كل حملات التضليل التى قامت بها إسرائيل، وكل الإجراءات الباطلة والتعسفية التى اتخذتها، وكل الضغوط التى مارستها هى وحلفاؤها.. كل ذلك لم تكن نتيجته إلا الفشل الذريع أمام الإرادة الدولية والحق الفلسطينى.. هذا هو المعنى الأساسى لقرارات الأممالمتحدة التى اعتمدتها مؤخراً وفى مقدمتها القرار بالغ الأهمية بتجديد تفويض وكالة «الأونروا» لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لثلاث سنوات قادمة، والذى صدر بعد تصويت يكشف عمق عزلة إسرائيل ومن يدعمونها حيث صوتت 151 دولة لصالح القرار، بينما عارضته عشر دول فقط، وامتنعت عن التصويت 14 دولة(!!) القرار يجىء بعد حرب شعواء خاضتها إسرائيل «ومازالت» ضد المنظمة الدولية، وقوانين باطلة أصدرها الكنيست الإسرائيلى لمحاصرة عمل «الأونروا» التى تقدم خدماتها الأساسية لستة ملايين فلسطينى داخل وخارج الأرض المحتلة. وأيضاً بعد قطع بعض الدول لتمويلها للمنظمة الدولية من أجل مساعدة إسرائيل فى حصار «الأونروا». قرار الأممالمتحدة بالأمس يجىء رداً قاسياً على محاولات إسرائيل وداعميها، ورفضاً لكل ادعاءاتها الكاذبة ضد «الأونروا».. والأهم أنه يمثل تأكيداً على الالتزام الدولى تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم فى العودة وفى العيش بكرامة حتى ينالوا كل حقوقهم العادلة وفق قرارات الشرعية الدولية. التحرك فى هذا الاتجاه لا ينبغى أن يتوقف ، المطلوب الآن أن نترجم القرار الدولى إلى التزام كامل بتوفير التمويل الكامل والدائم للوكالة الدولية لتقدم خدماتها الأساسية لستة ملايين فلسطينى، وأن يتم إجبار إسرائيل على إزالة كل المعوقات التى تضعها أمام «الأونروا» فى غزة وفى الضفة والقدس العربية المحتلة وبصورة عاجلة. والمهم أن يدرك العالم أن إسرائىل لا تريد فقط «بالحرب الشعواء على الأونروا» أن تتخلص من مسئولياتها فى قضية اللاجئين وحقوقهم المشروعة، وإنما تسعى الآن لإضافة فصل جديد للمأساة بالتخطيط للتهجير القسرى الذى أوقفته مصر بموقفها الحاسم منذ بداية حرب الإبادة حين اعتبرته خطاً أحمر لا يمكن السماح به تحت أى ظرف. مرة أخرى قال العالم كلمته مؤيداً للحق الفلسطينى وللشرعية الدولية. التصويت الكاسح فى الأممالمتحدة هزيمة جديدة لأكاذيب إسرائيل رغم الضغوط وحملات التشويه والابتزاز. نظرة على كشف الدول التى وقفت مع إسرائيل فى معارضة القرار تقول بوضوح كم أصبح الكيان الصهيونى معزولاً، كم أصبح عبئاً ثقيلاً على عالم لم يعد يصدق شيئاً من أكاذيبه، ولم يعد يتحمل المزيد من جرائمه ضد الإنسانية !!