خطوة تاريخية - ربما تأخرت كثيرًا - أثارت اهتمامًا واسعًا على الساحة الدولية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظر في تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، القرار الذي جاء بعد مراجعات شاملة للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية يمثل تتويجًا لمواقف مصرية متكررة منذ سنوات، أكدت فيها القاهرة أن جماعة الإخوان تمثل تهديدًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ترامب خلال الإعلان الرسمى قال إن هذا القرار يشكل ضربة كبيرة للإخوان، ويؤكد التزام الولاياتالمتحدة بمكافحة التطرف والإرهاب على مستوى العالم، بينما أكد مسئولون أمريكيون أن القرار جاء بعد تقييم شامل للأنشطة الإرهابية للجماعة داخل الشرق الأوسط وخارجه، بما فى ذلك توسعها داخل الولاياتالمتحدة واستغلال الجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية كغطاء لتمويل الإرهاب. مصر كانت سبّاقة منذ سنوات في التحذير من خطورة جماعة الإخوان، ونحن على دراية كاملة بأساليبهم في التغلغل داخل المجتمعات واستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية وعنفية، وفقًا للخبير في شئون الجماعات الإرهابية إبراهيم ربيع الذي أوضح أن هذا القرار الأمريكي هو اعتراف بما كانت تقوله مصر منذ 2013، بعد أن شهد العالم تورط الجماعة في أعمال عنف واضطرابات استهدفت استقرار مصر والمنطقة، مشيرًا إلى أن القرار الأمريكي يمثل تأكيدًا للرؤية المصرية الاستباقية، ويشكل بداية لتوحيد الجهود الدولية ضد الإخوان، مشددًا على أن الجماعة لم تعد مجرد حركة سياسية، بل شبكة عنف متفرعة تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الخطوة الأمريكية تمثل إشعارًا لجميع الدول بأن التهاون مع الجماعة لم يعد مقبولًا. وأضاف ربيع أن قوة الجماعة من تمويل خارجى وحماية سياسية وتنظيم دولى محكم بدأت تتهاوى خلال السنوات الأخيرة، لكن هذا التصنيف يعد الضربة الأقوى التى تعلن نهاية ما تبقى من نفوذها، لافتًا إلى أن الجماعة دخلت رسميًا مرحلة السقوط غير القابل للإصلاح، خاصة بعد انكشاف شبكات التمويل والتجنيد وتجارة المعلومات التى كانت تمثل إحدى أهم أدواتها، كما أن المراكز الإخوانية فى أوروبا تحولت إلى مصادر تهديد أمني بعد سنوات من اعتبارها منصات نفوذ وتأثير، متوقعًا أن التنظيم سيتعرض لتفكك داخلى وصراعات أعمق خلال الفترة المقبلة، فى ظل غياب أى حماية دولية. ◄ اقرأ أيضًا | انتهاء اجتماع بوتين مع الوفد الأمريكي بشأن السلام في أوكرانيا ◄ واجهة الدين الإخوان ليست جماعة سياسية، بل شبكة منظمة تستخدم الدين كواجهة، والعنف كوسيلة، والسياسة كأداة للتمدد، وهو ما دفع مصر لتصنيفهم إرهابيين منذ البداية، هكذا يتحدث خبير السياسات الدولية، الدكتور أشرف سنجر، موضحًا أن المؤسسة التنفيذية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت فى إعداد وتجهيز الإجراءات القانونية اللازمة لاتخاذ قرار قضائى بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، متوقعًا انتهاء الإدارة الأمريكية الحالية لإعلان تصنيف الإخوان منظمة إرهابية داخل الولاياتالمتحدة، الأمر الذى يشكل تحولًا كبيرًا يقيد نشاط الجماعة ورموزها الذين طالما استفادوا من الحماية القانونية والجنسية الأمريكية، مؤكدًا أن التقييم الأمريكى لخطر الإخوان مستمر منذ فترة، بداية من مواقف السيناتور الجمهورى تيد كروز فى ولاية تكساس، الذى تحدث مرارًا عن تهديد الجماعة للأمن القومى الأمريكى، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة لم تصدر بعد قرارًا رسميًا عبر وزارة الخارجية، لكن إعلان ترامب يمثل منعطفًا جديدًا فى السياسة الأمريكية تجاه الجماعة، منوهًا إلى أن دولًا عديدة، وعلى رأسها مصر منذ 30 يونيو، كانت سباقة فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية نظرًا لخطورتها على الأمن الداخلى والسياسات العربية، ولأن الجماعة وأذرعها فى دول كثيرة استُخدمت كأدوات للتأثير وزعزعة الاستقرار، مشددًا على أن الجماعة فقدت أهميتها لدى كثير من الدول التى كانت توظفها لأغراض سياسية. وعن تأثير القرار الأمريكى المحتمل، أكد سنجر أن الولاياتالمتحدة تمتلك صوتًا مؤثرًا عالميًا، وأن اتخاذ هذا القرار سيدفع الكثير من الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات مماثلة، فدول مثل النمسا اتخذت قرارًا مشابهًا منذ 2021، وروسيا 2003، إضافة لدول عربية مثل الأردن والإمارات والسعودية، مشيرًا إلى أن القرار الأمريكى سيؤدى لمطاردة رموز الجماعة الذين استخدموا الولاياتالمتحدة وأوروبا كمنصات عدائية ضد الدول العربية، مُتابعًا أن تبنى أمريكا لهذا الإجراء سيجعل من الصعب على أى دولة الاستمرار فى احتضان الجماعة، خصوصًا فى ظل النفوذ الواسع الذى تمارسه فى أوروبا وتأثيراتها على الدول العربية، ولفت إلى أن الجماعة كانت دائمًا تسعى للتسلل لمؤسسات الدول والمجتمع المدنى وتكمن خطورتها فى أنها تستخدم الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية كغطاء للتجنيد والتمويل، وترامب الآن يعترف بذلك رسميًا. ◄ مراجعات دقيقة مصادر أمريكية أكدت أن القرار جاء بعد مراجعات دقيقة لأنشطة الإخوان داخل الولاياتالمتحدة، وذكر مسئول أمنى أمريكى رفيع المستوى، أنه كانت هناك تحذيرات متكررة بشأن استخدام بعض الجمعيات والمنظمات الخيرية كغطاء لتمويل الإرهاب داخل البلاد، وفقًا لخبير العلاقات الدولية طارق البرديسى، الذى أوضح أن الخطوة الأمريكية ليست رمزية فقط، بل عملية واستراتيجية حيث يدفع القرار الدول الأخرى لمراجعة سياساتها تجاه الجماعة، ويتيح إطارًا دوليًا لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب والتمويل الإرهابى، مُشددًا على أن مصر دائمًا ما أكدت أن الإخوان شبكة إرهابية معقدة، وأن خطرها يمتد خارج حدود الشرق الأوسط، بما فى ذلك الغرب والولاياتالمتحدة، والآن العالم يعترف بصحة هذه الرؤية، مشددًا على أنه منذ تصنيف مصر للجماعة «إرهابية» فى ديسمبر 2013، تبنت الدولة المصرية موقفًا حازمًا على المستوى الدولى استهدف حث المجتمع الدولى على وضع الجماعة على قوائم الإرهاب، ومنع تمويلها والتصدى لمحاولاتها التمدد فى الدول الأخرى.