للخطة التى مازالت تحمل اسم الرئيس الأمريكى وتأييد المجتمع الدولى.. لكن مجرمى الحرب فى إسرائيل لا يكترثون !!