رغم كل حملات الاكاذيب الصهيونية لتضليل الرأى العام العالمي، ورغم كل الدعم الذى تلقاه إسرائيل وهى تواصل حرب الإبادة على شعب فلسطين، ورغم كل الضغوط التى تواجهها العدالة الدولية من قوى كبرى كانت تدعى الانحياز للقانون والشرعية الدولية وحقوق الإنسان لتكشف الآن عن الوجه الآخر الذى تتحول من خلاله الى شريك فى جرائم اسرائيل.. رغم كل ذلك تبقى العدالة سيفاً مصلتا على كل مجرمى الحرب، ويبقى العالم كله فى انتظار كلمة الحق التى توقف الجريمة، وتعاقب قتلة الأطفال، وتنقذ العالم من لحظة ينهار فيها النظام الدولى وتسود الفوضى وغطرسة القوة الغاشمة!! تعود إسرائيل لتقف أمام محكمة العدل الدولية، وبقرار شبه إجماعى من دول العالم أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة التى طلبت من المحكمة رأيها الاستشارى بخصوص مسئولية إسرائيل «كدولة احتلال» تجاه تمكين الأممالمتحدة ووكالاتها وهيئاتها من ممارسة مسئوليتها فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة.. ويأتى ذلك فى ظل تصعيد غير مسبوق فى حرب الإبادة الاسرائيلية التى تتواصل بدعم أمريكى لا يتوقف، ومع حصار جوع يمنع دخول الماء والغذاء والدواء إلى غزة منذ شهرين، وتعطيل متعمد لكل جهود الإغاثة الدولية واستهداف الهيئات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة وفى مقدمتها المؤسسة الأهم والأخطر وهى مؤسسة «الاونروا» لإغاثة اللاجئين والتى تقوم منذ نكبة 48 وبقرار دولى بالجهد الأكبر فى توفير الحقوق الأساسية لستة ملايين لاجئ فلسطينى داخل وخارج حدود الدولة الفلسطينية. إننا أمام الطبعة الجديدة (والأكثر انحطاطاً) من جرائم النازية. والتهديد لا يقتصر على شعب فلسطين بل هى جريمة ضد الانسانية كلها وعدوان على النظام الدولى بأكمله، وخروج على الشرعية والعدالة الدوليتين. ولهذا تتبناها معظم دول العالم من خلال الأممالمتحدة، بينما تقف اسرائيل معزولة عن العالم رغم الضغوط الأمريكية التى لم تستطع أن تقنع شباب أمريكا أنفسهم ومعظم اليهود والأمريكيين الذين اكتشفوا حقيقة الكيان الصهيونى وخطر العصابات الإرهابية التى تحكمه على مستقبلهم الذى لا يهدده خطر بقدر خطر الصهيونية النازية وما ترتكبه من جرائم فاقت فى بشاعتها كل الحدود!! 45 دولة تتقدمهم فلسطين ومصر ستدلى بشهاداتها القانونية بالإضافة إلى 25 هيئة دولية فى مقدمتها الأممالمتحدة نفسها، محاكمة علنية وفضح دولى لأبشع الجرائم فى حق شعب فلسطين والانسانية كلها. رغم اختلال الموازين الدولية لم تعد اسرائيل خارج المحاسبة، ولم تعد الضغوط الأمريكية قادرة على منع شعوب وحكومات العالم من أن تطلب العدالة وأن تسعى لها. ستبقى فلسطين هى أكثر القضايا عدلاً فى عالمنا، وسيبقى الكيان الصهيونى مطارداً من العدالة حتى يحاسب على كل جرائمه، فى انتظار العدل. ليس أصدق مما قاله عميد الأدب العربى طه حسين يوماً عن هؤلاء الذين يتحرقون شوقاً إلى العدل، وهؤلاء الذين يرتعدون خوفاً من العدل!! العدل قادم.. والعالم كله يتحرق شوقاً إليه.